أكثرهن طالبات طب وتربية
الجنس... عمل طوعي في تشيكيا

الياس توما من براغ: لم يعد موضوع تقديم الخدمات الجنسية في تشيكيا يقتصر على المحترفين والمحترفات، بل أصبح يشكل أيضًا وبشكل متنامٍ، ولا سيما في الخمسة أعوام الماضية وفق الخبراء، أحد جوانب النشاطات quot;الفرعيةquot; التي تقدم عليها طالبات الجامعات التشيكية بهدف تحسين أوضاعهن المالية خلال أوقات الفراغ وأوقات العطل المدرسية أي القيام بما هو معروف في أوروبا بالعمل الطوعي.

لا توجد أرقام محددة في هذا المجال، غير أن بحثًا اجري بين طالبات الجامعات وبين طالبات وطلاب الصفوف العليا من المرحلة الثانوية، قدر عدد الفتيات اللواتي مارسن الجنس على الأقل مرة واحدة خلال دراستهن أو قبلن بأن يصوّرن أفلامًا إباحية من أجل المال، هو بحدود ربع عدد الطالبات.

العدد الأكبر من الفتيات اللواتي يمارسن الجنس أحيانًا من أجل المال يدرسن الفروع النظرية ولا سيما في كليات التربية أي مدرسات المستقبل، أما اللواتي يقبلن بتصوير أفلام جنسية، ففي الأغلب هن من طالبات كليات الطب أي طبيبات المستقبل.

وتقول السيدة بيترا هاميرنيكوفا من تجمع quot;اللذة من دون مخاطر quot; الذي يساعد بائعات الجنس المحترفات بأن الطالبات بهذا العمل يحققن دخلاً ماديًا مرتفعًا يمكن أن يصل إلى عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من الكورونات، مما يعني أضعاف ما يمكن أن يحققنه لو قمن بممارسة العمل الطوعي من خلال البيع في المتاجر العامة.

ويقدر روبرت روزينبيرغ الذي يمتلك شركة لإنتاج الأفلام الجنسية في تشيكيا عدد طالبات الجامعات التشيكيات اللواتي يشاركن في تصوير الأفلام الجنسية بنحــو 40ــ 50 في المئة من عدد النساء اللواتي يشاركن في هذه الأفلام.

ويرى أن سبب إقبال بعض منهن على هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى النفقات العالية للدراسة والسكن في المدن الجامعية ولا سيما في براغ والى رغبة الكثير منهن في تخفيف الثقل المادي عن الأهل الذين يعيشون في الأغلب في مدن أخرى.

ويعترف بأن بعض الطالبات يطلبن منه ألا يتم توزيع هذه الأفلام في تشيكيا أو تقديم أي معلومات عنهن، كي لا يؤثر ذلك على حياتهن لدى عائلاتهن وفي مدارسهن، غير أنه يؤكد أن المسألة تتصف بالصعوبة الشديدة لأن كل شيء تقريبًا يمكن الحصول عليه الآن على الانترنت.

ويؤكد أن الطالبات الجامعيات يجري تفضيلهن عن غيرهن في تصوير الأفلام الإباحية كونهن يتحدثن الإنكليزية بطلاقة، مشيرًا إلى أن عملية الإنتاج في شركته تجري بنسبة90 في المئة باللغة الإنكليزية.

ويشير البحث الذي قامت به كلية الطب الثالثة في براغ بين طلاب وطالبات الصفوف العليا من المدارس الثانوية انه من بين 1200 طالب وطالبة في براغ، فإن 4% منهم اعترفوا بأنهم اخذوا أموالا مقابل ممارسة الجنس أحيانا وان ربع الفتيات اجبن بأنه يمكن لهن التصور باللجوء إلى ممارسة الجنس مقابل المال لحل وضع حياتي صعب فيما لم يستبعد ذلك أيضًا ثلث عدد الطلاب الذكور.

ويشير البحث أيضًا إلى أن 70% من طلاب العام الأخير في الثانويات العامة في براغ وفي مدينة خيب عبروا عن رفضهم ممارسة الجنس من أجل المال.

وتلفت السيدة ايفا فانتيتشكوفا من كلية الطب الثالثة في براغ التي ساهمت في إعداد البحث، إلى أن الطالبات يقمن ليس فقط بتصوير الأفلام الإباحية أو ممارسة الجنس من أجل المال، وإنما أيضًا بالعمل الطوعي في شبكات الهواتف التي تقدم خدمات صوتية جنسية، كما يعملن أيضًا خلال العطلات لصالح بعض الوكالات المتخصصة كمرافقات أو شريكات سهر في الأماكن العامة غير أن الأمر ينتهي بنومهن مع رفيق السهرة لكن مقابل المال بالطبع .

وتلفت فانيتشكوفا الانتباه إلى أن الفتيات الأخيرات لا يعتبرن ما يقمن به بأنه دعارة وأنهن يقمن بالتمييز بشكل قوي بين الفتيات اللواتي يبعن أجسادهن على الرصيف وبين رفيقات السهر، على الرغم من أنهن في النهاية يقدمن الخدمات الجنسية كبائعات الجنس على الرصيف. وحتى اللواتي يقمن بالمشاركة في تصوير الأفلام الإباحية يرفض تمامًا الربط بين هذا الأمر وبين الدعارة، بل يعتبرن الأمر بأنه عمل تجاري quot;بيزنيسquot; لا أكثر الأمر الذي تعتبره السيدة فانيتشكوفا بأنه يعود إلى نقص التربية الجنسية التي أوليت لهن في المدارس الابتدائية .

وترى بأن دوافع الطالبات لممارسة هذه الأعمال لا يكمن فقط في تحسين أوضاعهن المالية، وإنما أيضًا الوصول إلى المجتمعات أو الأوساط التي تعتبر أفضل من الناحية المادية والمكانة الاجتماعية مما يعني انه يتم النظر إلى الجنس كرافعه نحو المجتمع الأفضل وإن من يقوم بهذه الممارسات من الجيل الشاب يرفض التخلي عن أسلوب الحياة المترف الذي ترسمه وسائل الإعلام والسينما.

وتلفت الانتباه أيضًا إلى أن الوسط المحيط بالطالبات اللواتي يمارسن الجنس من أجل المال لا يقوم بإدانة ما يقمن به، الأمر الذي يعزز قناعتهن بأن تصرفاتهن ليست شنيعة.

وعلى الرغم من أن هذا الأمر يلقى في عيون الكثير من التشيك الإدانة باعتباره نوعًا من أنواع الدعارة إلا أن استطلاعًا للرأي أجرته صحيفة ليدوفي نوفيني بين رؤساء الجامعات في عدة مدن تشيكية تمحور حول السؤال هل يتوجب طرد الطلاب والطالبات الذي يمارسون الجنس من اجل المال من كلياتهم أظهر أن اغلب رؤساء الجامعات يتبنون موقفًا يقول إنه طالما أن نشاطات مثل هؤلاء الطلاب والطالبات لا يتم الزج خلالها باسم الجامعات التي يدرسون فيها من خلال قمصان مثلاً تحمل اسم الجامعة أو غيرها من الأشياء، فإن الأمر يعتبر شأنًا شخصيًا يمس هؤلاء الطلاب والطالبات ولا يخص الجامعات.