ايلاف قصدت منتجعين سياحيين
منتجعات السباحة تشهد اقبالًا لبنانيًا وعربيًا

ريما زهار من بيروت: صيف لبنان لا يشبه غيره، فبين الاستفادة من شمس حارقة من خلال التمتع بشاطئه ومنتجعاته السياحية، الى الاستلقاء في طبيعة جباله الخضراء، مسافة قصيرة تجعل من هذا البلد الصغير مقصدًا لكل الراغبين بتمضية صيف منعش وهادئ، ورغم التهديدات الامنية التي تشهدها بعض المناطق كطرابلس، الا ان ذلك لم يمنع اللبنانيين والمغتربين وبعض العرب من التمتع بما يقدمه لبنان من مزايا سياحية تبقى رائدة في المنطقة، من هذه المزايا المنتجعات السياحية بين الجبل والساحل، حيث تنتشر بكثرة وتقدم خدمات ومسابح ومطاعم داخلها لا تقل أهمية عن بعض منتجعات الدول الراقية، هناك يسبح المواطن والسائح في لجة البحر واحواض السباحة متمتعًا بهوايته ناسيًا بعضًا من هموم السياسة والامن التي اثقلت كاهله منذ زمن بعيد. إيلاف قصدت منتجعين الاول على الساحل والثاني في الجبل وعادت بانطباعات واحاديث مع الناس هناك.

في الجبل
اللافت ان المنتجعات الساحلية اكثر اقبالًا من منتجعات الجبل ربما لان طقس الساحل يكون دافئًا اكثر منه في الجبل، غير ان معظم قاصدي منتجعات الجبل هم من العرب والمغتربين الذين ينعمون بدفء وانتعاش تلك المنتجعات.

عائلة كويتية مؤلفة من ثلاث بنات وولد مع ابيهم التقيناهم في المنتجع السياحي الجبلي، هم يقيمون فيه لمدة شهر كامل ويقول الاب انه يأتي دائمًا الى لبنان ويعتبره وطنه الثاني، وان اللبنانيين يتمتعون بحسن الضيافة والاستقبال، وهو يقصد هذا المنتجع لانه يستوفي الشروط التي يطلبها من حسن استقبال ومنظر رائع يقدمه على الجبال والساحل.

وهو يهوى السباحة كذلك اولاده يتمتعون بالسباحة وباكتساب اللون البرونزي ويتحدث عن الحرية الجميلة في لبنان حيث لا قيود ولا شروط والمسابح تجدها مختلطة في معظم المناطق، ويقول ان له صداقات كثيرة مع عائلات لبنانية يلتقيهم كل عام عندما يقصد لبنان، وكذلك صداقات مع بعض العرب الذين يقصدون هذا المنتجع كل صيف، ويقول ان الحالة الامنية في لبنان افضل من السنوات الماضية لذلك تشجع باصطحاب عائلته للمكوث فترة طويلة في لبنان.

لميا لبنانية كانت برفقة العائلة الكويتية تقول انها صديقة احدى البنات وتعرفت إليها خلال زيارتها الى لبنان وتربطها مع العائلة صداقة قوية، وهي كانت برفقة خطيبها لتمضية نهار كامل والاستمتاع باحواض السباحة التي يقدمها هذا المنتجع الراقي.

فرنسواز مغتربة لبنانية من نيويورك اتت للتمتع بشمس لبنان ودفئه، وبين لغتها العربية الركيكة وبعض الانكليزية تتحدث فرنسواز عن عشقها الكبير للبنان وكيف انها تنتظر كل عام لتأتي اليه لتمضي الصيف مع اقرباء امها اللبنانيين.

على الساحل

المنتجع السياحي الذي زرناه كان يعج بالناس من مختلف الاجناس والمناطق، وهو يقدم خدمات كثيرة خصوصًا للاطفال من احواض سباحة مع امواج عالية الى نهر استحدث هناك على طول المنتجع حيث يتبارى الاطفال واهلهم في السباحة فيه.
ويقدم هذا المنتجع لوحات كثيرة لعائلات خصوصًا اتت لتمضية نهار جميل ومشمس مع اولادها، وهذه حال

سمير الذي اتى مع العائلة لتمضية بقية النهار بعد عمل مضن في شركته، ويتحدث سمير عن زيادة اسعار
المنتجعات السياحية بحيث اصبحت مكلفة خصوصًا بالنسبة إلى الموظف العادي الذي يريد ان يتمتع بنهار جميل مع عائلته وان تكلفة الدخول اصبحت غالية جدًا، رغم ذلك هو لا يحرم اولاده من متعة الذهاب الى تلك المنتجعات لانها برأيه تساعدهم كثيرًا في تنمية شخصيتهم من خلال اللعب والمرح.
ساكو اتى برفقة خطيبته الى هذا المنتجع ويقول ان تلك الاخيرة لا تجيد السباحة لكنها تتمتع باكتساب اللون البرونزي وبتمضية النهار في مكان يريح الاعصاب برأيه.

ليلى اتت برفقة اولاد اخيها وهي غير متزوجة وتعتبر ان رفقة الصغار اي اولاد اخيها لها يعطيها دفقًا جديدًا ويكسر بعض الروتين الذي تعيشه في عملها، وان اللعب معهم في المنتجع السياحي يبعدها عن الاكتئاب والشعور بالوحدة.

ورغم ان لبنان شهد خلال حرب تموز 2006 تلوثًا لشاطئه الا ان اللبنانيين توجهوا اليه غير عابئين لمخاطر هذا التلوث ويؤكد الخبراء في بعض الاحيان ان التلوث على شواطئ لبنان غير مؤذ، وتقوم حملات بين الحين والآخر بتنظيف هذا الشاطئ، وما يشكو منه اللبناني المتوسط الحال هي اسعار تلك المنتجعات لانها دخلت في دائرة الاسعار الملتهبة التي قد تحرم اللبناني في المستقبل من التمتع بشاطئه ويصبح الامر بمثابة حكر على الطبقة الغنية فقط.

* تصوير ريما زهار