ثلوج الهيمالايا مهددة بالزوال خلال 50 عاما

كاتمندو: تتراجع كثافة ثلوج الهيمالايا بسرعة حيث يخشى الخبراء ان يختفي تماما الغطاء الأبيض الذي يمتد على 2400 كيلومتر عبر باكستان والهند والصين والنيبال وبوتان، خلال خمسين سنة من الان.
وتزداد المخاوف خصوصا لان هذه الثلوج تغذي تسعة من كبرى انهار اسيا التي يعتمد عليها نحو 3،1 مليار انسان.
وقال سورندرا شريستا، المدير العام لبرنامج الامم المتحدة للبيئة خلال مؤتمر حول ارتفاع حرارة الارض الاثنين في كاتماندو quot;اذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، سيختفي الجليد وكذلك الثلوج في الهيمالايا خلال خمسين عاماquot;.
وارتفعت درجات الحرارة في هذه المنطقة بمعدل 15،0 الى 6،0 درجة مئوية كل عشر سنوات خلال السنوات الثلاثين الماضية.


كما حذر الخبراء المجتمعون في العاصمة النيبالية من تضخم البحيرات الجبلية جراء ذوبان الثلوج السريع. ويهدد فيضان مياه هذه البحيرات بالقضاء على سكان الجبال.
وعلى سبيل المثال، يتراجع جبل امجا الجليدي جنوب قمة ايفرست، بمعدل 70 مترا كل سنة. وتشكل الثلوج لدى ذوبانها بحيرات ضخمة.


وقال اندرياس شيلد مدير المركز الدولي للتنمية المتكاملة في الجبال، الذي نظم المؤتمر ان quot;الدراسات بينت ان مساحات هذه البحيرات ازدادت بمعدل 150 الى 200 في المئة وان مياهها مهددة بالفيضانquot;.
ولم تكن هناك سوى 12 بحيرة في خمسينيات القرن الماضي في النيبال. اما اخر احصاء اجري في العام 2000، فيبين ان عدد هذه البحيرات ارتفع الى 2400 بحيرة، بينها 14 بحيرة على وشك ان تفيض، كما قال شريستا.
واضاف خبير الامم المتحدة ان quot;الاسوأ من هذا ان هذه المياه ستفيض وتنهمر من الجبال في حال حدوث هزة ارضية صغيرة. وعندما تحمل المياه معها الحطام وتزداد سرعتها ستتحول الى ما يشبه جرافات ضخمة تكتسح كل ما في طريقها وتدمرهquot;.
وشهدت كاتماندو هزة ارضية عنيفة في العام 1934. كما اجتاحت جبال الهيمالايا في كشمير الباكستانية هزة ارضية في 8 تشرين الاول/اكتوبر 2005 خلفت قرابة 73 الف قتيل.
وباتت اثار ارتفاع حرارة الارض اكيدة بالنسبة لمتسلقي الهيمالايا التي تجتذب قممها التي ترتفع اكثر من ثمانية الاف متر الاف الرياضيين كل سنة.
وقال انغ تسيرينغ شيربا، رئيس جمعية متسلقي جبال النيبال quot;بات من الصعب توقع الظروف المناخيةquot;. واضاف quot;قبل عشر سنوات، كان الخريف افضل فصول السنة لتسلق ايفيرست، اما اليوم فالربيع هو الافضل. لا شك ان ذلك سببه ارتفاع حرارة الارضquot;.


ويقول شريستا ان بذل جهود دولية كبيرة وحده كفيل بوقف ارتفاع حرارة الارض.
واضاف ان quot;الهند والصين والبرازيل يمكنها ان تواصل مسيرة التنمية مع خفض انبعاثات الغازاتquot; الملوثة ولا سيما ثاني اوكسيد الكربون.


ولكن قبل قمة مجموعة الثماني المقررة بين 6 و8 حزيران/يونيو في المانيا، والتي ستناقش مسالة المناخ، كررت الهند والصين الاثنين انهما لن تضحيا بالنمو الاقتصادي لصالح مكافحة ارتفاع حرارة الارض وخفض انبعاثات الغازات الملوثة.


ورفض الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كذلك المبادرة الاخيرة للرئيس الاميركي جورج بوش حول المناخ والتي قال انه لا يمكن تطبيقها خارج اطار الامم المتحدة. وقال بوش انه سيعرض على مجموعة الثماني جولة مفاوضات مع الدول الصناعية الكبرى لتحديد هدف عالمي بعيد المدى لمكافحة ارتفاع حرارة الارض بحلول 2008.