المجلس الآسيوي هدد باستبعاد بلاده من البطولة
quot;هرقل إيرانquot; يثير ضجة في الأسياد لحمله شعارا دينيا

إبراهيم عمر ndash; إيلاف:لا تترك إيران بطولة رياضية تشارك فيها إلا وتثار حولها بعض القلاقل، وهو ما حصل في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي تستضيفها الدوحة، عندما وجه المجلس الأولمبي الآسيوي إنذارا شديد اللهجة إلى اللجنة الأولمبية الإيرانية بسبب شعار ديني كتب على قميص الرباع حسين رضا زاده أثناء مشاركته في منافسات البطولة.

هرقل ايران
وحمل زاده الذي أحرز الميدالية الذهبية لوزن 105 كلغ شعارا كُتب عليه quot;يا أبا الفضلquot; وهو شعار ديني دأب على حمله في كافة مشاركاته الرياضية على الصعيد القاري والدولي، حتى انه حمل ذات الشعار في منافسات دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في أثينا عام 2004، إذ لم يكن حينها قد صدرت أية تعميمات تمنع حمل شعارات دينية.

وتحدث مدير عام المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي حسين مسلم في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة عن الأمر قائلا أن مجلسه quot;وجه رسالة تحذير إلى اللجنة الأولمبية الإيرانية بعد ارتداء زاده للقميص الذي يحمل الشعار الدينيquot;.

وأوضح مسلم quot;تم إخطار اللجنة الأولمبية الإيرانية بأنه سيتم استبعاد أي رياضي يرفع شعارات دينية في حال تكرر ما حصل، وأيضا ستتم معاقبة اللجنة ماديا وقد يصل الأمر إلى حد استبعادها من الألعاب تماماquot;.

وأضاف مسلم quot;كنا قد أرسلنا تعميما إلى اللجان الأولمبية الآسيوية جميعها بالالتزام بدستور المجلس الأولمبي وأعلمناها بأن أية لجنة لا تلتزم بذلك ستكون معرضة للعقوبة بإلغاء نتائجها أو منعها من المشاركةquot;.

ولم يكن زاده الإيراني الوحيد الذي يرفع شعارا دينيا أثناء المنافسات، فقد حمل زميله حداي إحسان الفائز بذهبية رمي الجلة شعارا آخر يحمل جملة quot;يا حسينquot; خلال المنافسات، لكن مدير عام المجلس الأولمبي الآسيوي لم يورد ذلك خلال المؤتمر الصحفي المذكور.

ويعتبر زاده الرجل الأقوى في العالم، وأفضل من أنجبتهم صالات رفع الأثقال على مدار التاريخ، ويطلق عليه الإيرانيين لقب quot;هرقل إيرانquot; نظرا لقوته الخارقة وضخامته، وهو يحمل الرقم العالمي لفئة 105 كغم، ولم يتمكن أي رباع آخر من الاقتراب من هذا الرقم.

وفي منافسات أسياد الدوحة رفع زادة 425 كلغم (195 خطفا و230 نترا) ليحرز الميدالية الذهبية بكل سهولة، ليلقى تشجعيا كبيرا من الجمهور الإيراني الذي يتابع البطولة.

كما حظي بتحية خاصة ونادرة عندما تلقى رسالة شكر وتقدير من قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخامنئي، الذي قال في رسالته quot;أتوجه لك بالشكر الجزيل علي إدخالك السرور والبهجة على قلوب الشعب الإيرانيquot;، وتمنى له التوفيق في مشواره الرياضي.

ويُعرف زاده في إيران بوطنيته وغيرته على بلاده حيث رفض الكثير من الاغرائات للدفاع عن ألوان دول أخرى، منها تركيا وإحدى الدول العربية، لكنه رفض ذلك وأصر على المشاركة باسم إيران، وهو ما يفسر الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها في بلاده والتكريم الدائم الذي يلقاه من الحكومة الإيرانية، بالإضافة لرسالة التشجيع من قائد الثورة الإسلامية وهو أمر من النادر حدوثه بين الرياضيين الإيرانيين.

. وهنا في لقطة فرحة
ويبغ زاده من العمر 28 عاما، وهو تركماني أذري ولد في مدينة أردبيل الآذربيجانية في شمال إيران، ويلحظ المراقبون إصراره على إظهار انتمائه المذهبي في المنافسات الرياضية التي يشارك فيها.

ولم يصدر عن اللجنة الأوليمبية الإيرانية أي تعقب على تهديد المجلس الأوليمبي الآسيوي، لكن وسائل الإعلام الإيرانية عبرت عن امتعاضها لهذا التهديد مؤكدة أن اللجنة الاولمبية الدولية لم تعترض على نفس السلوك في دورة أثينا 2004، وبالتالي لا يحق للمجلس الاوليمبي الآسيوي منع الرياضيين الإيرانيين من حمل تلك الشعارات، فيما ذهب بعض المراقبين إلى القول بأن القرار يتخذ طابعا سياسيا وربما دينيا، ولم يكن ليتُخذ لولا أن البطولة تقام في دولة عربية.

ويأتي ذلك في وقت قرر الإتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot; تجميد مشاركة المنتخبات والأندية الإيرانية في جميع الأنشطة والمنافسات الدولية بسبب التدخل الحكومي في إدارة شؤون كرة القدم في البلاد، حيث يطالب بإجراء انتخابات جديدة لاتحاد الكرة وتحت إشرافه المباشر.

كما أثير الكثير من اللغط حول مشاركة المنتخب الإيراني لكرة القدم في بطولة كأس العالم الأخيرة التي جرت الصيف الماضي في ألمانيا، حيث طالبت بعض المؤسسات الألمانية والدولية حرمان إيران من المشاركة في البطولة بسبب تصريحات رئيسها محمود أحمدي نجاد والتي وُصفت بأنها عنصرية تجاه إسرائيل.