عامر الحنتولي من عمان: في وقت ينتظر ان تتقدم فيه الحكومة الأردنية بمشروع قانون جديد للأحزاب السياسية لتنضوي تحت هيئة مستقلة وسط ميل لدعمها مالية عبر خزينة الدولة الأردنية لمساعدة السواد الأعظم منها على تجاوز الأزمات المالية الخانقة التي تصل الى حد تخلي عشرات الأحزاب عن مقراتها بحثا عن مقرات
| جامعة اليرموك |
ويصف 60% منهم المناخ السياسي في الجامعات بأنه سلبي. إلا أن غالبيتهم يقرون بحقهم في المشاركة السياسية رغم ضعف الجدوى من مجالس الطلبة و نشاطاتها. وترى نسبة كبيرة من الطلبة في الحوار و المناقشة طريقا للمشاركة السياسية(37- 39%) و بنسبة أقل في الأحزاب السياسية و المشاركة في الانتخابات,لافتين إلى أن عزوف شباب الجامعات عن المشاركة في الأحزاب السياسية يعود لعدم وجود برامج ذات معنى عند تلك الأحزاب، كسبب أول، وخوفهم من الحكومة كسبب ثان.
تقول فادية العزام طالبة علوم سياسية انها لاتجد حتى الآن في أحزاب الأردن العاملة مايشجعها على الإنضمام لأي حوب وتؤكد ان الأحزاب في بلادها عشوائية وانها تميل الى الفكرة القائلة باندماج توافقي للأحزاب الأردنية في ثلاث أحزاب كبيرة تمثل اليمين والوسط واليسار لخوض الإنتخابات البرلمانية على ان يشكل حزب الأغلبية الحاصد لأعلى نسبة مقاعد الحكومة الأردنية، وهو مايشبه التبادل السلمي والدستوري للسلطة.. وتتهم الطالبة العزام الحكومات الأردنية المتعاقبة بأنها أهملت وهمشت دور الأحزاب بعدم السعي لمساعدتها وحث الناس على المشاركة في الأحزاب، معتبرة ان الحكومات في بلادها قد عاملت الأحزاب على أنها أبناء غير شرعيين للدولة، لكن العزام التي أعلنتها صراحة بأنها تنوي الإنضمام لحزب قوي مستقبلا قالت بأنه يؤخذ على الأحزاب العاملة اليوم بأنها تهتم بقضايا الخارج العربي على حساب قضايا الداخل الأردني الى الدرجة التي تتهم الأحزاب معها ndash;وفقا لفادية العزام- بأنها ممولة ومسيرة من الخارج.
أحمد بني تميم يقول لـquot;إيلافquot; لا أتوقع بأن نحظى في الأردن ذات يوم بأي مظاهر للحياة الحزبية القوية على غرار الديمقراطيات الكبرى في العالم. ويستذكر بني تميم بالقول في العام 1992 وقت صدور قانون التعددية السياسية الذي أتاح حرية تأسيس الأحزاب فإنه شكلت خلال حمس سنوات على الأكثر نحو 30 حزبا سياسي دفعة واحدة دون برامج أو أهداف حقيقية ولم تصل الى الأردنيين بعد أسماء كل الأحزاب ويجهلون الكثير عنها واتجاهاتها الأمر الذي يجعل الشباب الأردني وخصوصا المتعلم والمثقف من التردد في الإنضمام لأي حزب وسط التفسخ والتردي والعشوائية في عمل أحزاب كثيرة يفترض ان تبدو شابة بسبب قصر عمرها الذي لايزيد في أقدم الأحزاب عن عشر سنوات، مؤكدا انه يستبعد ان ينضم لأي حزب من الأحزاب القائمة حاليا لأنها بدون مؤسسية وتفرض القلق على منتسبيها كون العمل الحزبي في الأردن ارتبط لعقود طوال بالعمل السري الغير مشروع والملاحق من السلطات الأردنية.
فاتن جربوع قالت لـquot;إيلافquot; انه لدينا في الأردن نحو 35 حزبا مابين اسلامية قومية وبعثية وشيوعية ومسيحية وليبرالية وعدد النواب اللذين يمثلون الأحزاب في البرلمان الأردني هم ثلاث نواب وهو يعني بأن 32 حزبا على الأقل عجزت وفشلت في ايصال ولو مرشح واحد عنها للبرلمان، وهذا عائد الى عدم وجود حياة حزبية بالمعنى المتعارف عليه وكذلك عدم وجود اهتمام لدى الأردنيين اللذين نحو ستين بالمائة منهم على مقاعد التعليم بالأحزاب الأردنية وبكل مايصدر عنها. وتؤكد أيضا بأنه بسبب ارتباط الصورة عن الأحزاب بالخوف والإعتقالات والملاحقات فإنها تخاف من ان تبدي مجرد الرغبة بالإنضمام لأي حزب، وتعترغ صراحة بأن هاجس الخوف لديها أقوى بكثير من فكرة عدم الإقتناع.




التعليقات