قدم نجم المنتخب البرازيلي في عشرية الثمانينات زيكو نصيحة من ذهب لمواطنه متوسط ميدان نادي ريال مدريد ريكاردو كاكا يحثه فيها على مغادرة إسبانيا في أسرع وقت و العودة للعب في الدوري البرازيلي .


ديدا ميلود - إيلاف : لم يكتفي زيكو بحث مواطنه كاكا على مغادرة النادي الملكي والاتجاه للبرازيل فحسب بل حدد له حتى النادي الذي يجب أن يلعب له و هو نادي فلامينغو الذي عايش نجومية زيكو فيما مضى .

و تفرض الظروف التي يمر بها كاكا مع النادي الملكي العمل بنصيحة خبير و مجرب مثل زيكو سبق له أن عاش تجربة مماثلة في منتصف الثمانينات و عاشها أيضا زميله في منتصف الملعب السحري لمنتخب السامبا الراحل سقراط عندما انتقلاً إلى الكالتشيو الإيطالي الأول لنادي أودنيزي و الثاني لنادي فيورونتينا و كلا التجربتين منيت بالفشل و اضطرا للعودة إلى البرازيل على أمل ضمان مشاركة أخيرة في نهائيات كأس العالم التي جرت في المكسيك عام 1986 ، و هو ما تحقق لهما .
و ربما كانت عودة زيكو وسقراط عملاً بنصيحة أيضا من المدرب الراحل تيلي سانتانا الذي كان يراهن عليهما ، تماما مثلما يراهن المدرب الحالي للمنتخب البرازيلي لويس فليبي سكولاري على كاكا ، غير أن تواجد الأخير على مقاعد احتياط الريال منذ مجيء البرتغالي جوزي مورينيو جعل أدائه يتراجع و رشاقته البدنية تقل مقارنة بما كان عليه في إيطاليا مع ميلان ، و استمراره على هذا الوضع سيقلص من حظوظه في التواجد ضمن لائحة الـ 23 لاعب في كأس القارات الشهر القادم و في مونديال 2014 بالبرازيل و حتى و أن تواجد فأن فرص مشاركته في التشكيل الأساسي في المباريات الرسمية شبه ضعيف خاصة في حال برزت أسماء أخرى تلعب في مركزه خلال كأس القارات أو في المباريات الودية التي سيخوضها أبناء سكولاري حتى مايو 2014.
و مما يزيد من احتمال تأثير نصيحة زيكو على مستقبل كاكا هو أن بيلي الأبيض اختار التوقيت المناسب لإعلانها ، فكاكا بلغ سن الـ 31 و مستواه في تراجع و أمله في الانتقال إلى أحدى الأندية الأوروبية القوية قل أن لم نقل انعدم مقارنة بما كان عليه عام 2009 حيث كانت اغلب الأندية الأوروبية الكبيرة تتهافت لخطب وده ، و خاصة بعد صعوبة عودته لنادي ميلان الإيطالي لأسباب مالية تتعلق براتبه المرتفع والضرائب و أخرى فنية ترتبط بسياسة النادي القائمة على تشبيب الفريق .
وأن وقع كاكا في فخ المال و انتقل لأحدى دوريات الشرق سواء في تركيا أو روسيا أو الخليج فانه يكون قد بصم بالعشرة على نهاية مسيرته مع المنتخب الوطني ، لأن سكولاري لن يعتمد عليه و يهمل لاعبين آخرين متألقين في دوريات أقوى و أشهر ، و حتى أن حدث وانضم لناد إنكليزي أو إيطالي كبير فأنه سيضطر للانطلاقة من الصفر مما يجعله غير قادر على اللحاق بالمونديال .
و تشير عبارة quot; على كاكا أن يعود و بسرعة إلى البرازيل quot; والتي وردت في نصيحة كاكا إلى أمر هام جدا مفادها انه يتوجب على كاكا حزم أمتعته و العودة إلى بلاده بغض النظر عن مصير الجهاز الفني الحالي للريال فسواء بقي مورينيو أو رحل فان الأمر لا يختلف مع كاكا لأن المدرب الجديد حتى و أن كان الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي لمع معه نجم كاكا في ميلانو فأن حظوظ الأخير في اللعب أساسياً قليلة ، لذلك يتوجب عليه إلا يعطي اهتماما كبيراً لمستقبل الآخرين على حساب مستقبله الشخصي بعد ثلاث مواسم قضاها على دكه البدلاء ينتظر من مورينيو أن يشير له ببدء عملية الإحماء ، لذلك فمن الأفضل له إلا ينتظر لغاية نهاية شهر أغسطس تاريخ غلق سوق الانتقالات الصيفية ليبت في أمره بل عليه أن يستغل نهاية المنافسة في أوروبا في مايو للانتقال إلى البرازيل حيث المنافسة هناك تستمر في شهر يوليو مما يساعده على استرجاع لياقته ، و عكس الضغوط السلبية التي يلعب تحتها في إسبانيا لوجود نجوم آخرين ينافسونه فأن عودته إلى البرازيل ستضمن مشاركته أساسيا في أول مباراة و سيلعب تحت ضغوط ايجابية تساعده معنويا تفرضها عليه جماهير تكن له حبا خرافياً.
وأهم من ذلك فأن عودة كاكا إلى البرازيل سواء لحمل ألوان نادي فلامينغو أو أي ناد أخر سيجعله يحظى بدعم و تأييد الجمهور البرازيلي و الصحافة المحلية و حتى قدامى المنتخب مما قد يشفع له عند المدرب سكولاري لضمه إلى المنتخب أما أن بقي في أوروبا فلم يلوم سوى نفسه ، و ليسأل موزار و فالدو عما حدث لهما في مونديال 1994 و راي في مونديال فرنسا 1998 إذا ما أراد أن يتأكد كاكا من صحة نصيحة زيكو.