لم تنتهِ&الاحتفالات الرسمية في الجزائر بتتويج "محاربي الصحراء" بلقب كأس أمم إفريقيا بالسيناريو الذي كان يأمله رئيس اتحاد كرة القدم خير الدين زطشي &الذي راهن على هذا الإنجاز لتعزيز موقفه بعد الانتقادات التي طالته منذ توليه مسؤولية تدبير الشؤون الكرة الجزائرية في شهر مارس من عام 2017.

و تعرض رئيس اتحاد القدم لتهميش من الرئاسة الجزائرية التي تجاهلته وحرمته من حضور الحفل الذي نظمته الرئاسة للاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري والطبي لمنحهم وسام الاستحقاق الوطني نظير إحراز المنتخب الوطني لقب كأس أمم إفريقيا.

وتباينت القراءات بشأن غياب رئيس اتحاد القدم عن حفل تتويج المنتخب الجزائري ، في وقت كان يفترض ان يكون أول الحاضرين بالنظر إلى تواجده على رأس الكرة الجزائرية.

وذهبت مصادر إعلامية متواجدة بمصر ، بأن عدم دعوة رئيس الاتحاد لحضور حفل التتويج بالرئاسة الجزائرية كان رداً على غيابه عن الحضور إلى مطار القاهرة ليكون ضمن مستقبلي الرئيس عبد القادر بن صالح رفقة السفير ووزير الرياضة .

غير ان قراءة أخرى قد فسرت غيابه زطشي عن الحفل بأنها رسالة مفادها بأنه غير مرغوب فيه من السلطة الحالية ، لأنه محسوب على رجالات الرئيس الاسبق عبد العزيز بوتفليقة ، خاصة ان الجميع يعلم ان وزير الرياضة السابق الهادي ولد علي هو من كان وراء تعيينه رئيسا للاتحاد المحلي خلفا لمحمد روراوة في عمومية انتخابية شكك الأخير في شرعيتها.

وبحسب المصادر، فإن خير الدين زطشي قد يتقدم بإستقالته في غضون الأسابيع القليلة المقبلة ، رداً على هذا التهميش ، رغم ان المنتخب الجزائري حقق في عهده إنجازاً قارياً كبيراً تمثل بإحراز لقب كأس أمم إفريقيا .

ولان المشاكل لا تأتي فرادى، فإن متاعب رئيس الاتحاد الجزائري ، قد ازدادت بعدما مني نائبه عمار بهلول بخسارة في انتخابات المكتب التنفيذي بالاتحاد الإفريقي التي جرت وقائعها قبل النهائي القاري.

وكان عمار بهلول قد راهن على حملته الإنتخابية بالإضافة إلى بلوغ المنتخب الجزائري لنهائي البطولة الإفريقية من أجل كسب تحدي دخوله المكتب التنفيذي عن منطقة شمال إفريقيا امام منافسه الليبي عبد الحكيم الشلماني ، إلا ان خسارته للمنصب قد جعلته يطلق تصريحات نارية بإقحامه سفيرة الكونغو الديمقراطية بالجزائر على اعتبار انها زوجة كونستون عوماري عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي ، حيث كشف بأنه تلقى وعداً من الأخير في الاجتماع الذي عقد بمقر سكنهم&بالجزائر ، بمساعدته على الفوز بالمقعد التنفيذي متهماً إياه بالتراجع عن وعوده له ، وهي التصريحات التي وضعت رئيس الاتحاد الجزائري في موقف حرج امام السلطات السياسية.&

هذ واثارت تصريحات عمار بهلول ابعاداً سياسية و دبلوماسية بعدما قررت السفيرة تقديم شكوى لوزارة الشؤون الخارجية ، لتطلب السلطات الجزائرية من رئيس الاتحاد تقديم تقرير مفصل عما حدث .

يشار الى أن خير الدين زطشي يدرك جيداً بأن هناك الكثيرين يسعون لإسقاطه ، بعدما ظلوا منذ فوزه بانتخابات عام 2017 ينتظرون وقوعه في اي هفوة لاستغلالها من اجل الإطاحة به من منصبه ، خاصة ان المعطيات السياسية الجديدة اضعفت موقفه لتأتي هذه المشاكل لتضعفه اكثر امام خصومه و على رأسهم سلفه محمد روراوة .
&