عزيز القيسوني من القاهرة: قالت منظمة الصحة العالمية يوم الاربعاء ان كمية النيكوتين التي تنجم عن تدخين الشيشة الشائعة في مصر في جلسة واحدة تعادل تدخين أكثر من علبة سجائر كاملة.ويدخن كثير من المصريين الشيشة (النرجيلة) ظنا منهم ان مرور الدخان عبر الماء ينقي النيكوتين من بعض السموم التي يحتويها. وأوضح حسين الجزائري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية ان الامر ليس كذلك.

قال الجزائري في مؤتمر صحفي أعلن فيه نشر أول تقرير عن مخاطر تدخين الشيشة الشائعة في أنحاء مصر quot;هناك اعتقاد خاطيء سائد منذ عشرات السنين بأن الشيشة أقل ضررا وإدمانا من السجائر.quot;

وأضاف الجزائري ان تدخين الشيشة به كل مسببات السرطان الناجمة عن تدخين السجائر ويزيد على ذلك اضافة مزيد من أحادي أكسيد الكربون ومجموعة منفصلة من مسببات السرطان الناجمة عن استخدام فحم محترق للمحافظة على تدفق النيكوتين مقترنا باحتمال الاصابة بمرض السل أو الالتهاب الكبدي الوبائي نتيجة تعاقب الأفواه على فوهة خرطوم الشيشة.

وقالت الدراسة quot;المدخن المنتظم للشيشة... يدخن في جلستين الى ثلاث جلسات يوميا. وهذا يعني كمية من النيكوتين تعادل أكثر مما تحتويه علبة سجائر في كل جلسة بالنسبة لمعظم مدخني الشيشة.quot;

واضافت الدراسة ان العثمانيين أدخلوا الشيشة الى المنطقة في القرن السابع عشر. ومع ان انتاج السجائر أبعد الشيشة عن الساحة الي المناطق النائية بشكل أساسي فانها عادت للظهور بقوة بين المصريين في العقود الأخيرة.

وتدخن النساء على وجه الخصوص الشيشة على سبيل مسايرة ما هو مستحدث ولأنهن يعتقدن انها أقل ضررا من السجائر لكن انتشار التدخين عموما زاد وتسبب في رفع معدل الوفيات المرتبطة بالتبغ.

وقال مصطفى كمال من المركز المصري لابحاث مكافحة التدخين ان مصر تشهد سنويا 34 ألف حالة وفاة مرتبطة بالتبغ وثلثها نتيجة لتدخين الشيشة.

ومن الصعب التكهن بالأثر الذي قد يحدثه تقرير منظمة الصحة العالمية على المصريين الذين يحصلون على جرعتهم اليومية من النيكوتين من نراجيل تبقبق في مقاهي القاهرة الكثيرة التي تقدم لروادها الشيشة بنكهات متعددة.

وأمام مقهى صغير في وسط القاهرة الصاخب جلس أحمد ومحمد وكلاهما عمره 28 عاما يدخنان الشيشة ويشربان الشاي بينما يتوهج الفحم القابع على قمة النرجيلة.

وأقر الاثنان بقلقهما من الآثار الصحية للتدخين وقالا انهما يفكران في الاقلاع عن التدخين.

وقال احمد انه يرغب في الاقلاع لكن ضغوط العمل وعدم وجود وقت كاف لممارسة الرياضة يجعله يعود الى الشيشة التي يراها علاجا لضغوطه.

لكن محمد يقول ان الحياة صعبة لدرجة تجعله ببساطة لا يهتم كثيرا بالاثار الصحية لتدخين الشيشة والسجائر.

ويمثل ضغط الاصدقاء أحد أسباب استمرار محمد في التدخين.

وقال quot;لم أكن أدخن. لكن وجودك مع أصحابك وهم يدخنون وأنت عندك مشكلات ومحبط وهم يعرضون عليك سيجارة...

quot;بدأت أسعل كثيرا أثناء الليل.quot;