سكان غزة يواجهون خطر القمامة والحطام والذخائر غير المنفجرة

غزة: يقول مسؤولون أن القصف الأخير خلف 600,000 طن متري من الحطام حيث تشكل الذخائر غير المنفجرة والتخلص من القمامة بشكل غير مراقب مخاطر بيئية وصحية بالغة بالنسبة لسكان قطاع غزة، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ومن المتوقع أيضاً أن ينشر برنامج الأمم المتحدة للبيئة دراسة حول هذه الموضوع يجريها فريق من ثمانية خبراء في شهر مايو/أيار تركز على زيادة تصريف المياه العادمة وتلوث المياه الجوفية والمياه الصالحة للشرب وتلوث الحقول الزراعية وغيرها من الآثار البيئية الناجمة إلى حد كبير عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة الذي استمر 23 يوماً. ومن المتوقع أن يتم نشر نتائج التقييم في أوائل شهر يوليو/تموز.

وفي هذا السياق، أفاد حسام طبيل، المسؤول ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن quot;تلوث المياه والأراضي وطريقة معالجة النفايات الخطرة والركام تشكل أكبر القضايا الملحة في غزةquot;. وتشمل النفايات الخطرة مخلفات المرافق الصحية والأسبستوس والمواد الأخرى التي تختلط مع الأنقاض. كما تشمل الذخائر غير المنفجرة، حسب طبيل.

الأسبستوس

وأفاد يوسف الغريز، رئيس سلطة جودة البيئة بغزة، أن القصف العسكري خلف حوالي 600,000 طن متري من الأنقاض المخلوط بعضها بمادة الأسبستوس حيث أن معظم المنازل في مخيمات اللاجئين مبنية من الاسمنت والأسبستوس. وأوضح المهندس عبد الله إبراهيم من سلطة جودة البيئة بغزة أن quot;ألياف الأسبستوس دقيقة جداً وتخترق أنسجة الرئة عند استنشاقها مما يتسبب في الإصابة بالسرطانquot;.

من جهته، قال مكرم حانون، أحد سكان مدينة غزة: quot;تحوي العديد من المنازل التي تعرضت للقصف والدمار في الحي الذي أسكنه على مادة الأسبستوس. أخشى أن تتعرض صحة أطفالي للخطر بسبب الأبخرة السامةquot;.

خطر القمامة

وأفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة أن تراكم حوالي 28,000 طن متري من النفايات البلدية في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الصراع بسبب القيود المفروضة على التنقل يشكل مخاطر صحية كبرى بالنسبة لسكان القطاع. ففي رفح تم كب حوالي 10,000 طن من النفايات على جانب الشاطئ في منطقة تل السلطان، في حين تراكمت أطنان أخرى في شرق مدينة غزة، حسب طبيل الذي أضاف أن السلطات المحلية تفتقر إلى الموارد والمعدات اللازمة للتخلص من هذه النفايات.

وتفيد التقارير أن المواقع الرئيسية الثلاثة لكب النفايات في غزة وصلت إلى أقصى طاقتها الاستيعابية.

وتشعر السلطات المحلية في غزة بالقلق بسبب المخاطر الصحية التي تواجهها الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين يلعبون بالقرب من مكبات النفايات التابعة للبلدية أو الأنقاض والمواد غير المستقرة.

إزالة الذخائر غير المنفجرة

وتعمل المنظمات الإنسانية الدولية والفريق الاستشاري المعني بالألغام MAG International ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام UNMAS لإزالة الذخائر غير المنفجرة بهدف التخفيف من أخطار الوفاة والإصابة وتسهيل الوصول الآمن إلى مناطق النازحين والعاملين في المجال الإنساني.

وقد تسببت الذخائر غير المنفجرة في مقتل سبعة أشخاص منذ انتهاء النزاع، آخرهم لقي حتفه الأسبوع الماضي شرق قطاع غزة، وفقاً لطبيل.

المواد الكيميائية

وأفاد طبيل أن quot;حوالي 250 من المنشآت الصناعية والمصانع، مثل شركات النسيج والصناعات الغذائية والورش الصغيرة قد تعرضت للدمار، وما زالت ماهية المواد الكيميائية المنبعثة من حطامها غير واضحةquot;.

من جهتها، اعترفت القوات الإسرائيلية باستخدامها للفوسفور خلال الحملة العسكرية التي انتهت في 18 يناير/كانون الثاني 2009 حيث أخبر الناطق باسمها، الرائد أفيتال ليبوفيتز، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن quot;الجيش الإسرائيلي استخدم نوعين من الفوسفور الأبيض خلال عملياته حيث تم استخدام الأول لتحديد أهداف في مناطق مفتوحة في حين استُخدِم الثاني كحاجز دخاني مع قطع من اللباد في صلب القذيفة لامتصاص الفوسفور الأبيض لحماية الجنودquot;. وأوضح أنه قد تم استخدام كلا النوعين وفقاً للقانون الدولي.

كما أفاد أن quot;القوات الإسرائيلية لم تستخدم متفجرات المعدن الكثيف الخامل (DIME) خلال عمليتها العسكرية الأخيرةquot;.

ويقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسلطات في غزة الاحتياجات الضرورية لإعادة التأهيل بأكثر من 25 مليون دولار ولكن يبدو أنه لم تتم بعد الاستجابة بالكامل للمناشدة الأخيرة.