برنار ادانجيه من باريس:
لقصر الاليزيه الذي سيصبح منزل نيكولا ساركوزي على مدى الاعوام الخمسة القادمة بعد أن أصبح رئيسا لفرنسا تاريخ ثري ومفعم بالحيوية.
وفيما بني القصر عام 1718 ، دخل الاليزيه كتب التاريخ للمرة الاولى عندما اشترته مدام بومبادور عام 1753 وهي العشيقة المفضلة للملك لويس الخامس عشر.
وأبدى المعارضون كرههم للنظام بتعليق لافتات على أبواب القصر كتب عليها ..quot;منزل عاهرة الملكquot;.
وبوقوعه في شارع فوبور سان أونوري الانيق المتفرع مباشرة من الشانزليزيه استخدم المبنى الرائع كمخزن للاثاث وكمصنع للطباعة وقاعة للرقص خلال فترة الثورة الفرنسية والحروب النابليونية على التوالي. كما عسكر القوزاق الروس في الاليزيه عندما احتلوا باريس عام 1814.
وكان لويس نابليون بونابارت أول رئيس يجعل من القصر مسكنه عام 1848 قبل أن يعلن نفسه الامبراطور نابليون الثالث وينتقل إلى قصر التويلري القريب.
لكن الامبراطور احتفظ بالاليزيه كمكان سري للقاء عشيقاته وكان يتنقل بين القصرين من خلال نفق سري تحت الارض هدم بعد ذلك الحين.
وحتى بعد عودة نظام الجمهورية في فرنسا عام 1870 واصل ساكنو الاليزيه الحفاظ على سمعة المبنى الحافلة بالاحداث خاصة الرئيس فليكس فور الذي مات فجأة بين ذراعي عشيقته مارجريت ستنهيل عام 1899.
ويسجل التاريخ الفرنسي كلمات خادمه عندما استدعي قس على وجه السرعة إلى حجرة النوم في القصر لتلاوة الصلوات الاخيرة وقال الخادم إن القس سأل .. quot;هل الرئيس لا تزال معه رفيقته..quot;
وكان القس قد استخدم اللفظ الذي يعني (وعيه) لكن الخادم فهم الكلمة على معناها الفرنسي الاخر وهو أحد معارف الشخص وأجاب.. quot;لا لقد اصطحبناها خارجا من الباب الخلفي.quot;
وخلال الحرب العالمية الاولى هربت غوريلا من حديقة حيوان قريبة من موقع القصر ودخلته وقيل إنها حاولت جر زوجة الرئيس ريمون بوانكاريه إلى شجرة لولا احباط حراس الاليزيه للمحاولة.
وقيل إن الرئيس بول ديشانيل الذي استقال عام 1920 بسبب الجنون كان معجبا جدا بقصة الغوريلا لدرجة أقلقت ضيوفه بسبب اعتياده على القفز على الاشجار خلال الاستقبالات الرسمية.
وأغلق الاليزيه خلال الحرب العالمية الثانية ولم يستخدم النازيون المبنى أبدا وترك خاليا إلى ما بعد الحرب ثم سكنه الرئيس شارل ديجول من عام 1959 إلى عام 1969 وأبدى استياءه من سمعته ومن الافتقار إلى الخصوصية.
وأمر بشراء مبنى اخر يتميز بالفخامة بالقرب من الاليزيه حتى يتمكن من استقبال الضيوف الرسميين فيه بدلا من الاليزيه نفسه. وقال quot;لا أحب فكرة الاجتماع بالملوك الذين يسيرون في ممرات منزلي مرتدين ملابس النوم.quot;
وقيل ان الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران الذي حكم فرنسا في الفترة من عام 1981 إلى عام 1995 لم يستخدم تقريبا الأجنحة الخاصة في القصر.
وفضل ميتران العودة ليلا إلى منزله الخاص في الحي البوهيمي أو إلى شقة سرية في منطقة أخرى تسكنها والدة ابنته غير الشرعية مازارين التي لم يعلن عن وجودها للعامة إلا في عام 1994.
وعلى النقيض عاش الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في اجنحة الاليزيه مع زوجته برناديت لكن لم يتضح بعد اذا كانت سيسيليا زوجة ساركوزي ستنتقل معه للقصر.
ونادرا ما شوهدت زوجة ساركوزي في الأشهر الأخيرة وكانت قد أعربت عن شكوكها في العيش في الاليزيه منذ فترة طويلة. وقالت في مقابلة quot;لا أرى نفسي كسيدة أولى. الامر يصيبني بالملل. لست من المؤهلات سياسيا.quot;
التعليقات