في وقت تهرول فيه مختلف الأجهزة الأميركية لتدشين مخطط دفاعي على شبكة الإنترنت يوفر لهم الحماية لعدد من القطاعات الحساسة التي تزاول جزء أعمالها أو كاملها على الشبكة العنكبوتية، وبخاصة إذا كانت مرتبطة باستراتيجيات عسكرية أو أخرى اقتصادية، بدأت تلوح في الأفق جهود جديدة تبذلها البلاد الآن في سبيل تكوين فريق من العسكريين المتخصصين في الأمن الإلكتروني ( السيبراني ) من أجل مواجهة خطر مجرمي الإنترنت quot;الهاكرزquot; والحيلولة دون تمكينهم من مزاولة أعمال القرصنة.

الفكرة الجديدة لخصها جون أركويلا، أستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية، بقوله إنها تهدف إلى تشكيل قوة وقائية دولية من الهاكرز تعمل على شلّ حركة الأعداء قبل أن يتمكنوا من الحول مع مرور الوقت إلى مشكلة تؤرقهم. وفي الوقت الذي أشاد فيه أركويلا بالخطط القائمة حاليًّا بتدشين إستراتيجية دفاعية جديدة على شبكة الإنترنت، باستثناء الجزء الأول منها وهو الخاص بـ ( الخطط الدفاعية ) ، إلا أنه سجل ملاحظات عدّة قام بتلخيصها في التأكيد على ضرورة تأسيس إستراتيجية هجومية إستباقية تكون أوسع في النطاق.


ويرغب أركويلا في فتح آفاق للتعاون ما بين مبرمجي الجيش الأميركي وبين شبكة من الاختصاصيين خارج البلاد بغية تشكيل فريق عالمي من الخبراء المتخصصين في الأمن الإنترنتي. ويؤكد أركويلا أن هذا الفريق سيكون بمقدوره إطلاق ضربات إستباقية على الإنترنت من أجل تجنب نشوب معارك على أرض الواقع. ويلفت الباحث الخبير كذلك إلى أن الجيوش ( وحتى جيوش حرب العصابات ) تعتمد بصورة كبيرة على الاتصالات الرقمية خلال هذه الأيام. وقد قال أركويلا على خططته الجديدة هذه إنها quot; طريقة غير مميتة يمكن الاستعانة بها لمنع وقوع الصراعات المميتةquot;.

هذا وقد جاءت تلك الإستراتيجية الجديدة لتؤكد الفرضية التي تقول إن الاتصالات الرقمية تمثل قيمة حيوية كبيرة للغاية بالنسبة إلى الأعداء الكبار والصغار على حد سواء، كما تضع الحرب التي تنشب على الإنترنت بشكل مباشر أمام المزيد من الإجراءات التقليدية مثل التأثير الكبير الذي قد تحظى به العقوبات: فإذا لم تفلح جماعات حرب العصابات في تنظيم صفوفها، فإن تأثيرهم لن يكون شديد الفعالية؛ وإذا ما فشلت الحكومات في استخدام شبكاتها الدفاعية الحيوية، فإن جهودها ستذهب هباءً.