لبناني لعب دورًا بارزًا في الجيش الاميركي
جون ابي زيد: العربي المجنون

ريما زهار من بيروت: ينتشر العديد من اللبنانيين في ارجاء العالم ومنهم من حمل راية لبنان عاليًا من خلال مناصب كبيرة اوكلت اليهم في هذا المجال.
ومن بين هؤلاء يبرز اسم الجنرال في الجيش الاميركي جون ابي زيد الذي لعب ولا يزال دورًا بارزًا في القيادة الاميركية.
فمن هو جوني ابي زيد؟
هو حفيد مهاجرين لبنانيين مسيحيين إلى الولايات المتحدة، وهو يتحدث العربية بطلاقة، ويقول انه يحب العالم العربي.
وقد هاجر اجداده الى الولايات المتحدة من قرية مليخ في قضاء جزين في جنوب لبنان عام 1915.
ويبلغ ابي زيد الخامسة والخمسين من العمر، وهو أب لثلاثة أطفال. ويجمع ما بين العمل العسكري والإنجاز العلمي.
وهو يدافع عن تدريب الجنود على حفظ السلام بالإضافة إلى القيام بالعمل العسكري.
ودرس ابي زيد في الجامعة الأردنية، ويحمل درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسطية من جامعة هارفارد، واكتسب لقب quot;العربي المجنونquot; عندما كان يدرس في الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت.
قد أمضى حتى الآن في السلك العسكري 33 عاما ، وعمل في شمال العراق أثناء أزمة الخليج الأخيرة، وفي كوسوفو وفي البوسنا ايضا.
وعمل أيضا كضابط عمليات تابع للأمم المتحدة في لبنان، وعمل كمساعد لرئيس هيئة الأركان المشتركة.
وقاد فرقة أميركية أثناء الغزو الأميركي لغرانادا عام 1983.
أواخرالعام 2002 سلطت الاضواء على جنرال اميركي لبناني الاصل هو جون أبي زيد. أسند اليه منصب نائب قائد القيادة المركزية، نائب للجنرال طومي فرانكس. ركز البنتاغون على أصله العربي واتقانه اللغة العربية ولمح الى دور كبير له في العراق بعد الحرب المرتقبة. فما هي خلفيته وخلفية اختياره؟
وأبي زيد (51 سنة) الذي ولد في كاليفورنيا لعائلة لبنانية الاصل، والده يعمل ميكانيكيا، يتكلم العربية بطلاقة كما يتقن الالمانية والايطالية، تخرج عام 1973 من الاكاديمية العسكرية في وست بوينت حيث اكتسب اسم التحبب quot;العربي المجنونquot;. والى هذا، حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ستانفورد وشهادة الماجستير في دراسات الشرق الاوسط من جامعة هارفرد. ودرس ايضا في جامعة عمان عندما قرر في السبعينات ان يترك فرقة quot;الرينجرزquot; الخاصة التي انضم اليها ملازما ثانيا للعمل مدربا للقوات الخاصة الاردنية في عمان.
وخبرته طويلة ومتعددة في العمليات العسكرية، من غزو غرانادا عام 1983 ، الى ضابط عمليات لمجموعة مراقبي الامم المتحدة في لبنان 1985 - 1986 الى quot;عاصفة الصحراءquot; وحماية الاكراد في شمال العراق في التسعينات، ثم الى البوسنة وكوسوفو. وقالت شبكة quot;سي ان انquot; التلفزيونية ان خبرته واسعة خصوصا في مناطق quot;يسكنها مسلمون مدنيونquot;.
انه الضابط الوحيد الذي لفت انتباه هوليوود لدى قيامه بواجبه وكانت له قصة أعيد انتاجها في السينما. وقالت انه عندما كان ابي زيد يقود فرقة هجومية خلال غزو غرانادا عام 1983quot;أصدر أمرا الى سارجنت في الفرقة ليقود بولدوزر وكأنها دبابة في اتجاه موقع كوبي وتقدم ابي زيد وجنوده خلفهاquot;. واضافت ان هذا المشهد أعيد انتاجه في فيلم كلينت ايستوود quot;هارت بريك ريدجquot; عام 1986 وان في اطار مختلف.
وتقول quot;الفايننشال تايمسquot; انه في صيف 1991 تولى أبي زيد قيادة الفرقة المجوقلة في تنفيذ عمليات أمنية في شمال العراق لابعاد القوات العراقية عن المناطق الكردية، وان هذه التجربة اضطرته الى انشاء شبكات استخبارية في القرى الكردية والى تحويل فرقة عسكرية مدربة للقتال الى فرقة لحفظ السلام في منطقة تواصلت فيها المواجهات بين الجنود العراقيين والقبائل الكردية، كما حولته الى مناصر قوي لتدريب القوات الاميركية على مهمة حساسة هي حفظ السلام.
وقد نشر مقالا عام 1993 في مجلة quot;ميليتري ريفيوquot; قال فيه: quot;كان على الجنود ان يفهموا قوانين اللعبة بوضوح وكذلك درجة النظام المطلوبة للبقاء هادئين في اكثر الظروف استفزازا (...) حصلت أخطاء، لكننا تعلمنا منها وطورنا قدرة جيدة على حفظ السلامquot;. واضاف: quot;فيما نستعد للقتال في حرب تالية، فلنفكر كيف قد يكون علينا حفظ السلامquot;.
وزاد هذا على سمعة ابي زيد وتقديره بين مسؤولين وعارفين له يعتبرونه نقيضا للجنرال فرانكس المصنف عموما من الجيش القديم المأسور بنظريات طورت خلال الحرب الباردة. ويذكرون بواقعة غرانادا للتدليل على قدرته السريعة على اتخاذ القرارات، الامر الذي يولونه أهمية فائقة في الحرب المرتقبة على العراق حيث سرعة حركة الجنود ستكون حاسمة على عكس العمليات العسكرية في quot;عاصفة الصحراءquot;.
ويذهب بعض الجنرالات الاميركيين الى توقع مستقبل عسكري كبير ومزيد من الترقيات لأبي زيد.


[email protected]