محمد قاسم من بغداد: هذه الايام تشهد مناطق وساحات بيع الخراف في العراق ازدهارا واسعا واقبالا شديداً وارتفاعاً بالاسعار يوماً بعد اخر وكذلك ارتفاع اسعار اللحوم في اغلب الاسواق الشعبية ويتزامن هذا الارتفاع بالاسعار مع اقتراب عيد الاضحى المبارك لدى المسلمين (في 10 من شهر ذي الحجة) هذا العيد اعتاد العراقيون في اول ايامه بشراء خروف وطبخ لحمه وتوزيعه واهداء ثوابه الى روح احد افراد العائلة المتوفين حديثاً.
ولم يكن ارتفاع اسعار الاغنام قدوم عيد الاضحى فقط فمجالس الفاتحة او العزاء التي تُقام على ارواح الضحايا
محل بيع الاغنام في بغداد. تصوير مرتضى العبيدي |
ايلاف توجهت الى اكثر من مكان لبيع الخراف وهو يسمى باللهجة العراقية (جوبة) فتوجد (جوبة) لبيع الغنم، و(جوبة) لبيع الخيول، وهكذا.. وتحدثنا مع اكثر من بائع للغنم وعرفنا ان كل بائع متمرس في مهنته لعدة سنوات يُسمى(غنام).
يقول الغنام(حسين): انه مستمر في هذه المهنة وهي بيع وشراء الاغنام منذ اكثر من (35) سنة وان اسعار الخراف ارتفعت بسبب اقتراب عيد الاضحى وان الخروف الذي سعره (150الف) في الايام الاعتيادية يباع الان بـ(250الف) وسألته هل هذه الاسعار تشمل الذكور والاناث من الخراف؟ قال حسين الغنام: الاسعار المرتفعة هي اسعار الخراف الذكور اما الاناث فاسعارها مناسبة وفي مجالس الفاتحة في اليوم الثالث يتم شراء خروف ذكر اذا كان المتوفي (رجل) ويتم شراء انثى(نعجة) اذا كان المتوفي (امرأة).
بائع اخر للغنم وهو فتى لايتجاوز (15)سنة قال لنا: اسعار الاغنام ترتفع في هذا الوقت من كل سنة مع اقتراب العيد، و ترتفع اسعار الغنم ايضاً بسبب ارتفاع اسعار العلف..
اما الغنام ابو حاتم فيقول: في الظروف الاعتيادية لايتجاوز سعر الخروف (100 الف دينار) اما مع الاوضاع الاخيرة فقد تغيرت الاسعار الى الضعف واحيانا اكثر من(250 الف دينار) ومع اقتراب العيد يتراوح سعر الخروف مابين( 200الى 350 )الف دينار وعندما ينتهي موسم العيد ستستمر الاسعار بالارتفاع حيث سياتي شهر محرم الذي يشهد احياء مواكب عاشوراء لمدة شهر كامل حيث يطبخ في هذه المجالس عادة (التمن والقيمة) والتمن هو الرز المعروف اما القيمة فهي نوع من المرق يكون ثخين جداً بسبب زيادة اللحم المذاب فيه مع العدس والذي يكون عادة لحم غنم... ويضيف الغنام ابو حاتم انه في احد الايام وبينما اجتاز منطقتهم عدد من الاليات العسكرية الامريكية دهست احدى الاليات احد الخراف الذي لم يستمر طويلاً حتى مات ذهب الى مقر القاعدة الامريكية وقدم شكوى ضد الدورية التي مرت في منطقتهم وطالبهم بتعويض فاعطوه ورقة تحتوي على عبارات باللغة الانكليزية لم يفهم منها شيئا بينما اخبره المترجم ان يذهب الى بيته ولا يعود مرة اخرى.
ويضطر بعض اصحاب الاغنام الى تهريب ماشيتهم الى دول الجوار خاصة الكويت والسعودية حيث يتم القاء القبض بين فترة واخرى على هؤلاء. خاصة في فترات انخفاض اسعار الماشية في العراق.
ويامل العراقيون ان يكون هذا العيد الذي يتصادف مع عيد راس السنة الميلادية بادرة وقف للعنف الذي حصد ارواح عشرات الالوف منهم كاضاحي لدوامة الدم.
نشر التحقيق في دجتال ايلاف يوم الثلاثاء 19 ديسمبر 2006
انقر هنا لقراءة التحقيق ببرنامج بي دي أف
التعليقات