طلال سلامة من روما: تبحث الشرطة الألمانية على نموذج من quot;خاتم الموتquot;، الذي يعتبر من الآثار الأثمن العائدة الى العهد النازي، الذي سُرق مؤخراً خلال معرض أُقيم في فيلا quot;بيرغهوفquot; (Berghof) حيث اتخذ منها هتلر ملجأ جبلياً له. وهذا الخاتم المسمى quot;رأس الموتquot; أحد الخواتم النازية النادرة الموجودة لغاية اليوم، وكان هنريش هيملر، رئيس الاستخبارات السرية النازية، يهديه الى الضباط الأكثر جدارة.

نماذج من خاتم الموت
وكُتب على الخاتم الأحرف الأولى من اسم هيملر، كما تُباع النماذج القليلة منه التي صمدت منذ سقوط النازية بسعر لا يقل عن عشرة آلاف يورو. من جانبها تعرض الشرطة الألمانية مكافئة قدرها 1.500 يورو مقابل استرداد الخاتم بيد أن المفتشين متشائمين حول إمكانية وضع يديهم عليه مجدداً لأنه سُرق بالتأكيد من قبل شخص متعاطف مع العقيدة النازية ويريد الاحتفاظ بالخاتم ليس لأهداف مالية إنما لقيمته التاريخية العتيقة.

تاريخ الخاتم

قدٌم هيملر هذا الخاتم في أبريل(نيسان) من عام 1934، وفي البداية أُهدي الى ضباط الجيش النازي الأكثر

قصر فيفيلسبورغ
دارة. لكن منذ عام 1939، كان يكفي ثلاث سنوات من الخدمة في جهاز الاستخبارات النازية quot;اس اسquot; (SS) للحصول عليه. وكانت النماذج الأولى للخاتم فضية اللون بالكامل ومرسوم عليها جمجمة، وكانت قيمتها المالية عالية جداً. أما الخاتم الذي سُرق حديثاً من المعرض الألماني فاستحوذ عليه ضابط مجهول الهوية في 1 ديسمبر(كانون الأول) من عام 1934.
ولقد منع هيملر بيع أو شراء خاتم الموت، مهما كان السبب، فحامل الخاتم توجب عليه أن يحمله بشرف مدى الحياة. بالفعل، أعطى ضباط الاستخبارات النازية أهمية استثنائية كبيرة للخاتم. وفي حالة وفاتهم، كان ضرورياً انتزاع الخاتم من إصبع يد الجثة ثم إرساله أو تسليمه الى المقر العام لجهاز الاستخبارات، في قصر quot;فيفيلسبورغquot; (Wewelsburg)، الذي أسسه هتلر في ثلاثينات القرن الماضي.

استفتاء حول الخواتم الموجودة لغاية اليوم

تشير الأعداد الى أن حوالي 14.500 ضابط نازي حصلوا على هذا الخاتم. وبعد يناير(كانون الثاني) من عام 1945، نحو 64 في المئة من هذه الخواتم عادت سليمة الى المقر العام لجهاز الاستخبارات. أما النماذج الباقية فضاعت في المعارك أو بقيت مع الضباط. وإبان ربيع عام 1945، أمر هيملر بتجميع كل الخواتم الموجودة في قبضة الاستخبارات النازية وتدميرها بواسطة المتفجرات في جبل قريب من قصر quot;فيفيلسبورغquot;. وفي الوقت الحاضر، ثمة ثلاثة آلاف نموذج فقط، من خاتم الموت، ترتفع قيمتها المالية سنة تلو أخرى.