سمية درويش من غزة: طورت مجموعات مسلحة في الساحة الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة من أساليبها المتبعة في عمليات الخطف المتواصلة في ظل استمرار موجة الفلتان الأمني التي تضرب الساحة الفلسطينية، وغياب تطبيق القانون، لتنقل مشاهد الأفلام الأميركية على ارض غزة.
وقد طالبت مجموعة مسلحة اختطفت مواطنين من عائلة حماد جنوب قطاع غزة، أسرهما بدفع الفدية مقابل الإفراج وضمان سلامة ابنهما.
وتعتبر عملية الابتزاز هذه الأولى من نوعها، حيث غالبا ما تكون عمليات الخطف التي دأب المسلحون عليها من اجل دفع السلطة الوطنية لتنفيذ بعض مطالب الخاطفين، وغالبا ما تأتي في إطار الترقيات بالعمل وبعض المصالح الشخصية.
ورد فريد يوسف الناشط الحقوقي، ازدياد عمليات الخطف في الساحة الفلسطينية، لغياب تطبيق القانون وتقاعص أجهزة الأمن عن القيام بدورها في معاقبة المجرمين.
وقال يوسف لـquot;إيلافquot;، أن عملية الابتزاز هذه ليست الأولى من نوعها، ولكنها الأولى التي يسلط الإعلام عليها، مبينا انعكاسات تلك القضية على نفسية المواطنين الذين أصابهم الإحباط واليأس نتيجة ارتفاع موجة الفلتان الأمني في البلاد.
ونوه الناشط الحقوقي، إلى ضرورة تعامل أجهزة الأمن بحزم مع تلك العملية حتى لا تكون سابقة أمام الجماعات المسلحة والتي تحاول إظهار الساحة الفلسطينية كشريعة الغاب.
وقد شهدت الساحة الفلسطينية العشرات من عمليات الخطف التي طالت رعايا أجانب وسكان محليين، ما دفع العشرات من المنظمات الدولية ومنها الاغاثية إلى تسريح موظفيها وإخراجهم من قطاع غزة خشية من تعرضهم لعمليات الخطف المتواصلة، في حين بقي المواطن الفلسطيني يصارع النيران وعمليات الخطف في بلاده.
العام الجديد وملفات الخطف
وكانت غزة قد دشنت العام الجديد بعملية خطف الصحافي البيروفي الجنسية، فيما دشنت حماس وفتح الحركتين المتنازعتين على السلطة، العام الجديد بعشرات عمليات الخطف التي تبادلها الجانبين في معركتهم على السلطة.
وعبرت المواطنة اكتمال خليل في العقد الخامس من عمرها، عن استيائها لوصول الأوضاع في غزة إلى هذا المستوى الذي وصفته بـquot;الدنيءquot;، مشيرة إلى أن عملية الابتزاز هذه ستدب الرعب في قلوب الأمهات والعائلات من تعرض أطفالهم لعمليات خطف مماثلة قد يطالب فيها الخاطفين الفدية.
وطالبت خليل خلال حديثها لمراسلتنا، أجهزة الأمن بالقيام بدورها تجاه تلك الجماعات التي تسيء لسمعة الشعب الفلسطيني وطالما قدم عشرات الآلاف من أبناءه فدية للوطن، داعية في السياق ذاته، الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة، لانتشال الشعب الفلسطيني من الوضع المأساوي الذي أصابهم، والرأفة بهم وعقد مصالحة وطنية تنهي المسلسل الدامي.
الانضمام للنورانية
وقد وجه إمام ومؤسس الدعوة النورانية د. حسن ميّ النوراني، نداء مفتوحا quot;للناس كافةquot; يدعوهم فيها للانضمام إلى الدعوة النورانية التي وصفها بأنها quot;منهج خلاص الإنسانية من بؤسها القديم المتواصلquot;.
وقال بيان تلقته مراسلة quot;إيلافquot;، إن دعوة النورانية تنطلق ومن فوق كل القيود والحدود التي تفصل بين الناس لتبشر في كل الناس، وفي كل الأرجاء في الحاضر والقادم من الزمان بالحب المستنير بالعقل المنفتح منهجا لخلاص الإنسانية من بؤسها القديم المتواصل، وفي ضياء النهارات التي لا تشوبها الأكدار.
ووصف البيان دعوة النورانية بأنها دعوة زاخرة بالأمل في الانتصار على كل شر وبالإيمان العميق أن إرادة الحب لا بد أن تنتصر على كل شر، مضيفا إنها دعوة تنهض في عقولنا المحبة المبتهجة، وتناديكم يا كل بنات وأبناء أمهاتنا وآبائنا أن انضموا إلينا ليرقى الإنسان فوق الهوان وفوق الجهل وينعتق فينطلق كريما حرا مبتهجا في عالم نوراني نبدع فيه، quot;عالمنا الأجمل.. لنا كلنا quot;.
وحدد البيان مبادئ الدعوة النورانية فقال، إنها الحب هو السبيل الذي تنطلق فيه مجاهدتنا لأنفسنا نحو هدف : هزيمة الفساد بإنارة الكهوف المظلمة فينا وحولنا، والحب انفتاح على الحياة، وغير مشروط بالتملك المستبد، ولكنه الفعل الذي نحقق به حريتنا الأصلية الروحية.
واعتبر البيان، النورانية سبيل الإنسانية إلى انعتاقها من تاريخها الظلامي، والتفوق عليه، بإنارة الوجدان والوعي بالحب والبهجة، ومنهج الحوار بالعقل المحب المبتهج بالحرية، وبه يرقى الإنسان، فردا ومجتمعا، إلى مقام النورانية، مقام الإنسانية الأرفع.
حماس والشعبية
من جهته استنكر حماد الرقب الناطق باسم حركة حماس، اختطاف المواطنين، معتبرا عملية اختطافهما وابتزاز أهلهما والمطالبة بفديتهم بالمال، جريمة. وأكد الرقب في تصريح صحافي، على أن هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها، ما وصفهم بـquot; المجموعات المرتزقةquot;، لن تمر مرورا اعتياديا، لافتا إلى أن حركة حماس طالبت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتحرك السريع للكشف عن ملابسات الحادث، والإفراج عن المختطفين، واعتقال المجرمين وتقديمهم للعدالة.
بدورها أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية الاختطاف هذه، معتبرة إياها بـquot; الغير أخلاقية والغير المسؤولةquot;.
وأكد المكتب الإعلامي للشعبية، بان ما يدور في الشارع ما هو إلا استمرار لحالة الفوضى والفلتان الأمني، مطالبا الخاطفين بإطلاق سراح المختطفين، في حين دعا كافة الجهات المعنية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، ووزير الداخلية سعيد صيام، وكافة الأجهزة الأمنية والقوى الوطنية والإسلامية بالعمل الفوري على إطلاق سراح المختطفين.
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني 2007
التعليقات