اشرطة فيديو وشهادات وصور من الداخل تنفرد بنشرها ايلاف
سيدات دخلن مدينة (الامل) وخرجن بدونه
زيد بنيامين ومحمود العوضي من دبي: quot;في كل مرة كنت ازور فيها ذلك الملجأ كنت اجد نساء يبكين ويشتكين من طول بقائهن فيه لخمسة اوستة اشهر دون ان يساعدهن احد.. وحينما كنت اتحدث اليها بخصوص هذه الشكاوي كانت تقول لي بانني اعطينهن الملجأ والاكل وهو كل ما استطيع القيام به فكنت ارد عليها انه يوجد لدي من هو مستعد للمساعدة في هذا الملجأ الا انها كانت تطلب ان يكون كل الامور من خلالها فقط، ان كانوا يحملون المال فليعطونا اياه، لا ان يزورونا او ان يتحدثوا الى السيدات اللوات عشن في هذا الملجأ لانها كانت تشعرني بالخوف بخصوصهن لانهن يعيشن في البلاد بصورة غير شرعية لكن الامور وصلت الى حد الانفجار حينما قلت لها باعتباركم لم تفعلوا شيئاً دعوني اقوم بواجبي تجاههن لكنها وصفت تدخلي هذا بانه لاثارة المشاكل فقطquot; بهذه الكلمات تبدأ (سعاد طاهر حسين) الكندية من اصل اثيوبي والتي سبق لها العمل في (مدينة الامل) كمتطوعة والمدينة عبارة عن منزل اقيم على شاطئ الخليج من اجل استقبال حالات السيدات اللواتي تعرضن الى العنف المنزلي او التغرير بهن والتي اصبحت مثار جدل في الاونة الاخيرة في الامارات.
امرأة اثيوبية تعرضت ذراعها لاصابات بالغة اثناء استخدام المواصلات العامة |
لدى سعاد العديد من القصص وارقام الهواتف لسيدات عشن او عملن في ذلك الملجأ (غير المرخص) والذي تحول الى قبلة للصحافة الغربية وما وضعه على الواجهة هو مكالمة هاتفية اجراها زوج غاضب الى احدى الاذاعات المحلية شاكياً من ان زوجته قد تركته وتوجهت الى ملجأ الامل الذي كما يبدو تسبب في زيادة مأساة الكثيرات بدل ان يعمل على حل مشاكل سيدات بحثن عن من يدافع عنهن.
كثيرة هي الشهادات التي وردت في هذه القضية سواء التي نشرت في الصحف او حتى التي حصلت عليها ايلاف، اتفقت كلها على ان السيدة ليس لها اي نظام داخل (مدينة الامل) فمدينتها غير مرخصة وتعمل هي دون اي مراقبة كما تجمع الاموال من متبرعين دون ان يعرف مصير تلك الاموال بحسب جميع من عمل معها.
حلت (شارلا مصبح) ضيفة على العديد من وسائل الاعلام الغربية خصوصاً وكانت لا تكف عن توجيه الانتقادات الى المجتمع الذي كانت تصفه بالذكوري وكذلك الى دور الشرطة في ايقاف جرائم الاتجار بالبشر في الامارات.
quot;لقد تحولت السيدة التي كانت تدافع عن حقوق السيدات الى سيدة quot; بحسب سعاد التي لا تتردد في ايراد تسجيلات صوتية تقول انها تعود الى شارلا ومساعدتها ياشي وفيها تسمع تهديدات.
تقول سعاد في شهادتها ان خوف شارلا الاساسي كان من ان تدلي اي من السيدات اللوات خرجن من الملجأ سواء باللجوء الى سعاد او العيش في اماكن حكومية بتصريحات الى قنصلياتهن وسفاراتهن عن الملجأ الذي كما تقول سعاد لم تكن ترى فيه شارلا الا في فترات متباعدة.
لقاء سعاد حسين مع شارلا تم عام 2003 عبر صديقة مشتركة كما تروي سعاد وباعتبارها سيدة اثيوبية المولد كان لدى سعاد رسالة من قنصليتها تمنحها اذن العمل على حالات سيدات اثيوبيات جئن للعمل كخادمات للمنازل وانتهى بهن الحال امهات يخشين من العودة الى بلدهن خوفاً من عائلاتهن مع عدم وجود ملجأ لهن في بلد الاصل.
كان دور سعاد هو مساعدة شارلا في بعض الامور القانونية ودعوة اي امرأة اثيوبية او صومالية الى الانضمام الى الملجأ لكي توفر لها شارلا المساعدة اللازمة لكنها اكتشف ان اغلبية السيدات اللواتي عشن في ملجأ الامل هذا لم يكن سعيدات في حياتهن البائسة بالاضافة الى عدم وجود اي مساعدة نفسانية او اجتماعية تتجاوز توفير الملجأ او الطعام. ولكن لكونهن سيدات فقيرات لا مكان يذهبن اليه فكانت كل خيارتهن تنحصر في البقاء في ذلك الملجأ.
كانت علاقة شارلا بسعاد التي عملت في مساعدة العديد من الاثيوبيات من خلال الترجمة لهن او تقديم النصيحة قد توترت على خلفية منح الحكومة الاماراتية لفترة عفو امام من بقي في البلاد برغم انتهاء فترة اقامته او عدم قانونية بقاءه في البلد بطريقة او باخرى وتقول سعاد في رسالة رسمية رفعت الى اللواء محمد أحمد المري مدير إدارة الجنسية والإقامة في دبي بتاريخ 6 سبتمبر 2007 بان العديد من الاثيوبيات في الملجأ كان قد مر على بقائهن في مدينة الامل بين 8 اشهر وسنة دون ان تحل امورهن.
الاثيوبيات كن يبحثن عن مكان امن في اثيوبيا من اجل ان يعشن فيه حتى تتمكن كل واحدة منهن من العيش المنفرد والاعتماد على انفسهن بدل العودة الى عائلاتهن وهن امهات وهو ما يعتبر عار في اثيوبيا.
ذهبت سعاد الى اثيوبيا من اجل البحث عن ملاجئ امنة تحتضن الاثيوبيات العائدات من الامارات الا انها لدى عودتها الى دبي صادفت تغيرات عديدة فشارلا التي وعدت بدفع ديون الاثيوبيات ودفع قيمة بطاقات السفر من تبرعات الناس قررت الاكتفاء بدفع ثمن تذاكر الطائرات فيما كانت تتلقى عشرات الالاف من الدراهم من اجل مساعدة نساء الملجأ للعودة الى حياتهن quot;حتى الملابس، كل السيدات لم يرتدين قطعة ملابس جديدة طوال مدة اقامتهن في الملجأquot; تعلق سعاد.
بدأت سعاد تزور السيدات بين فترة واخرى وترى ان حالتهن النفسية تتراجع quot;كن حزينات طوال الوقتquot; فيما شارفت فترة العفو على الانتهاء، فقررت كما تروي في شكواها الرسمية الى اللواء محمد أحمد المري مدير إدارة الجنسية والإقامة ان تأخذ عدد من السيدات على مسؤوليتها ليعشن في منزلها لكي تنهي مشاكلهن وارواقهن ليستفدن من فترة العفو.
كانت شارلا تتواصل مع سعاد من خلال الرسائل القصيرة تارة ومن خلال الاتصالات الهاتفية تارة اخرى..
ايلاف حصلت على نصوص من تلك الرسائل تقول شارلا في احداها عن فتاة اثيوبية كانت تقيم في الملجأ وقد اضطرت للوضع طفلها في احد مستشفيات الدولة ويعود تاريخ الرسالة الى 27 اغسطس 2007 quot;سلام! في حال كان لديك سؤال في اي وقت حول السبب الذي كان جعلنا ننتظر فترة العفو من اجل اخراج الناس الى خارج البلد واي خطة كنا قد وضعناها من اجل مارثا (احد سيدات الملجأ)! فقد تسائلي معي! وصلت فاتورة مارثا الى 5000 درهم لم تدفع بعد وسوف اواجه العديد من المشاكل حينما تغادر لانني وضعت جواز سفري، اتركيها ترحل وانا ساواجه الموضوع، وفي كل الحالات لا يتوجب عليك افتراض اشياء بخصوص اشخاص لان ذلك مع عمل الشيطان! الشيطان لا يريد اي مساعدة او دواء يوفر لاي شخص، صدقيني! لقد قلت لك عدة مرات ان هذا الموضوع يتم التعامل معه من قبل جهات عليا ! ولسنا بحاجة الى اي دراما! مارثا تترك البلد بصورة غير شرعية وليس لدي اي مبرر لاشرح لك ذلكquot;.
في رسالة ثانية يعود تاريخها الى 27 اغسطس 2007 تورد فيها شارلا تهديدات لسعاد (التي لم تحصل على رخصة لملجئها) بانها سترفع عليها قضايا بالاستعانة (بنصيحة قدمت لها من قبل مكتب الشيخ محمد حاكم دبي) يقول نص الرسالة quot;سوف ارفع قضية تشهير ضدك بناءً على نصيحة من مكتب الشيخ محمدquot;.
وتتحدث شارلا في رسالة ثالثة يعود تاريخها الى 27 اغسطس 2007 ايضا عن علاقة لملجئها بمكتب الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي بالقول quot;رجاءً لقد قلت لك عدة مرات ان هذا المشروع له علاقة بمكتب الشيخ محمد ويتم البحث عن نظام جديد بمباركة الله وسوف ياخذ وقتاً، ارجو ان لاتتحدثي عن اي موضوع يتعلق بالمشروع لاي شخص خصوصا وانه يتلعق بمكتب الشيخ محمد. انه امر جدي وانت بمثابة اختي! شكراً لكquot;
وتشير شارلا في رسالة ثالثة يعود تاريخها الى 30 اغسطس 2007 الى قيام سعاد باخذ خمس اثيوبيات من الملجأ لكي تقوم بتصريف امورهن وحل مشاكلهن بالقول quot;اشكرك شكراً جزيلاً لانك اخذت الحالات الخمس من الملجأ! لقد قمنا بشغل مكانهن حتماً، احرصي على نفسك وشكراً مرة اخرى! لدي الكثير من المطالبات من ضحايا العنف المنزلي ذلك من الجميل ان تتحملي انت جزء من المسؤولية! اتمنى من الله ان يرزقك بحسب نيتك، شكراً شارلا مquot;.
وفي رسالة يعود تاريخها الى 30 اغسطس 2007 تقول شارلا في رسالتها النصية القصيرة quot;ضابط من الهجرة اتصل في وقال لي انني احتجر الاوراق الخاصة بالفتيات! هذا تشويه وهذه كذبة! انا غاضبة حقاً وعلى وشك رفع قضية ضدك! تعالي واحصل على كل شي الجمعة! ليس لديك موافقتي لكي تناقشيني في عملي او تناقشي العاملين معي وفي حال اتصل اي شخص اخر سارفع قضية!quot;.
وفي رسالة نصية ثالثة تحمل تاريخ نفس اليوم من شارلا تقول فيها quot;ما هي نيتك؟ ايذائي؟ ايذاء مكان بقاء امن بينما نحن نري الحكومة مدى فداحة المشكلة؟ هذا شي مقززquot;.
في الجزء القادم: شارلا مصبح تصف الاعلام الاماراتي بانه (اكذوبة) وتتبرأ من النيويورك تايمز!
التعليقات