موثيجاني كيامامن جبل كينيا: كان نافتالي مارونجو خارج منزله يحرس محصول الذرة الخاص به في ليلة باردة من شهر أغسطس اب حين سمع دويا مكتوما قادما من أرض جاره. كان فيلا شاردا أبقاه مستيقظا لاشهر قد سقط في بركة عفنة فيما كان يحاول الوصول لاشجار الموز الغضة قرب السياج الذي يفصل بين المزرعتين.
ولم يحزن القرويون في جاتشوجو اينا على سفوح جبل كينيا لنفوق الفيل بل احتفلوا بالتهام لحم الجزء العلوي من جسم هذا الحيوان العملاق.
![]() |
صورة ارشيفية لفيل وقد انكسرت سنه في محمية كينية. صورة لرويترز |
وقال مارونجو لرويترز على السفوح المبللة والخصبة للجبل الكيني الذي يغطي الجليد قمته quot;نزرع على أمل أننا سنحصد. نزرع لكننا لا نأكل.quot;
وأضاف مارونجو (64 عاما) والذي يجلس خارج منزله كل ليلة للمراقبة بالرغم من اصابته بالتهاب المفاصل quot;اثناء النهار نعيش في سلام لكن في الليل يعترينا الخوف.quot;
في أنحاء افريقيا يتزايد قرب الاتصال بين الحيوانات والبشر حيث تضغط أعداد السكان المتزايدة على الارض.
في كينيا يوجد نحو 28 الف فيل وهي مصدر جذب مهم للسائحين لكنها ايضا تشكل تهديدا للمزارعين في أنحاء تلك الدولة الواقعة في شرق افريقيا. وفي اغسطس اب الماضي نقلت السلطات 400 فيل من محمية مكتظة على ساحل المحيط الهندي لحماية البيئة وتخفيف حدة الصراع مع السكان المحليين.
يعود هذا الصراع بين الانسان والحيوان الى حيث يستطيع نمرود نياجا الذي يتجاوز عمره التسعين ربيعا أن يتذكر.
في الاعوام السابقة كان القرويون يشعلون النار ويقرعون أشياء معدنية ببعضها البعض ليخيفوا الحيوان الضخم لابعاده. اما الان فقد أصبحت الحيوانات اكثر ذكاء ولن تتزحزح حتى لو رشقت بالحجارة.
ويحتفظ المزارعون بدلاء من الحجارة عند أبوابهم لاستخدامها كقذائف.
وقال نياجا الذي أصبحت بركته العفنة الان مقبرة للفيل تعس الحظ quot;يتجنبون النيران ويكسرون السياج في نقطة أخرى ليدخلوا مزارعنا... انهم لا يخشون ولا يخجلون.quot;
ما زالت رائحة نتنة تخيم على أرضه لتذكره بالجثة التي تركها الحراس التابعون لجهاز الحياة البرية بكينيا بعد أن انتزعوا نابي الفيل العاجيين الضخمين وأخذوهما.
ويشعر القرويون بالغضب لانهم لا يحصلون على أي تعويض من الحكومة عن خسائرهم.
وقالت اديث واموتشي نجوروجي (34 عاما) وهي ام لاربعة فقدت معظم 1500 من نباتات الكرنب (الملفوف) كانت زرعتها quot;سمعت واحدا (فيلا) الليلة الماضية وقلت (رباه... هل جاء ليقضي على ما تبقى..quot;
وقالت نجورجي ان فيلا هاجمها ذات مرة لكنها استطاعت الدخول الى منزلها. وتتناوب مع ابنها البالغ من العمر 15 عاما حراسة الزرع اثناء الليل.
وتزخر القرية الهادئة التي تزرع الشاي والتي تغسلها الامطار على مدار العام بقصص عن مواجهات مع الفيلة.
ويلتقي الاطفال بالافيال في طريقهم الى المدرسة واضطرت امرأة أن تتسلل مبتعدة عن فيل فيما ذهبت لتوصيل الحليب وأظهر رجل ركبة تورمت اثر اصطدامه بجذل شجرة اثناء فراره من فيل مهاجم.
ويكسب المزارعون بشق الانفس قوت يومهم من زراعة الشاي ومنتجات طازجة لبيعها. ويقولون انهم لا يستطيعون بذل المزيد لمكافحة الافيال حيث ان قتل الحياة البرية جريمة في كينيا.
وقال مارونجو quot;الشيء الوحيد الذي يمنعنا من قتلها هو الخوف من المشاكل مع الحكومة والا كنا قتلناها قبل زمن طويل.quot;
ويقول المزارعون ان حراس الغابة وحراس جهاز الحياة البرية في كينيا المسؤولين عن اعادة الافيال الى الغابة لا يقومون بعملهم.
ولم يتسن الوصول الى جهاز الحياة البرية للتعقيب.
وقال اندرسن مويندا (45 عاما) وهو ابن نياجا الذي اختبأ من فيل مهاجم ذات مرة وراء حظيرة للدجاج quot;غير مسموح لي بدخول الغابة لقطع بعض الاشجار لاقامة سياج لمزرعتي لكن الافيال أحرار لفعل ما يحلو لهم.quot;
وقد يؤدي قطع الاشجار في الغابة المحمية الى دفع غرامة أو عقوبة بالسجن.
ويقول القرويون ان الحكومة تعطي قيمة للافيال اكثر من تلك التي تعطيها لحياة البشر.
وقالت ليديا نياويرا (33 عاما) وهي ام لطفلين quot;الحيوانات اكثر أهمية بالنسبة للحكومة منا. اذا كانت الحيوانات تدر عليها الكثير من الاموال فلماذا لا تقتلنا الحكومة حتى يصبح لدى الحيوانات متسع من الاماكن لتتجول فيها.quot;
رويترز
التعليقات