ساحة الحرية من اجل الحوار بين الاراء المختلفة

محمد خير بشتاوي من عمان: تعتبر فكرة ساحة الحرية التي تعمل الحكومة على تنفيذها لتكون منبرا للتعبير الحر والتي ستوفر فضاء حياديا للتعبير عن الراي باسلوب حضاري خطوة هي الاولى من نوعها في الاردن. ويتوقع اعلاميون واكاديميون لها النجاح لتوافر الجو المناسب لذلك في الاردن مثل سقف الحرية المرتفع والديمقراطية وحق التعبير الذي يكفله الدستور وثقافة المواطن الواسعة ونسبة التعليم العالية والتجربة الحزبية الناجحة والاتحادات الطلابية الفاعلة.

رئيس المجلس الاعلى للاعلام ابراهيم عز الدين نظر الى ساحة الحرية من منظارين الاول هو ان الاردن كله ساحة حرية بمعنى ان المواطن يستطيع التعبير عن رايه بحرية وشفافية لايصال وجهة نظره للاخر بشرط الا يتعدى على حرية الاخرين وهذا الامر كفله الدستور الاردني بوضوح كامل والثاني النظر الى ساحة للحرية محددة باطار جغرافي معين. وقال لوكالة الانباء الاردنية انها فكرة رائدة وتعمل على خلق حالة من الحوار بين الاراء المختلفة وتدريب الشباب على النقاش الحر وافساح المجال لاصحاب الراي ليتحدثوا عما يريدون في وقته وضمن اطار محدد واعطاء فرصة للمواطنين للاستماع الى اراء وافكار جديدة حول قضاياهم. واشار عز الدين الى ان هناك تجارب مشابهة نجحت في دول عديدة نتيجة تراكم الحريات العامة ونستطيع في الاردن الاستفادة منها لتوفير فرص نجاحها خصوصا انها اتت بعد شوط طويل من صيانة الحريات واحترامها في الاردن وستكون الساحة دفعة اضافية لتعزيزها.

ودعا المواطنين الى عرض وجهات نظرهم بشيء من المعرفة والدقة والاقناع واحترام الراي الاخر وعدم احتكار الراي ومحاولة فرضه على الغير بأي شكل. واكد ضرورة الالتزام بادب الحوار وثقافته والاستماع الجيد ومحاولة الاستفادة والافادة مما يطرح من قضايا في الساحة..وهذه امور تتم بالممارسة والساحة ستكون احد مجالات الممارسة.

ومع ترحيب رئيس لجنة التوجيه الوطني في مجلس النواب النائب عماد معايعة بالفكرة لانها ستعطي مساحة اكبر للتعبير عن الراي وبدون قيود الا انه حذر من الذين لا يستطيعون التمييز بين الحرية ذات السقف المرتفع والمصلحة الوطنية.

ورحب نقيب الصحفيين طارق المومني بالفكرة وتوقع لها النجاح لان الاردن دولة تعتمد على الاعتدال والوسطية في نظامها وتلتزم بحماية حرية الصحافة ولديها مسيرة تنموية صاعدة ويليق ان تكون فيها ساحة للحرية تمثل منبرا حقيقيا لكل شخص ليعبر عن افكاره. وقال ان الساحة مبادرة ايجابية تعزز مسيرة الديمقراطية والحريات العامة التي نص عليها الدستور الاردني بصراحة وتوفر فرصة للتقارب بين مختلف الاطياف السياسية. واضاف ان المزيد من الحرية يحمي الحرية ويعزز الاستقرار ويضبط حركة النجاح ويحمي المجتمع من الاحتقانات ويشرك كل المواطنين في عملية البناء والتقدم. استاذ الصحافة والاعلام في جامعة البتراء

الدكتور تيسير ابوعرجة قال..يسعد الانسان لاي مسار وتوجه يسمح بحرية التعبير وبخاصة حرية القول والفكر والكتابة وكافة الحريات المتصلة بالفعل الديمقراطي الذي تسعى الدولة الى تجذيره. ولفت الى ان هذه المبادرة تنسجم مع الاحترام للانسان وخياراته الفكرية وتعتبر دليل صحة وعافية للمجتمع لان صمام الامان لاي مجتمع هو حجم الحرية الذي يناله افراده. واكد ان المواطن الاردني جدير بمثل هذه المبادرة ويتفهم الضوابط المطلوبة لنجاحها مثل الحرص على سلامة المسيرة وتعميق الوحدة الوطنية واحترام الراي والراي الاخر وكل ما يسهم في التنمية الشاملة التي نريدها لوطننا وفي مقدمتها التنمية السياسية.

ورحب النائب الاول للامين العام لحزب النهضة المهندس طلال الجبور بالفكرة للتعبير عن الراي سواء في ساحة محددة او غير محددة معربا عن استعداد الحزب للتعاون والاسهام في انجاحها ودعم كل راي حر ونقد بناء. ودعا الجبور الى ان تبتعد موضوعات الحوار المطروحة للنقاش عن التحريض او ما يتنافى مع المصلحة الوطنية او القاء الاتهامات جزافا دون دليل.

وقال الطالب في قسم الهندسة الوراثية/ جامعة العلوم والتكنولوجيا عمرو الصلاح ان الفكرة جريئة اذ يتاح للمواطن ان يعبر عن افكاره بصورة علنية في موضوعات متعددة مما يسهل عليه ايصال رسالته للمسوءول معربا عن امله في ان تعمم الفكرة على محافظات المملكة والجامعات والمعاهد.

وكان وزير التنمية السياسية الدكتور صبري ربيحات قال في تصريحات صحفية ان الوزارة تسير بخطوات سريعة لتنفيذ الفكرة وترجمتها على ارض الواقع لتمكين المواطنين من التعبير عن ارائهم وافكارهم والتظاهر والاحتجاج والدخول في حوارات معمقة حول القضايا التي تشغلهم. واكد ان الحكومة ستوفر الغطاء القانوني لمن يعبر عن رايه من خلال طرح مشاريع قوانين معدلة لتلك التي تشكل عقبة في طريق الحرية والتعبير. وقال ان الحكومة في تشاور دائم مع سائر القوى والفعاليات لاخراج المشروع الى حيز الوجود.

بترا