لا تكن متكبرا يا دروغبا !!!
بقلم : حبيب زعبلاوي

[email protected]


حبيب زعبلاوي
أعترف بأنني كثيرا ما أكون ضحية تسجيل أحد نجومي المفضلين لهدف حين أعلن عن فرحتي بهذا الهدف .. لا ضير في ذلك فالتعبير عن الفرحة حق مشروع للجميع .. وكثيرا ما كنت أتمنى أن أكون لاعبا لأعيش فرحة النصر أمام عدد هائل من الجماهير في الملعب حتى ان أحد الزملاء الصحفيين ضحك كثيرا عندما عبرت عن هذه الرغبة الجامحة . كم هو شعور جميل عندما تحرز هدفا ويكون هذا الهدف هو المنقذ لفريقك أو لمنتخب بلدك ويكون أيضا سببا في رسم الابتسامة على وجوه أبناء بلدك .. للأسف لم يكتب لي تحقيق هذا الحلم كوني لا أتقن من كرة القدم إلا متابعتها والعمل في ميدانها الإعلامي .

المتابع لكرة القدم قد تستهويه فرحة لاعب معين بعدما يحرز هذا اللاعب هدفا يعلن من خلاله عن دك شباك الخصم . والخصم مهما كانت انتماءاته وميوله وجنسيته إلا أنه في النهاية منافس . وحقيقة فإنني لست من محبذي استخدام كلمة خصم على الرغم من ذلك قد يعد منطقيا .. ولكن أجد كلمة quot;منافسquot; رياضية اكثر ومستساغة أكثر . فعدنما تؤمن بأن من تلعب ضده هو في النهاية منافس ستدرك تماما بأن النتيجة قد تكون لك وقد تكون عليك فهذه هي طبيعة المنافسة الشريفة في عالمنا الرياضي .

في الآونة الاخيرة بدأت أمعن النظر في فرحة أبرز اللاعبين العالميين وحتى العرب عندما يتمكن أحدهم من إحراز هدف لفريقه او لمنتخب بلده . ولكن فرحة واحدة لم ترق لي على الإطلاق وكثيرا ما تكررت وكان بطلها نجم واحد ، للأسف فإنه نجم أحببناه وكثيرا ما أمتعنا ومازال يمتعنا سواء مع فريقه الإنجليزي تشيلسي أو منتخب بلاده كوت ديفوار الذي يحظى بجماهيرية كبيرة في وطننا العربي . المسألة ليست أحجية فمن السهل تماما معرفة أني أتحدث عن النجم ديديه دروغبا .

غريب جدا هذا اللاعب الذي يتمتع بشعبية جارفة في شتى أنحاء المعمورة ولا يختلف إثنان على مدى براعة وحنكة النجم العالمي دروغبا خصوصا عندما يكون فريقه او منتخب بلاده بحاجة ماسة له في اللقاءات الحاسمة . ولكن مهما كنت نجومية اللاعب وقدرته على تسجيل الاهداف إلا أنه في النهاية من المفترض بأن يتمتع بروح رياضية بعيدا عن التكبر والتعالي عند تسجيل كل هدف ! فالكرة أهداف أو كما يقول الإخوة المصريون quot;الكورة جوانquot; .. فقد تسجل هدفا وقد يسجل في مرماك آخر ! وقد يكون الفوز حليفك ذات يوم .. والهزيمة قد تطاردك أياما كثيرة !


أثناء متابعتي لبطولة الامم الافريقية 2008 في غانا دهشت عندما شاهدت الحركة غير اللائقة التي قام بها دروجبا بعد تحقيقه لهدف في مرمى غينيا -على ما أظن- في اللقاء الذي انتهى بفوز فريق الأفيال بخمسة اهداف دون مقابل ! وكيف كان دروغا ينظر للجمهور بطريقة تسيء له تماما حيث أنها لم تخل من تكبّر وغرور ! ولم يكن يعلم حينها دروغبا بأنه هو وفريقه سيكونان ضحية وفريسة سهلة أمام منتخب الفراعنة عندما تلاعب بهم أبناء حسن شحاته وخسروا لقاء النصف نهائي بأربعة أهداف لهدف يتيم . ولا أعتقد بأن دروجبا نسي أو حتى تناسى رعب السد العالي عصام الحضري عندما شكل له عقده في اللقاء ذاته !

لم يتوقف دروغبا عند هذا الحد وإنما تكررت تصرفاته المشابهة في العديد من اللقاءات في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم فعند إحراز كل هدف تجد له حركة جديدة يستفز من خلالها جمهور الفريق المنافس . فتارة تجده يرفع رأسه في وجه الجمهور وتارة أخرى يشير لهم بأنه سيذبحهم جميعا عندما يضع يده على رقبه وكأنها quot;منشارquot; . ولا يعلم دروغبا بأن هذا المنشار يصطاد ذاهبا وبنفس الوقت يصطاد إيابا !

قبل أيام قليلة تمكن فريق تشيلسي من التغلب على نظيره ليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وكان النجم دروجبا قبل هذا اللقاء يتوعد المدرب الإسباني لفريق ليفربول رافاييل ينيتيز بهزيمة قاسية . هذا ما جعلني أتابع اللقاء بكل شغف لأرى ما الذي سيقوم به دروجبا بعد تحقيقه لهدف . لحسن حظي تمكن دروجبا من تسجيل هدفين في هذا اللقاء مكّن من خلالهما فريقه البلوز من التأهل للمباراة النهائية للبطولة لمواجهة مانشستر يونايتد هناك في موسكو . وبالفعل فقد عبر دروغبا عن فرحته مرتين واحدة أمام جمهور ليفربول والثانية خص بها بينيتيز وبطريقة مستفزة .. وهذا الأخير لم يبد أي اهتمام بهذه الحركة ! فالمتابع يعلم بأن تاريخ بينيتز أكبر وأعرق من تاريخ دروغبا حتى وإن كنا نقارن بين لاعب ومدرب !

حاولت البحث عبر الشبكة العنكبوتية عن صور خاصة لدروجبا بعد تسجيل كل هدف ومقارنتها بصور لاعبين آخرين ومنهم من لا يقل أهمية وشهرة عن دروجبا .

للأسف الشديد معظم -إن لم تكن- كل الصور التي وجدتها لدروجبا كانت تعطي نفس التعبير والدلالات . دلالات على أن هذا النجم الكبير للأسف الشديد أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنه quot;متكبرquot; !! خصوصا إذا ما تمت المقارنة بين فرحة هذا اللاعب مع فرحة نجوم آخرين . ألم يشاهد دروجبا أفضل لاعب في العالم البرازيلي كاكا بعد كل هدف ما الذي يقوم به ؟ ألم يراه وهو يرفع يده للسماء ؟! ألم يشاهد أيضا الحركة التي يقوم بها النجم المالي كانوتيه والتي تدل على نفس المعنى ؟ -مع اختلاف الأديان طبعا- وهناك كثير من النجوم الذين تعد فرحتهم درسا لكل اللاعبين حول العالم وأولهم دروجبا . أنظر يا دروجبا كيف تكون فرحة كل من أنيلكا و زيدان ورونالدو بعد كل هدف !

كنت أتمنى ان أحظى بيوم بمقابلة مع الفيل الإيفواري ديديه دروغبا ولكن بعد اليوم لم يعد هذا الشيء يشكل طموحا بالنسبة لي ! أرجوك يا دروجبا كنت متواضعا .. وأذكرك بأن quot;من تواضع لله رفعه !quot;