ثلاثة تغييرات أعطت مصر الفوز
بهاء حمزة من دبي: في مباراة هي الأطول والأصعب خلال مشواره في البطولة الحالية حقق المنتخب المصري فوزا غاليا على نظيره السنغالي حقق به
وإذا كان الفريق المصري قد حقق الأهم وهو التأهل كما قلنا إلا أن هناك العديد من التفاصيل التي تحتاج إلى ضبط سريع قبل اللقاء الأصعب يوم الجمعة المقبل والذي لم يعد يقبل أي احتمالات إلا الفوز.
واحدة من هذه التفاصيل كنا قد اشرنا إليها في quot;إيلافquot; في التحليل الفني قبل المباراة وهي كثرة الجاهزين أو أزمة الوفرة كما اطقلنا عليها وقد كادت أن تنفجر بالفعل في وجه شحاتة وتنسف فرص لاعبيه في التأهل ونعني هنا بالتحديد أزمة تغيير احمد حسام أو ميدو مشاكل كما أطلق عليه الجمهور المصري اللماح في إشارة للفيلم الذي لعب بطولته فنان الكوميديا احمد حلمي، والحقيقة أن ما حدث لحظة التغيير والمشاجرة التي تابعها الملايين صوت وصورة على الهواء مباشرة بين ميدو ومدربه في قوت لم يكن يحتمل هذا الانفعال كان من الطبيعي أن يهز اللاعبين المصريين الموجودين في الملعب خصوصا أن تأثيره السلبي وصل إلى المشاهدين الذين توترت أعصابهم بشدة جراء هذه المشاجرة لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكافئ المدرب المصري المجتهد على إخلاصه عندما جعل البديل عمرو زكي تحديدا دون غيره يسجل هدف الفوز والتأهل من أول كرة يلمسها عقب نزوله وليس ادل على أن الهدف مكافأة الهية لشحاتة من أن زكي لم يسجل أي هدف طوال البطولة بل انه أضاع أهدافا أسهل بكثير وفي ظروف نفسية اقل توترا مما كان فيه اليوم ليثبت صحة وجهة نظر مدربه باستبداله.
وفي الواقع أن نتيجة المباراة تحكمت فيها ثلاثة تغييرات من بين التغييرات الأربعة التي أجراها المدربان أولها بالطبع كان نزول عمرو زكي المجتهد بدلا من ميدو غير الموفق وهو تغيير خدع لاعبي السنغال شكليا حيث التقطوا أنفاسهم بعد خروج ميدو وزاد من اطمئنانهم الشكل غير اللائق الذي خرج به إلا أن زكي غافلهم في لحظة استرخاء خصوصا أن المباريات السابقة لمنتخب مصر التي تابعوها بالتأكيد لم تكن لتؤكد سوى حقيقة واحدة هي ضعف القدرات التهديفية لعمرو زكي. كما كان تغيير ميدو رغم الظروف السلبية التي خلفها كلمة السر لبقية اللاعبين لإطلاق مهاراتهم في الملعب بعد أن بقوا طوال ساعة كاملة يخدمون على المهاجم المحترف في توتنهام ويضعون عليه آمالهم في تخليص المباراة لكنهم أدركوا بعد خروجه أن عليهم الاعتماد على أنفسهم فانطلق أبو تريكة وبركات واحمد حسن ومتعب يصولون ويجولون.
في المقابل ارتكب مدرب السنغال عبد الله سار خطأين فادحين عندما اخرج ابرز مهاجميه وواحد من أفضل اللاعبين في الملعب هنري كمارا ليشرك حاجي ضيوف البعيد عن مستواه وهو تغيير ربما أراد به استغلال العنصر النفسي لما لضيوف من سمعة عالمية سعى المدرب ليرهب بها مدافعي مصر خاصة أن وقت التغيير كان المنتخب المصري فيه في أسوأ حالاته وبدا لاعبيه مرتبكون بشدة، ثم ارتكب خطاه الثاني بإخراج جناحه الأيسر ماندي الذي نجح في تحجيم بركات تماما واستغلال المساحات خلفه لتشكيل خطورة واضحة طوال فترة مشاركته لكن قرار المدرب بسحب اللاعبين أعطى المنتخب المصري مساحة اكبر لصنع الهجمات وحرر الظهيرين بركات ومحمد عبد الوهاب من واجباتهما الدفاعية لينطلقا إلى الإمام ويساهما في صنع ما يقرب من أربع فرص بأهداف كان يمكن أن تنهي المباراة تماما لو أحسن متعب وعمرو زكي استغلالها.
ورغم أن التغيير يحسب لشحاتة سواء فيما عكسه من حسن قراءته للملعب أو في شجاعته بسحب مهاجمه المحترف في وقت عصيب إلا أن هناك علامات استفهام كثيرة حول أداء المنتخب المصري في هذه المباراة تحديدا وفي باقي مباريات البطولة بشكل عام واقصد به النهج التكتيكي الذي اعتمده بإرسال الكرات الطولية من الخلف للإمام دون الاعتماد على خط الوسط في بناء الهجمات وهو أمر سهل جدا من مهمة مدافعي السنغال الأطول قامة والأقوى بنية. كذلك عادت في مباراة السنغال أخطاء الدفاع في التغطية ومن أحداها جاء الهدف السنغالي بينما اخفق لاعب الوسط رقم 8 في استغلال كرة أخرى في الشوط الأول كان يمكن أن تصعب جدا مهمة مصر في التأهل للنهائي، ولم يتحسن أداء الفراعنة إلا في الربع ساعة الأخير بعد الهدف الثاني وهو ما يجعلنا نفسر العقم التكتيكي المصري قبل ذلك بعصبية اللاعبين والضغط النفسي الهائل الذي يتعرضون له مع كل خطوة يخطوها الفريق نحو الكأس وهو ضغط لم يعتد عليه الكثير من لاعبي الفريق الحالي الذين لم يشاركوا في بطولة بهذا الحجم من قبل باستثناء قليلين مثل حسام احمد حسن وعبد الظاهر السقا.
التعليقات