أشرف أبوجلالة من القاهرة: جاء التعطل الذي أصاب موقع تويتر لعدة ساعات بالتزامن مع حالة البطء التي أصابت موقع فايس بوك أول أمس الخميس، ليثيرا موجة كبيرة من التكهنات بأن هناك ثمة حملة منظمة ضد ما يُعتبر أكثر مواقع التعارف الإلكترونية شعبية في العالم. كما تأتي هذه الهجمات التي أصابت الموقعين الشهيرين وكذلك مواقع أخرى بعد شهر واحد فقط من استهداف قراصنة الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض. هذا وقد حالت تلك الهجمات دون تمكن الملايين من الدخول على الموقعين اللذين باتا بشكل مطرد جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية.
وعلى الرغم من كل ما قيل في هذا الشأن من تكهنات، إلا أن تقارير صحافية عدة أبرزت اليوم حقيقة الدور الذي لعبته موسكو على الأرجح في هذا الحادث التقني، حيث كشف مدون يحمل الجنسية الجورجية ويدخل على الموقعين الاجتماعيين باسم مستعار يعرف بـ quot;سيكسيموquot; عن أنه ربما كان الهدف من وراء هذا الهجوم، نظرًا لسيل الانتقادات الدائمة التي يوجهها لروسيا بشأن الدور الذي لعبته في النزاع حول اوسيتيا الجنوبية، على حسب ما أفاد مسؤولون في شبكة الفايس بوك. وقد حمل quot;سيكسيموquot; الكريملين مسؤولية تنفيذ هذا الهجوم، للحديث الذي خص َّ به صحيفة الغارديان البريطانية.
ومن خلال حديثه مع الصحيفة من مكتبه في العاصمة الجورجية، تبيليسي، قال هذا المدون إنه يعتقد أن الهجوم الذي أصاب مواقع quot;لايف جورنالquot; و quot;فايس بوكquot; وquot;تويترquot;، وأعاق الملايين من الدخول إليها، كان نابعًا من محاولة لإسكات انتقاداته لسلوك روسيا في الحرب التي نشبت بشأن منطقة أوسيتيا الجنوبية المتنازع عليها، والتي تمر الذكرى الأولى لها هذه الأيام. وتابع المدون بقوله: quot;ربما تم هذا الهجوم بوساطة قراصنة عاديين، لكني متأكد من أن الحكومة الروسية هي من ضلعت في تنفيذه. فوقوع هجوم بمثل هذا الحجم الذي يؤثر على خدمات تحتوي على سيرفرات عديدة، لا بد من أن يكون منظمًا من جانب جهة تمتلك مجموعة من الموارد الضخمةquot;.
كما كشف quot;سيكسيموquot; عن أن اسمه الحقيقي هو quot;جيورجيquot; وأنه يبلغ من العمر 34 عامًا، وهو أستاذ في الاقتصاد. وقالت الصحيفة إن جيورجي واحد من أشد المنتقدين الناشطين للسياسات التي تتبعها موسكو في منطقة القوقاز، وأنه كان ضحية لهجوم مماثل تعرض له العام الماضي عبر موقع quot;لايف جورنالquot;. وقد كشف quot;سيكسيموquot; أيضًا عن إصابته بالذهول عندما أدرك هذا الهجوم الذي تم شنه مؤخرًا على مدونته quot;سوخومي، الحرب، والألمquot; كان يرمي على ما يبدو إلى حدوث حالة من الانهيار العالمي على الإنترنت.
وتابع حدثه بالقول: quot;لم أتوقع أن يتم شن هجوم ضدي، فأنا لست بهذا المدون الشهير. وقد بدأت القصة عندما تم إرسال مئات الآلاف من رسائل quot;الاسبامquot; أو quot;البريد المزعجquot; التي من المفترض أنها أُرسلت من جانبي إلى جميع أنحاء العالم، مقترحًا على جميع المستخدمين أن يقوموا بزيارة أحد مدوناتي. وهو ما حدث بالفعل، حيث قام الآلاف بزيارة المدونة، الأمر الذي تسبب في تجميدها، ثم اضطر المسؤولون في موقع quot;لايف جورنالquot; إلى إغلاقها مرة أخرى، ثم حدث الشيء نفسه مع فايس بوك وتويترquot;.
وبحسب الخبير الأمني في فايس بوك ماكس كيلي، فإن هذه الهجمات قد استهدفت شخصًا واحدًا، وهو مدون جورجي quot;له مدونة أيضًا في لايف جورنال كما يبدو وهي منصة تدوين مشهورة جدًا في روسيا وكثيرة الاستعمال هناكquot;، مشيرًا إلى أن اسمه المستعار في تويتر هو Cyxymu، وقال كيلي :quot; لقد كان هذا الهجوم من النوع المتزامن عبر عدد من المؤسسات التي استهدفته بغرض إسكات صوتهquot;. وفي النهاية، ختم سيكسيمو حديثه للصحيفة بالتأكيد على أنه بدأ مدونته كوسيلة لتوحيد الأشخاص ذوي الأصول الجورجية والذين كانوا يعيشون في سوخومي، لكنهم أُجبروا على المغادرة كلاجئين في عام 1993 عندما انفصلت أبخازيا عن جورجيا. وقال :quot; عندما بدأت الحرب في أوسيتيا الجنوبية العام الماضي، لم أستطع تجنب الانجرار إلى السياسةquot;.
التعليقات