أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: عمال النظافة ليسوا أناسا عاديين، فهم يعيشون الجزء الأكبر من حياتهم في الشوارع، لكن ليس كالمتسولين أو المشردين، فبين قمامة الشارع وأوساخ المارة يتكون راتبهم.

ولا أحد منا يعرف قيمة هؤلاء quot;الجنود الصامتينquot; إلا عندما ينفذون حركات احتجاجية، إذ تغرق شوارع المدن الكبرى في النفايات والأوساخ، في مشهد لا يطاق، وتنأى العين حتى على تصور مشاهده البيئية المرعبة.


ويبذل عمال النظافة الكثير من الجهد والعرق لتنظيف شوارع المدينة، والواقع أن هذه الجهود غيرت الصورة النمطية لمعظم شوارع المدينة والأحياء الشعبية.
ومع تفويت خدمات النظافة إلى شركات خاصة من أجل تحسين الخدمات في المغرب، اقتحمت النساء هذا المجال، وخرجت نسبة مهمة منهن إلى الشوارع لأداء هذه المهمة الصعبة، التي quot;تقهرquot; حتى الرجال.

تقول السعيدية مداركي، عاملة نظافة في شركة خاصة في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، quot;إنها لامهنة صعبة، لكنها في جميع الأحوال تذر علي مدخولا أعيل به أسرته، بعد أن أضحى زوجي عاطلا، إثر إصابته بمرض أقعده الفراشquot;.

وأوضحت السعدية، لـ quot;إيلافquot;، أن quot;وتيرة العمل ترتفع بالأساس في المناسبات، كما هو الحال في عيد الأضحى، الذي تزداد فيه كميات الأزبال، التي يؤدي عدم جمعها في حينها إلى روائح جد كريهةquot;.

وتجوب السعيدية عدد من الأحياء بحاوية صغيرة مجرورة، لتنضيف الشوارع، وهي مهمة تتطلب الكثير من الجهدquot;، وتضيف قائلة quot;أنظف أكثر من 10 كيلومترات يوميا، كما أن نوعية بعض الأزبال تكون خطيرة، وهذا يؤدي إلى إصابتنا بأمراض مختلفةquot;.

وترجع أهم أسباب الحركات الاحتجاجية لعمال النظافة إلى quot;الظروف الاجتماعية المتأزمة للعمال، وعدم احترام الشركات الخاصة لدفتر التحملات، ورفع الأجور، وغيرها من المطالبquot;.

وتقدر نفايات بحوالي سبعة ملايين طن سنويا، منها أربعة ملايين طن من النفايات المنزلية، وذلك يعني أن كل مغربي يخلف ما معدله 0.75 كلغ من النفايات يوميا.
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن 2 في المائة فقط من هذه النفايات تعالج لإعادة دمجها في الدورة الطبيعية، في حين يرمى الباقي في مكبات نفاية غير نظامية تسمى quot;مطارح الأزبالquot;.

وينتج المغرب حوالي 975 ألف طن من النفايات الصلبة كل سنة، أما المؤسسات الصحية الخاصة فتنتج حوالي 11.910 طن من النفايات الطبية كل سنة.
ورصدت الحكومة 4.3 مليار دولار على فترة 15 سنة لتطبيق برنامج وطني خاص بالنفايات الصلبة.

وينص البرنامج على إطلاق مشاريع لمعالجة مشاكل تدبير النفايات التي تضاعفت بسبب النمو الديمغرافي، والهجرة القروية، والتوسع العمراني.
ويتوفر المغرب على خمسة مطارح فقط لمراقبة النفايات، وهناك 500 مشروع مطرح مراقبة برمجت من مدة. وأبرمت الحكومة المغربية اتفاقية تعاون مع نظيرتها الألمانية، من أجل انجاز دراسات تقنية مساعدة على تحديد مكان المطرح الخاص بالنفايات الخطرة، والذي سيشيد في محور الرباط الدار البيضاء.