نزار جاف من بون: مع إزدياد وتيرة و حدة الصراع التنافسي بين السيدة هيلاري کلينتون مع السيناتور أوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لإنتخابات الرئاسة الامريکية التي لم يبق على شروعها سوى حفنة من الشهور، فإن نجم السيدة هيلاري کلينتون آخذ في إکتسابه المزيد من السطوع أمريکيا و عالميا، و باتت الرهانات لدخولها ثانية للبيت البيضاوي کأول رئيسة للولايات المتحدة الامريکية في التأريخ بعد أن دخلته لأول مرة کالسيدة الاولى لأمريکا، قائمة بکل قوة و تمنحها الکثير من توقعات منظمات إستطلاع الرأي أکثر من فرصة طيبة لکي تفوز کأول أنثى أمريکية بالمنصب السياسي الاعلى في بلدها.

آسيويات تسلمن مناصب أولى في بلدانهن في ظل رجل!
أسماء مثل أنديرا غاندي و سيرامايفو بندرنايکهzwnj; و خالدة ضياء و بينظير بوتو ونساء أخرى، أسماء لامعة في سماء المناصب السياسية الاولى على الصعيد الآسيوي في بلدانهن، ومع ان قيم المجتمع الرجولي تکاد تسيطر بشکل قوي جدا على المجتمعات الآسيوية و تتراجع النساء فيها الى خطوط تصل في بعض الاحيان الى مستويات متدنية جدا من حيث حقوقهن من مختلف الجوانب قياسا للرجل، لکن ذلك لم يمنع من وصول نساء آسيويات الى المناصب السياسية في بلدانهن. لکن الامر الاهم الذي لابد من التلميح إليه و التوقف عنده، هو أن معظم النساء الشرقيات الحاکمات في البلدان الآسيوية قد وصلن الى تلك المناصب من خلال quot;ظل رجلquot;، إذ ان شخصية مثل أنديرا غاندي قد فازت بمنصب رئاسة الوزراء و زعامة حزب المؤتمر الهندي من خلال کونها ابنة للزعيم الراحل جواهر لال نهرو و متفيأة قبل ذلك في ظلال المهاتما غاندي. أما سيرامايفو بندرانايکهzwnj;، فهي أيضا لم تحز على منصب رئاسة الوزراء في بلدهاquot;سيلانquot; وأول رئيسة وزراء في العالم إلا بعد أن تم إغتيال زوجها رئيس وزراء سيلان عام 1960.

أما خالدة ضياء فقد ورثت زعامة الحزب و من ثم السلطة بعد إغتيال زوجها ضياء عام 1991 في بنکلاديش وکذلك الامر بالنسبة للسيدة حسينة واجد، أبنة مؤسس بنکلاديش التي نجت من مجزرة إغتيال أبيها و عائلتها فورثت أيضا زعامة الحزب و السلطة عام 1996.

أما ميغاواتي فقد إستلمت منصب زعامة الحزب و من ثم الرئاسة في اندنوسيا عام 1999 کأبنة لمؤسس الدولة الحديثة أحمد سوکارنو الذي أطيح به في إنقلاب عسکري عام 1965.

و نفس الامر بالنسبة لرئيسة وزراء باکستان السابقة بينظير بوتو يصح قوله. والذي يفسر وصول هذه الکوکبة النسوية الآسيوية الى الحکم ليس إيمان شعوب هذه البلدان بالمرأة أو إعتراف بدورها في المجتمع، وإنما الفراغ الذي ترکه الزعيم الراحل أو المغتال من جراء عدم وجود خلف ذکوري له يستلم المنصب من بعده!


کولدا مائير..حالة شاذة في آسيا!

لم يکن بروز رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة کولدا مائير بسبب من وراثتها لأبيها أو زوجها في الحکم إذ ان زوجها قد توفي عام 1951 من دون أن يکون له أي منصب سياسي أو حتى شهرة ما وإنما إستلمت منصب رئاسة الوزراء بعد أن تقلدت عدة مناصب وزارية حتى إنتهى الامر بها الى رئاسة الوزارة بعد وفاة رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي أشکول عام 1969. ورغم ان مائير لم تترك إنطباعا حسنا مع الهجوم العربي الذي باغت الدولة العبرية عام 1973، فإنها قد سجلت صعودا أنثويا بقدرات ذاتية 100% من دون الاعتماد على ظل أو عون رجل ما.

واليوم، تتجه الانظار في إسرائيل للسيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية کخلف محتمل لرئيس الوزراء ايهودا اولمرت، خصوصا و أن هناك أکثر من جدل خاص يدور بهذا الصدد و أن السيدة ليفني التي طفقت تجذب الاضواء إليها في منتدى دافوس و تطرح رؤى سياسية فيها خيوط سياسية ذکية لخلط الاوراق الاسرائيلية ـ العربية ـ الاسلامية وصولا الى مرحلة سياسية قد تشکل منعطفا في تأريخ المنطقة برمتها.

مرشحة عربية للرئاسة
لم يشهد التأريخ العربي المعاصر وصول أمرأة الى سدة الحکم و ليس هناك في الآفاق على الاقل ما يتيح ذلك في المستقبل القريب على الاقل. ومع ان الکاتبة المصرية المعروفة المثيرة للجدلquot;نوال السعداويquot;قد سعت لکسر هذا الطوق من خلال ترشيحها لنفسها لمنصب رئيس الجمهورية قبالة الرئيس حسني مبارك عام 2005، و يومها أکدت السيدة السعداوي ان ترشيحها لنفسها لذلك المنصب يأتي کquot;عملية فدائيةquot;من أجل تحريك الشعب المصري و حثه على التعبير و المطالبة بتغيير الدستور وانه لا يهمها الحصول على منصب رئيس الجمهورية. لکن هذه الکاتبة التي تثير آرائها السياسية و الاجتماعية و الفکرية جدلا کبيرا، قد خطت تأريخيا أول خطوة على طريق (المليون ميل) لإيصال المرأة العربية الى المنصب السياسي الاعلى في البلدان العربية!