quot;التانغو الدامجquot; يغزو المسرح الروسي
quot;باراليليquot; فرقة رقص ساحرة من ذوي الاحتياجات الخاصة.. لكن مختلفة
عماد الدين رائف من بيروت: quot;نحتفل بالأعياد معاً في الطبيعة والهواء الطلق، ولدينا حيوية عالية في نشاطنا اليومي، لقد نمت بين أعضاء فرقتنا علاقات صداقة، بل أخوة، ويمكن القول علاقات عائليةquot;، كما تقول يلينا ليماك مديرة فرقة quot;باراليليquot;، تضيف quot;لأنه في هكذا فرقة لا يمكن لأناس أن يلتقوا ويتعلموا ويعملوا معاً إن كانت لديهم طباع غير حميدة، أنشئت هذه الفرقة كي تبرهن للناس أن القدرات الإنسانية لا حدود لها، وقد استطاعت ان تفعل ذلكquot;.
تظهر quot;باراليليquot; الفرقة المكونة من أربعة ازواج، في كل زوج منها شخص معوق، على المسرح لتبهر الجماهير المحتشدة في المسرح التلفزيوني الأكبر في استديوهات quot;أوستانكيناquot;، أربعة راقصين معوقين حركياً جنباً إلى جنب مع زملائهم من غير المعوقين يؤدون رقصة التانغو على أنغام إسبانية ساحرة، لحظات هي الأكثر إثارة في حياة ثمانية من الشباب المتدرب في معهد الفنون في مدينة ليبتسك الروسية، غالينا روجكوفا، فيتشسلاف أوسيبوف، ناديجدا باخاروفا، ألكسندر لاغونوف، يكاتيرينا زفيريفا، سيرغي كودريافتسيف، ألكسندر باشليكوف، وأولغا ميتيزيفا. أسماء ترسخ ولا يمكن إزالتها بسرعة من أذهان المشاهدين الألفين الذين تسمروا على مدرجات المسرح الكبير، وملايين المشاهدين عبر الشاشة الصغيرة، الذين سرعان ما انهالوا باتصالاتهم التضامنية مع الفرقة الواعدة.
الحق في التعبير بالرقص
تتحدث غالينا، إحدى الراقصات المعوقات عن فرقتها، تقول: quot;قررنا المشاركة في هذه المسابقة الأكثر شهرة في روسيا الفدرالية quot;لحظة مجدquot;، لنري العالم قدراتنا وما نستطيع فعله على الحلبة، بغض النظر عن كوننا أشخاص معوقين لدينا قدرات وطاقات كبيرةquot;. تضيف يليلنا ألكسندرفنا: quot;عندما ظهرت الفرقة مجتمعة للمرة الأولى على الحلبة كنت مرتبكة جداً، خفت أن أقع أرضاً وكانت يداي ترتجفان، لكنني كنت متيقنة من أنهم سينجحون في أدائهم ويكونون الأفضلquot;. مديرة معهد الفنون في مدينة ليبتسك، أولغا نيكولايفنا، تقول: quot;أعتقد أن هذه الفرقة، هولاء الشباب الذين يبدعون على المسرح، مع معلميهم ومدربيهم هم قدوة ومثال رائع في الإبداع لكافة طلاب معهد الفنونquot;. أما غالينا نيكلايفنا والدة أحد المشاركين المعوقين، فتضيف: quot;أعتقد أن مجرد مشاركة ولدي في الفرقة إلى جانب زملائه من المعوقين وغير المعوقين هي نصر كبير له، فقد أثبتت الفرقة للجميع حقاً كان غائباً عن المجتمع، حق الشخص المعوق في التعبير عن نفسه من خلال الرقص جنباً إلى جنب مع زملائه من غير المعوقينquot;.
التقدير الأمثل هو الإبداع
أما الكاتبة الروسية تاتيانا تولستوفا فتقف مدهوشة بتناغم الراقصين امامها، وهي التي اختيرت لتكون حكماً بين المتسابقين في هذه المسابقة، واشتهرت من خلال سنوات ثلاث قضتها في التحكيم بانتقاداتها اللاذعة للمشاركين، تثني تولستوفا على الفرقة وادائها الرائع، تقول quot;استمتعت كثيراً بما رأيت، أتمنى لكم النجاح في الحياة والاستمرار على هذا النحوquot;. بعد quot;لحظة مجدquot;، قامت الفرقة بجولات كثيرة، لاسيما في فصل الشتاء الأخير، quot;على الرغم من أن التنقل بين مدينة ليبتسك وباقي المدن يتم بواسطة القطار، ويمكن تصور مدى التعب الذي يحل على الشباب بعد كل رحلة قد تطول إلى اكثر من يومquot;، كما تقول مديرة الفرقة. كما شاركت الفرقة في المهرجانات الروسية الشتوية، وفي الحفل النهائي للمهرجان الدولي الثاني للرقص quot;ستار الأملquot;، الذي جرى هذا الشتاء في مدينة بطرسبورغ، إلى جانب راقصين عالميين وفرق محترفة من الدانمرك والسويد وفنلندا واسبانيا.
حظيت الفرقة بتقدير كبير من سكان مدينة ليبتسك وجوارها، إذ إنها رفعت لواء المدينة في كافة الأصقاع الروسية وإلى كافة الناطقين بالروسية خارج البلاد، فقدمت حاكمة الولاية فالنتينا ماتفينكو تقديرها الكبير للفرقة وادائها الرائع وأثنت على الجهود الكبيرة التي بذلها معهد الفنون، إلا أن التقدير الأهم الذي حظيت به الفرقة، وفق ليماك، هو quot;أنها استطاعت أن تثبت بشكل قاطع ونهائي قدرة الأشخاص المعوقين على الإبداع في كافة مجالات الحياةquot;.
التعليقات