من أهم المصايف في جنوب لبنان وتشتهر بحرفها
جزين خلعت رداءها الأسود لتستقبل زائريها


منازل قديمة في جزين
ريما زهار من بيروت: تبدو جزين الجنوبية هذا العام غيرها عن الاعوام السابقة، خصوصًا تلك التي شهدت فيها احتلالًا اسرائيليًا حرمها زيارة ابنائها وتهجير الكثيرين منهم، تبدو اليوم بطرقاتها التي اعيد تزفيتها وتوسيعها وكأنها تفتح ذراعيها لتستقبل ابناءها من جديد، وكل من رغب في التمتع بطقسها الرائع.
بيوتها لا تزال هي هي، رغم استحداث منازل جديدة فخمة تضاهي بفخامتها بيوت بيروت والمناطق، فاهلها احبوا ان يبنوا بعرق جبينهم، صرحًا لاولادهم في بلدتهم الجميلة.
هذا العام كانت جزين على موعد مع الكثير من المهرجانات والكثير من المصطافين، خلعت رداء حدادها لتزدان بثوب العروس المشرقة.

وما جرى في جزين منذ بداية هذا الصيف على صعيد السياحة والاصطياف جاء ليثبت ان هذه المدينة الجنوبية استعادت مركزها السياحي والاصطيافي الرائد الذي كانت قد فقدته بسبب الاحتلال الإسرائيلي من العام 1982 حتى العام2000 ، واعتبر القائمون في بلدة جزين ان حركة السياحة والاصطياف في عروس مصايف الجنوب ومدينة الشلال جزين كانت ممتازة، و اجتازت عتبة الـ90 في المئة قياسًا لـ.2005
فعلى ما يبدو ان ما ناضلت من أجله جزين منذ العام 2001 من خلال بلديتها وهيئات المجتمع الأهلي فيها وبرعاية واحتضان كلي من نائبها سمير عازار قد تحقق في 2007 على صعيد تربعها على الخريطة السياحية في الجنوب اللبناني.

عوامل عدة ساهمت في جعل جزين مدينة الاصطياف والسياحة الاولى في هذه المنطقة، فطريق صيدا جزين التي شارف فيها العمل على نهايته ذلَلَ عقبة اساسية كانت تحول دون تردد المصطافين والسياح الى جزين، وقامت البلدية بأعمال تأهيل للبنى التحتية السياحية داخل البلدة وتنفيذ العديد من المشاريع البيئية والثقافية والعمرانية وإحياء سنوي للمهرجانات والنشاطات الصيفية، ما جعل جزين مؤهلة لاستقبال الزائرين الذين يقصدونها للتمتع بمناخها الفريد وجمال طبيعتها الخلابة.
وكان الطلب على المنازل لاستئجارها خلال فصل الصيف قد فاض العرض بكثير والفنادق محجوزة بكاملها، الحركة ناشطة في بحر الأسبوع، على غير عادتها في مثل هذه الأيام من السنوات السابقة. كما يصعب إيجاد طاولة فارغة في عطلة نهاية الأسبوع، ويفترض بالراغبين حجز طاولة قبل يومين أو ثلاثة.

فنادق

منازل جديدة فاخرة
اما فنادق وموتيلات جزين، وعددها ستة، فقد كانت محجوزة ومقفلة 100 في المئة طوال شهر آب بالكامل، حيث تستوعب نحو 300 شخص. اما خلال اشهر ايار وحزيران وتموز فكانت الحركة تتراوح بين 65 الى 80 في المئة عن سنة 2005.

قضاء جزين

قضاء جزين هو أحد أقضية محافظة الجنوب الثلاثة، تحده من الشمال محافظة جبل لبنان و من الشرق قضاء مرجعيون، ومحافظة البقاع من الجنوب محافظة النبطية ومن الغرب قضاء صيدا - الزهراني.
ينحدر قضاء جزين من الشرق ابتداء من سفوح جبل نيحا هبوطا حتى مرتفعات قضاء صيدا غربا، و يمتد من مجرى نهر الأولي شمالا حتى حدود إقليم التفاح و مجرى نهر الليطاني في الجنوب، محتلا بذلك مساحة 261 كيلومترا مربعا.
مركز القضاء مدينة جزين و هي أيضا مدينة سياحية تشتهر بمناظرها الطبيعية و ينابيعها و صناعاتها الحرفية، تبعد 68 كيلومترا عن مركز العاصمة بيروت، و نحو 38 كيلومترا عن مركز المحافظة مدينة صيدا ويضم قضاء جزين أكبر غابة للصنوبر المثمر في حوض البحر الأبيض المتوسط ويقدر عدد سكان قضاء جزين القاطنين فيه ب 20500 نسمة يتوزعون على 56 بلدة، منها 35 بلدة فيها مجلس بلدي منتخب، تعاني هذه البلدات من نسبة مرتفعة للهجرة الداخلية و الخارجية.
جزين تزدهر بالصنوبر
وجزين كانت وما زالت واحدة من أهم المصايف في لبنان، يقصدها سكان السواحل ليمضوا فصل الصيف في ربوعها، وبالأخص لأن طقسها موصوف من قبل الاطباء لمن يعاني من الامراض الصدرية وضيق التنفس. وعدا المقاهي والمطاعم التي تنتشر على طرقاتها يمينًا ويسارًا، فإن جزين تتمتع بسوق تجارية شاملة، فيها كل ما يشتهيه المصطاف أو السائح من سلع واغراض، لا سيما الهدايا الحرفية التي تغلب عليها الطابع القروي وهذه الهدايا المؤلفة من الشوك والسكاكين والملاعق الفضية ذات المقبض العاجي، تفتخر بها الموائد وتزدان بها واجهات البيوت لأنها تمثل الفن الحرفي اللبناني الاصيل.
ويتردد ان الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول كان متيمًا بهذا النوع من الهدايا وقد أهداه مجموعة منها الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب. كذلك غالبًا ما يحرص الرؤساء اللبنانيون على حمل منتجات جزين كرمز وطني في زياراتهم الرسمية.

*تصوير ريما زهار