استغرب معظم النقاد الأوروبيون عموماً والانكليز خصوصاً، على رغم سوء أداء منتخبهم الوطني في كأس العالم الأخيرة، من تصريح لجوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد الجديد، أطلقه في وقت سابق من هذا الشهر عندما ادعى أن دوري أبطال أوروبا هو quot;أكبر وأكثر أهميةquot; من كأس العالم، الذي أثار جدلاً في أعقاب تنظيم جنوب افريقيا لنهائيات كأس العالم 2010.

ويعتقد هؤلاء النقاد بأن بطولة كأس العالم كانت ومازالت أكبر بكثير من أي حدث كروي آخر على رغم رداءة نوعية المشاركة في البطولة الأخيرة.

ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي ستواجهه كرة القدم العالمية هو حقيقة أن مشاركة مستمرة لأقل منتخبات في نهائيات كأس العالم ستصبح أكثر تنظيماً وأكثر صعوبة للفوز باللقب. لأن المشاركة بالشكل الحالي ستجعل من كرة القدم لعبة مملة وعنيدة، إلا أنه ليس هناك ما يمكن القيام به حيال ذلك، لأن الهدف الرئيسي لكل فريق هو التأهل إلى مرحلة الـ16، وإذا كانت لديه تنظيم دفاعي قوي للقيام بذلك، فليكن.

ولكن على رغم المستوى الضعيف لمعظم المباريات وقلة المباريات المثيرة في جنوب افريقيا، إلا أن حجة مورينيو عن أن دوري أبطال أوروبا أفضل بطولة لا علاقة لها بالموضوع، لأن تلك المنافسة مازالت تتضاءل أهميتها بالمقارنة مع كأس العالم. إذ يؤكد آلن هانسن اسطورة ليفربول والناقد الحالي في هيئة الإذاعة البريطانية ذلك بقوله: quot;لقد فزت ثلاث مرات بكأس أوروبا. ولكن إذا سألت أي لاعب ماذا يريد بدلاً من هذا الفوز، فسيكون الجواب كأس العالم. ومازال يتم تبجيل اللاعبين الذين فازوا بكأس العالم لعام 1966 في انكلترا. وأنت لا تحصل على مثل هذا المركز بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا أو ما كان يسمى سابقاً كأس أوروباquot;.

ويمكن للمرء أن يجادل أيضاً أن مباريات مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا أسوأ من مثيلاتها في نهائيات كأس العالم، بسبب عدم تصنيف الكثير منها في الأدوار الأولى. والثغرة واسعة بين المنتخبات. وتتأهل الفرق الكبيرة دائماً إلى مراحل خروج المغلوب، وهذا هو سبب آخر عدم اتفاق هؤلاء النقاد مع مورينيو.

ولكن لا يمكن لأحد أن يتنكر أنه يبدو أن هناك اتجاهاً بأن تتأثر بطولة كأس العالم بكرة قدم غير مثيرة وغير ملهمة، لاسيما في مرحلة المجموعات. فقد حدث هذا في عام 2006 ومرة أخرى في جنوب افريقيا 2010. فقد رجع المنتخب النيوزيلاندي إلى بلاده كونه الفريق الوحيد الذي لم ينهزم في نهائيات كأس العالم، لأنه كان منتظماً وصعباً للفوز عليه، وهو الأسلوب الذي يعمل لمصلحة الفرق الضعيفة والتي سوف لن تتخلى عنه.

والفرق أصبحت أكثر قدرة على الحد من خطورة أفضل اللاعبين، فقد استطاع دييغو مارادونا من مراوغة وتخطي ستة مدافعين في عام 1986، في حين ان زيكو كان قادراً على التخلص من قيود خط دفاع ايطاليا المتمرس في عام 1982. إنه من السهل جداً لعب كرة قدم سلبية بدلاً من السيولة في اللعب. وقد ثبت أنه نهج لتحقيق نتائج.

حتى المنتخب الهولندي، من بين كل المنتخبات، لعب بهذه الطريقة في المباراة النهائية أمام اسبانيا. ولم يعتقد هؤلاء المراقبين بأن بلداً ndash; مع تاريخه الكروي العريق في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وبوجود لاعبين من أمثال ماركو فان باستن ورود خوليت ndash; سيلجأ إلى هذا التكتيك الذي كان في بعض الأحيان مشيناً. وليس هناك الكثير مما يمكن أن يقوم به الاتحاد الدولي لكرة القدم لتغيير الأمور وجعل اللعبة أكثر جاذبية قبل نهائيات كأس العالم المقبلة.

يقول هانسن بهذا الصدد: quot;أقف بجانب الحجة التي تدعي أنه يجب أن يتم التقليل من عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، وأن تشمل المشاركة فقط على أفضل الفرق في العالم، لأنه من شأن ذلك أن يساعد على التقليل من عدد الفرق التي تريد فقط تجنب الخسارة، ولكنني أعلم أن هذا سوف لن يحدثquot;.

وكان فوز اسبانيا باللقب العالمي جيداً لكرة القدم، ولكن الدول الأخرى سوف لن تنظر إلى الطريقة التي فازت بها باللقب ومحاولة محاكاة أسلوب لعبها. أما بقدر ما تشعر به انكلترا من القلق، فإنها ستنظر إلى اسبانيا وستدرك أنها لا تملك أفراداً للعب مثل تشابي واندريس انيستا. لذلك فإن التحدي الذي تواجهه انكلترا هو أن تصبح أفضل تنظيماً من الناحية الفنية. وأمام منتخبات مثل اسبانيا، فإن عليها أن تغمر وسط الملعب باللاعبين واللعب بهذه الطريقة.

المفارقة في أنه عندما كانت الأندية الانكليزية مهيمنة على كأس أوروبا في سبعينات وثمانيات القرن الماضي، كانت بسبب كونها أكثر تنظيماً من أي فريق آخر. ولكن إذا فكر المرء ونظر إلى أداء انكلترا في نهائيات كأس العالم الأخيرة، فإنه سيتساءل مستغرباً: هل يمكن القول إن هؤلاء اللاعبين لم يروا ملعباً لكرة القدم من قبل؟!

أداء انكلترا وعدم وجود الإثارة الكبرى خلال المباريات وسوء مستوى معظم المباريات خلال البطولة، فإنه بالتأكيد لا يمكن اعتبار جنوب افريقيا 2010 واحدة من البطولات الأفضل لنهائيات كأس العالم من أي وقت مضى.

ومع ذلك تبقى بطولة كأس العالم ذروة طموح كل لاعب كرة قدم للمشاركة والتألق فيها. ومازالت بطولة دوري أبطال أوروبا لم تقترب من ذلك أو تتطابق معها.