بهية مارديني من دمشق: نحارب الفساد ، معاً نكافح البطالة، انتخبوا ابنكم البار، صوت شباب المستقبل، بصوتكم نكافح الغلاء، يداً بيد نبني الغد ، كلمات وشعارات رنانة، كبيرة أكبر بكثير من حجم الكلمات التي كتبت على اليافطات واللوحات الإعلانية أو يمين الصور الموزعة في شوارع سوريا ، عندما تراقب الناس في الشارع ترى اليأس قد اعتلى الوجوه وكل ماض إلى لقمة عيشه غير آبه بالوجوه والأسماء والشعارات الضخمة المختارة بعناية والمستنبطة من نقاط ضعف المواطن السوري تقترب منهم، تسألهم عن ممثليهم الذي سيدخلون مجلسهم، مجلس الشعب فيشيحون بوجوههم وقد سلموا مسبقاً بمن سينجح.

مجلس الشعب السوري
يقول منصور (موظف متقاعد) نحن نريد من يمثلنا فعلاً ليس فقط بالاسم، نريد أشخاص يفعلون ما يقولون لا أن ينصرفوا إلى أعمالهم ومصالحهم بعد أن ننتخبهم ونثق بهم، متناسين ما انتخبوا لأجله ومن أوصلهم إلى هذا الكرسي، في البداية نسمعهم يطلقون الشعارات ويتغنون بها (ويأكلون بعقولنا حلاوة)، يعلو صوتهم حتى ننتخبهم بعدها لا نراهم أبداً ويختفي صوتهم أربع سنوات أخرى ليعود ويعلو مجدداً.

أبو عمار (صاحب مكتبة) بدأ كلامه بالاعراب عن امنياته: أن يكونوا أكثر دقة وأكثر نزاهة وأن يقوموا بدورهم كسلطة تراقب عمل الحكومة بشكل دقيق وواضح، انظروا كم نائب منهم نادى سابقاً بمكافحة الفساد ودحض الفقر والبطالة، من منهم وفى بوعده، حتى عندما تراقب جلسات مجلس الشعب التي تعرض على شاشة التلفزيون ترى كم عضو متغيب عن الجلسات، أو ربع الحاضرين قد غفوا على كراسيهم، ومنهم من يتسلل خارج المجلس بعد أن يسجلوا حضروهم، وقلة قليلة منهم من يقف ويدافع ويطرح مواضيع جدية، تمس مصالح المواطنين، لكن هذا كله مسؤولية الشعب، مسؤولية الناس البسطاء الذين ينتخبون ممثلين عنهم يبيعون الكلام فقط ويدغدغون مشاعرنا باستغلال مكامن الضعف لدينا.

أما ربيعة (موظفة) تدافع قائلة: لماذا نرى كل ما حولنا سلبي؟ لماذا لا نثق أبداً ببعضنا؟ أنا على العكس أؤمن بالشخص الذي سأنتخبه ويكون صوتي إلى الأعلى، وأراه رجلاً مناسباً في مكان مناسب، صحيح أن بعض الأعضاء يصلون إلى المجلس بأصوات الناس ثم ينسون ذلك لكن الكثير منهم أيضاً تراهم يطرحون مشاكلنا ويدافعون عن قضايانا ويساهمون في حل جزء معقول منها لكن لا يأتي الإصلاح دفعة واحدة ولن تكون محاربة الفساد دفعة واحدة (خلينا نصعد السلم درجة.. درجة).

زميلهما محمد يحتج على نظرتها المتفائلة: إن كانت هناك انتخابات فهي شكلية أنظري إلى الأسماء المرشحة أليس نصفها مكرر، وهل يشعر صاحب الملايين الذي يملك السيارات والعقارات وسليل عائلة ثرية، هل يشعر بشعور الموظف الذي يشقى شهر كامل ليأخذ مرتب لا يكفي لإطعام أولاده ولدفع إيجار المنزل والمواصلات ويحسب كم كأس شاي سيشرب من البوفيه، كيف يدافع هؤلاء عن مشاكل الناس وهم من أوجدوا الغلاء والفقر.

كان هذا غيض من فيض مما يتداوله الناس هذه الأيام من أحاديث أصبحت علنية حول المرشحين لعضوية مجلس الشعب.

أما عن وجود العنصر النسائي في المجلس ومدى ثقة الناس وإيمانهم بفاعليته تقول سهى (عاملة): أتمنى أن يكون هناك امرأة تدافع عن صوت العاملات واستغلال جهودهن في المعامل الخاصة، لكن لا ننتظر شيء من أي امرأة لأن جميع من يصلن إلى المجلس لا يطرحن قضايا المرأة الأساسية و ينسين بأنهن نسوة ولا يثبتن وجودهن أبداً.

ويؤكد (وائل): لم تثبت أي من النساء المنتخبات على مدى الدورات السابقة أنها عضو فاعل في المجلس، ربما مازال يسيطر عليهن شعور عدم المساواة بالرجل أو لدينا نحن الرجال عقدة (الرجل سيد الموقف)، عرفت إن إجمالي عدد الإناث المقبولات بلغ 1004 مرشحات لكن هل حلّ الرجل مشاكلنا لتحلها لنا المرأة، فالمواطن يريد من يمثله فعلاً، وينظر إلى آماله وآلامه، فوضعه المعيشي يزداد سوءاً ويتراجع مستواه يوماً بعد يوم.

وتشير (ثريا) الى إن الوجوه دائماً نفسها، متكررة في كل دورة تشريعية، لا يتبدل الكثير منها لكن كائن من يكون المرشح المهم أن يكون المنتخبون على قدر من المسؤولية والثقة التي سنوليهم إياها ويعملون بشكل جدي لتحسين وضع معيشتنا و محاسبة المفسدين والمخربين للبلد، المرأة كالرجل قادرة أيضاً على الدفاع عن حقوق المواطنين وكشف العيوب والأخطاء في أداء المؤسسات فهي فرصة لها لتثبت وجودها.

تلك آراء ووجهات نظر فقط لكنها بالنسبة لنا مهمة جداً ولا نعلم إن كانت مهمة بالنسبة للمرشحين... هذا ما سنعرفه بعد الثاني والعشرين من نيسان الجاري لكن نأمل أن يتعاضد الأخوة الذين سيصلون إلى المجلس مع الجميع لتحسين واقعنا والإبقاء على راية وطننا عالياً.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاحد 22 نيسان 2007