أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت دراسة مسحية كبرى تم إجراؤها مؤخرا ً في بريطانيا عن أن مواقع وشبكات التوصل الاجتماعي التي تُستخدم على نطاق واسع حول العالم أدت إلى تحول مجتمع المستخدمين إلى أمة من الانطوائيين المنعزلين ! - كما أزاحت تلك الدراسة النقاب عن أنَّ أكثر من نصف الأشخاص البالغين الذين يستخدمون مواقع من بينها ( الفيس بوك وبيبو ويوتيوب ) قد اعترفوا بأنهم يقضون وقتا ً أطول على شبكة الإنترنت من ذلك الوقت الذي يقْضُونه مع أصدقائهم الحقيقيين أو مع أفراد أسرهم.

وأظهرت الدراسة أيضا ً أنهم يتحدثون بصورة أقل عبر الهاتف، ولا يشاهدون التلفاز كثيراً، ويلعبون عددا أقل من الألعاب الكمبيوترية، ويبدأون في إرسال كم أقل من الرسائل النصية وكذلك البريدية. وقد اعترف نحو 53 % من الـ 1600 شاب الذين شاركوا في تلك الدراسة المسحية، التي تعد الأضخم من نوعها في بريطانيا، بأن شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت تسببت بالفعل في تغيير أنماط حياتهم. وقال الناطق باسم شركة مينتيل ndash; Mintel- لأبحاث السوق التي أجرت الدراسة أن quot;بريطانيا تحولت بلا شك إلى أمة من مدمني الفيس بوكquot;.

ووجد التقرير المسحي أيضا ً أن مجال التواصل عبر مواقع وشبكات التعارف الموجودة على الإنترنت تحظى بقطاع جماهيري عريض في المملكة المتحدة أكثر من أي مكان آخر في العالم.

وكشفت الدراسة عن أنَّ نصف مستخدمي الإنترنت في البلاد هم أعضاء في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة ً بـ 27 % فقط في فرنسا، و 33 % في اليابان، و40 % في الولايات المتحدة. وتوقعت مينتيل من جانبها أيضا ً أن تعمل الأزمة الاقتصادية الراهنة على زيادة جماهيرية تلك المواقع. وتابع المتحدث باسم الشركة قائلا ً :quot; يقضي المستخدمون شديدو الولع بتلك الشبكات كميات متزايدة من الوقت على شبكة الانترنتquot;.

كما قال واحد من بين خمسة مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي إنهم يفحصون المواقع باستمرار للاضطلاع أولا ً بأول على الرسائل الجديدة التي تصلهم على الحساب الخاص بكل منهم، واعترف واحد من بين كل عشرة مستخدمين أنهم أضافوا فردا ً ليس معلوما ً لديهم ضمن قائمة أصدقاء الإنترنت.

أما دافيد سمولوود، خبير الإدمان في عيادة الدير في العاصمة البريطانية، لندن، فقد وصف نتائج تلك الدراسة بـ quot;المقلقة للغايةquot;. وأضاف قائلا ً :quot; أعتقد أن تلك الشبكات ستؤدي إلى عزل الأشخاص أكثر وأكثر. وستتمكن من الشعور بأن عليك أن تكون حذرا ً في تعاملاتك مع الأشخاص نظرا ً للطريقة التي يسير بها المجتمع خلال هذه الأثناء. ولن تعمل مواقع التواصل هذه إلا على زيادة تلك المشاعر سوءاً. كما ستقل لدينا المهارات الاجتماعية، وسوف تتدنى معدلات التواصل في ما بيننا بصورة أكبر وأكثر وضوحا ًquot;.

قسم الترجمة: أشرف أبو جلالة