تدخل أميركي سريع بعد إلغاء رخصة الشركة بالعراق
عراقيون: بلاك ووتر تقتلنا بدم بارد

عبد الرحمن الماجدي من امستردام ومحمد قاسم من بغداد: أثار قرار وزير الداخلية العراقي جواد البولاني، يوم السابع عشر من شهر أيلول الجاري بإلغاء إجازة شركة بلاك ووتر الأمنية في العراق ارتياحًا لدى العراقيين وحقنًا اميركيًا وقلقًا تمثل باتصال سريع من وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس والإعتذار عما حصل من قتل ثمانية عراقيين أبرياء في ساحة النسور في حي المنصور ببغداد يوم أمس 17 أيلول. حيث قتل مسلحو البلاك ووتر الثمانية عراقيين وجرحوا نحو عشرين آخرين بعد تعرضهم خلال مروروهم بالساحة لإطلاق نار من مجهولين. ووعدت الوزيرة بفتح تحقيق على أعلى المستويات حول الحادث.

عدد من العراقيين تحدثوا لـ quot;إيلافquot; عن احداث كثيرة راح ضحيتها عراقيين ابرياء منذ اربع سنوات وقتلوا بدم بارد من قبل فرقة بلاك ووتر ويحملهم اخرون ما يسمى بفرق الموت التي تنتشر خلال وقت حظر التجوال ليلاً في بغداد لتنتشر الجثث في الصباح.

وروى احمد علي لايلاف أن قريبه العامل في الشرطة اخبره ان رجال الشرطة لا يسمح لهم بالتجوال بحرية ليلاً وحتى دوريات الجيش العراقي مقيدون بموانع اميركية بينما مسلحو بلاك ووتر يصولون ويجولون اينما ووقتما شاؤوا وبأي ملابس حتى لو كانت ملابس الشرطة او الجيش العراقي والملابس مدنية.

ورأى آخر، اسمه فلاح عبيد عاطل عن العمل، بأن البلاك ووتر تتولى حماية الشخصيات المهمة وتكاليفها عالية كما يشاع وطبعًا من حق هؤلاء الشك في اي شخص يثير شكوكهم، لكن ليس بهذه الطريقة من التعامل بفوقية مع العراقيين حيث ان مرور سيارتهم في شوارع بغداد وهي تحمل عبارة ممنوع الاقتراب او احذر الموت يثير الخوف لدى من يسير قربهم فربما اطلقوا النار عشوائيًا اذا ما سمعوا صوت اطلاق نار.

وشاركه الرأي المدرس يونس الشمري مضيفًا ان ما يقوم به هؤلاء جعل العراقيين يزدادون كرهًا للجيش الاميركي الذي اتى بهؤلاء المرتزقة لقتلنا بدم بارد.

لكن لمازن وهو موظف يعمل داخل المنطقة الخضراء رأي آخر، إذ يقول إن بلاك ووتر توفر الحماية في عدد من احياء بغداد وتواجدهم في العراق ساهم بمطاردة الارهابيين. وهدفهم هو قتل من ينوي قتل الاخرين. وان اتسم طبعم بالقسوة فهو ياتي مما يعيشوه يوميا من استهدافهم من قبل مسلحين في بغداد. وحادثة ساحة النسور جاء بسبب تعرض افرادها لاطلاق نار وردوا عليه ولو لم يردوا على مطلقي النار لتم قتلوهم والضحايا تواجدوا في مكان اطلاق النار وظن هؤلاء ان اطلاق النار جاء من هؤلاء والسبب يقع على من يحتمي بالمدنيين ليطلق النار فهو يتوقع ان الرد سيوقع ضحايا وربما كان هذا هو هدفه.
لكنه ختم حديثه بانه لو خير بين الجيش الاميكري وافراد بلاك ووتر فسيختار حتما الجيش الاميركي لأن افراده باتوا يتمتعون بخبرة في العراق ومرتبطين بمراجع سياسية وكثير منهم يتفهمون العناصر الاجتماعية في العراق.

ويبلغ تعداد المنتسبين إلى بلاك ووتر نحو مليونيين وثلاثمئة مقاتل معظمهم خدموا في القوات الخاصة الاميركية او المارينز او السي اي اي وموزعون في جميع انحاء العالم ويتركز عدد كبير منهم في العراق وافغانستان. واسسها احد المحسوبين على اليمين المحافظ في اميركا واسمه يريك برينس كان يعمل في قوات المارينز وينحدر من اسرة غنية في ولاية مشيغان عام 1996. وتبلغ اجرة المقاتل في بلاك ووتر في اليوم نحو 1500 دولار اميركي وتزيد ارباحها السنوية على المليار دولار. وتعتبر الاوضاع الامنية المتردية في العراق وافغانستان نعمة لبلاك ووتر حيث يزاد الطلب على خدماتها فهي تتولى اليوم حماية الشخصيات الاميركية في العراق وافغانسان وتتولى ايضًا حماية كل المسؤولين الاميركيين الذين يزورون العراق او افغانستان بمن فيهم اعضاء مجلس الشيوخ. ولدى شركة بلاك ووتر معدات عسكرية لا يمتلكها الا الجيش الاميركي ولديها اسطول من الطائرات العسكرية بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة التي يحلق طياروها فوق احياء بغداد الساخنة والباردة يوميًا مستعرضين فنونهم وشاهرين مدافهعم من فوق على المواطنين ويطيرون أحيانًا على ارتفاع منخفض.
افراد بلاك ووتر في العراق معروفون بإرتدائهم الزي المدني مع سترات واقية من الرصاص ونظارات سود وحملهم اكثر من قطعة سلاح مع عتاد كثير ويتمتعون بأجسام قوية جدًا.

وتشير تقارير اخبارية الى سعي بلاك ووتر لوجود لها في اقليم دارفور بالسودان، إذا ما انتشرت قوة دولية هناك.

وكانت القوة المفرطة لأفراد بلاك ووتر تسببت بغضب الاهلي في الفلوجة منهم فنصبوا لهم كمينا في الفوجة عام 2004 وقتلوا اربعة منهم واحرقوا جثثهم ثم سحبوها في الشوارع وعلقوهم على اعمدة الكهرباء الامر رد عليه الجيش الاميركي برد قاس تسبب بقتل الآلاف وتخريب المدينة. كذلك الامر حصل مرات في مدينة الصدر حيث سقط عدد من مقاتلي بلاك ووتر في كمائن على اطراف المدينة وتسبب الامر برد قاس من قبل الجيش الاميركي سواء بقصف اماكن مختارة في المدينة او بحملات اعتقالات وقتل عشوائية انتقاما لمقتل افراد بلاك ووتر.

وتحتمي بلاك ووتر بقانون سنه رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق سابقًا بول بريمر الذي كان يستعين بعناصر من بلاك ووتر لحمايته بعدم ملاحقتهم قضائيًا في العراق.

وكان محقق في هيئة النزاهة ببغداد أخبر ايلاف أنافرادًا من بلاك ووتر قاموا بإخراج وزير الكهرباء العراقي السابق ايهم السامرائي عنوة من المحكمة المركزية ببغداد بعد أن ظلوا يرافقونه حتى اثناء توقيفه على ذمة التحقيقثم قاموا بتهريبه خارج العراق.

وتعتبر القوة الثانية في العراق بعد الجيش الاميركي من حيث التسليح والعدد والسطوة. واكبر عقود الشركة مع الخارجية الاميركية. وفي الوقت الذي ينتقد فيه الحزب الديمقراطي وجود الشركات الخاصة وما تسببه في العراق يضطر افراد الحزب الزائرين العراق او افغانستان الاستعانة بكبرى هذه الشركات وهي بلاك ووتر لحمايتهم.
وتضم الشركة اليوم كل من كوفر بلاك الرئيس السابق لوحدة محاربة الإرهاب في السي أي إي، روبرت ريتشر نائب سابق لرئيس الاستخبارات، جذيف شميتس المفتش العام السابق في البنتاغون واخرون بالاهمية ذاتهافي مناصبهم وخبراتهم السابقة.

ويستبعد عراقيون اليوم أن يكون لقرار وزير الداخلية العراقي جواد البولاني اي تأثير على بلاك ووتر في العراق فكيف يمكن إلغاء خدمات رجال حماية الأميركيين في العراق وبعض المسؤولين العراقيين؟ لكنه لأول يتم تسليط الضوء على هذه الشركة في العراق ويتم انتقادها بجرأة من قبل مسؤول عراقي وهو امر يوضح مدى القوة المفرطة التي كان يستخدمها افراد بلاك ووتر في العراق.

الى ذلك اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان التحقيق الجاري حول تبادل اطلاق النار في العراق الذي تورطت فيه شركة quot;بلاك ووترquot; الامنية الاميركية سيحدد وحده ظروف الحادث ومقتل عشرة اشخاص فيه. وقال ان الجوانب القانونية للقضية quot;تتوقف على ظروفهاquot;، مشيرا الى ان السلطات الاميركية quot;ليست في موقعquot; يخولها في هذه المرحلة quot;القاء اللومquot; على الشركة.

واضاف quot;نريد تحقيقا حذرا وشفافاquot;. واشار الى ان الموظفين الدبلوماسيين والامنيين في وزارة الخارجية والمسؤولين الاميركيين في بغداد يشاركون في التحقيق. واضاف quot;لا يمكننا تحديد المسؤولية حتى انتهاء التحقيقquot;، مضيفا quot;لم نصل بعد الى هذه المرحلةquot;. وقدمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء quot;اعتذارا شخصياquot; الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتصال هاتفي بينهما، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للمالكي.

واكدت السفارة الاميركية في بغداد ان موكبا من السيارات الامنية المواكبة لموكب تابع لوزارة الخارجية متورط في تبادل اطلاق النار. وافادت الرواية الاميركية الرسمية ان متمردين هاجموا الموكب المذكور وتلى ذلك تبادل اطلاق نار. واتهم شهود في تصريحات لوكالة فرانس برس، العناصر الامنيين المواكبين لموكب رسمي اميركي بفتح النار عشوائيا على طريق عام محاذ لحي المنصور حيث غالبية السكان من السنة في غرب بغداد.

واعلنت الشركة الامنية الاميركية الثلاثاء ان موظفيها الذين اطلقوا النار كانوا في حالة شرعية للدفاع عن النفس، بحسب ما جاء على موقع شبكة quot;سي ان انquot; الاميركية على الانترنت. ونشرت الشبكة بيانا صادرا عن quot;بلاك ووترquot; جاء فيه ان quot;عناصر بلاك ووتر المستقلين تصرفوا بطريقة شرعية ومناسبة ردا على هجوم معاد الاحد في بغدادquot;.

واضافت ان quot;بلاك ووتر تأسف للخسائر البشرية، الا ان الموكب تعرض لهجوم عنيف من متمردين مسلحين، لا من مدنيين، ورجالنا قاموا بواجبهمquot;.ولم ترد الشركة التي تتخذ من كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) مقرا، على المحاولات العديدة التي قامت بها فرانس برس للاتصال بها هاتفيا او عبر البريد الالكتروني منذ الاحد. وتلعب بلاك ووتر دورا رئيسيا في الانشطة الاميركية في العراق عبر تأمين الحماية للسفارة الاميركية ولشخصيات دبلوماسية. واعلنت السلطات العراقية الاثنين انها سحبت ترخيص العمل من بلاك ووتر.