محمد قاسم من بغداد: تلقى العراقيون الانباء الاخيرة حول خطة امن بغداد الجديدة بمشاعر مختلطة من الحذر والترقب والفرح خصوصا بعد بدء مقدمات هذه الخطة من مداهمات ليلية لمناطق لاتخضع بشكل كامل لسيطرة القوات الامريكية كشارع حيفا ومدينة الصدر واعتقال بعض المطلوبين والمشتبه بهم والابرياء ايضا. فيومياً ومنذ اكثر من اسبوع وبعد انتصاف الليل تداهم القوات الامريكية مناطق في الكرخ و مدينة الصدر الاكثر عصياناً للقوات الامريكية في الرصافة وكذلك منطقة الفضيلية ومنطقة والمعامل يرافق هذه المداهمات اعتقال لبعض المطلوبين لتلك القوات وعندما يحصل تبادل في اطلاق النار في تلك المناطق تقوم القوات الامريكية باطلاق النار بشكل عشوائي حسب افادات السكان في هذه المناطق الذين تحدثوا لايلاف. اذ يرى بعضهم ان كل هذه الامور هي بداية فقط للخطة الامنية الجديدة التي تبنتها قوات الاحتلال مع الحكومة العراقية وهذه الخطة والتي ستكون (حاسمة ) حسب وصف احد السياسيين تتباين ردود افعال العراقيين حولها فهم بين مرحب ومعترض ومتشائم ومتفائل بسبب فشل جميع الخطط الامنية والعمليات العسكرية السابقة لبسط الامن في العاصمة بغداد.

حيدر وهو شاب بدون عمل يقول: هذه الخطة تختلف عن غيرها فهي لاتفرق بين منطقة واخرى وتتعامل مع جميع المسلحين بنفس الاسلوب فبالامس هاجمت القوات المشتركة منطقة(شارع حيفا) ووجهت ضربات موجعة للارهابيين هناك وستفعل الشيء نفسه في اي منطقة اخرى. وهو متفائل بالخطة الجديدة.

اما ثائر فيقول: هذه الخطة موجهه ضد جيش المهدي ومدينة الصدر فقط والمداهمات والاعتقالات الليلية اكبر دليل على ذلك.

حمزه وهو موظف في وزارة النقل يقول: الامريكان يريدون حل جيش المهدي اوعلى اقل تقدير تحويله الى منظمة مدنية وفي كلا الحالتين سيكون انجاز اعلامي للامريكان وفي رأيي(والكلام لـ حمزه) لو يوافق السيد مقتدى الصدر على تحويل جيش المهدي الى منظمة مدنية سيكون افضل جدا لجميع الاطراف ولعل زيارة السيد مقتدى للسيد السستاني هي حول هذا الموضوع.

اما ابو حيدر فلديه رأي مختلف حيث يقول: كانت سياسة الامريكان في كل الفترة السابقة هي انها كانت تساند (الوهابية والسنة) ضد الشيعة، ففشلت هذه السياسة الخاطئة ولم تجلب سوى مزيدا من العنف ومزيدا من تدهور صورة بوش في نظر الشعب الامريكي والعالم ،وبما ان الامريكان ليس لهم امان نراهم في الخطة الامنية الجديدة يهاجمون مناطق (شارع حيفا والاعظمية والصليخ) التي هي معاقل للكثير من المسلحين المتشددين وهم يعرفون هذه المناطق وماذا تحتوي من زمن ليس بقليل لكنهم اليوم سيتساندون مع( الشيعة) ضد والوهابية والسنة لعلهم يحصلون على ما فشلوا في نيله في سياستهم السابقة.

اما فؤاد الذي يعمل مدرسا فقال ان غاية الخطة هي ايقاف هجمات الميليشات ضد الابرياء والقتل على الهوية الشيعية منها والنسية.

ويرى كامل ان هذه الخطة تأتي بعد تحسن طفيف في الوضع الامني بعدما تم تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس المخلوع صدام حسين في اول ايام العيد لدى واعلان بعض الشخصيات تصريحات تحرض على استمرار العنف..... لكن الى الان لم يتحسن الوضع الامني بالشكل الذي يأمله المواطن بل ربما تحول العنف لمناطق اخرى اذ تعرض حجاج بيت الله لهجوم من قبل الارهابيين وقتل مالايقل عن عشرة حجاج من (الشيعة) بعد ورود اشاعة تلقفتها الفضائيات عن اعتقال حجاج سنة.

ويبقى العراقيون منتظرين بدء تنفيذ الخطة الجديدة لامن بغداد التي ستكون اخر سهم في جعبة الحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي المحاصر بضغوط اميركية وعربية لفك تحالفه مع التيار الصدري ومهاجمة جيش المهدي خاصة في مدينة الصدر.