إيلاف من الرياض: خالد الطراونة شاب أردني، مثل آلاف الشباب من أبناء الأردن الذين حصلوا على تعليم جيد تتميز به بلادهم، يعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني في واحدة من الشركات الكبرى في المملكة العربية السعودية، كشف لـ"إيلاف" عن رؤيته الخاصة التي يمكن تعميمها على ملايين الشباب في الأردن، فيما يتعلق بحالة الحماس المفرط المثير للجدل مع منتخب "النشامى" المتألق في بطولة كأس العرب، وهو حماس بلغ حد الإشتباك السوشيلاوي من جماهير الأردن مع جماهير المنتخبات العربية الأخرى، ليتحول المشهد الكروي إلى حالة أقرب إلى التوتر منها إلى المتعة الكروية.
الطراونة قال:"هذه أول مرة في تاريخنا وتحديداً خلال السنوات الأخيرة نشجع أنفسنا، ونؤمن أن لدينا كرة قدم حقيقية، ومنتخب قوي يمثلنا، بعد أن ظللنا لسنوات نشجع الجيران ونفتخر بهم وكأنهم يمثلوننا.. شجعنا العراق في بطولة آسيا عام 2007، وشجعنا السعودية في جميع مشاركاتها المونديالية، ووقفنا في ظهر مصر في سيطرتها على القارة الافريقية في بطولات الامم في عهد المدرب حسن شحاتة واللاعب أبو تريكة، والآن لماذا يبخل علينا بعض الأشقاء العرب بالدعم ويرفض بعضهم الاعتراف بتألقنا".
وتابع :"على أي حال أنا لا أتفق في تجاوز هذا الحماس حدود احترام الجميع من منافسين أو جماهير، ولكن شريطة أن تمنحوا المنتخب الأردني حقه في الإشادة وحقه في الاعتراف به حالياً، كل ما نريده هو الاحترام لمنتخبنا، حتى إذا لم يبادر هذا البعض إلى تشجيعنا".
الحالة الأردنية بالغة الحماس في بطولة كأس العرب المقامة حالياً في الدوحة، أسفرت عن أعلى معدل حضور جماهيري في البطولة للجماهير الأردنية، وعن سلسلة انتصارات متتالية لمنتخب الأردن، مع أداء هو الأكثر توهجاً في البطولة بعد الفوز على الإمارات والكويت ومصر في الدور الأول، ثم تجاوز العراق، والسعودية لبلوغ المباراة النهائية أمام المنتخب المغربي، حيث يقام النهائي المرتقب الخميس.
الشغف يتحول الى اشتباك سوشيلاوي
الإلتفاف الكبير للجماهير الأردنية، والإعلام الأردني، ومنصات السوشيال ميديا حول منتخبها، أسفر عن تقدمه بثبات في مباريات كأس العرب، ولكنه في نفس الوقت أفرز نوعاً من الإشتباك بين جماهير ورواد منصات التواصل الأردنيين، مع الجماهير العربية، كما حدث عقب مباراة مصر على سبيل المثال، فقد اتهم الأردنيون نظرائهم في مصر بالتعالي وعدم الاعتراف بفوز النشامى بثلاثية، وأن هذا الفوز يعكس تفوقاً أردنياً واضحاً، فجاء الرد المصري، أن منتخب مصر مجرد منتخب رديف لا علاقة له بمنتخب مصر الذي يضم صلاح وموموش وتريزيجيه ومصطفى محمد وغيرهم من نجوم مصر الكبار.
وامتد الاشتباك الأردني مع الجماهير العربية ليصل العراق، في ظل التوتر القائم بين جماهير البلدين في الأساس سواء أثناء كأس آسيا أو تصفيات المونديال، وامتدت المناوشات السوشيلاوية إلى السعودية، عقب الفوز الأردني بهدف على منتخب السعودية في موقعه قبل النهائي، حيث خرج الحارس الأردني أبو ليلى ليتحدث بطريقة أثارت الرأي العام العربي ضد سالم الدوسري واتهمه بالتعالي والغرور على لاعبي الأردن، مما أشعل اشتباكاً بين جماهير البلدين عبر منصات التواصل الإجتماعي، واتهم سعوديون الحارس الأردني بأنه تعمد إثارة الرأي العام الكروي العربي ضد النجم السعودي سالم الدوسري.

وفي الساعات الأخيرة، ظهرت ملامح توتر جماهيري "عبر السوشيال ميديا" بين جماهير الأردن والمغرب، فقد رفض جمهور وإعلام الأردن النغمة المغربية التي تقول إن بصمات المدرسة التدريبية المغربية هي التي تصنع تألق الكرة الأردنية، وهي حقيقة ولكن رفض الأردنيون الإصرار المغربي على تكرارها.
وقال الإعلامي الأردني محمد عواد، إن هناك جماهير وإعلام بلد عربي معين يتعمدون الحديث طوال الوقت عن فضلهم على الكرة الأردنية بسبب المدرب الذي أتى من هذا البلد لتدريب الأردن، وأضاف :"نحن لا ننكر فضل هذا المدرب ولكن تكرار الحديث عن هذه النقطة يبدو وكأنه يسلبنا حقنا في الشعور بالفخر تفاعلاً مع جيل كروي أردني رائع".
انقسام.. منتخب الأردن"صدفة" أم ظاهرة؟
انقسم الرأي العام الكروي العربي بشدة في التفاعل مع ظاهرة المنتخب الأردني، فهناك أغلبية تشعر بالذهول وتتجاوب بشدة وبمشاعر فرح واضحة مع التوهج الكروي الأردني، انطلاقاً من أن منتخب النشامى في آخر عامين فقط تمكن من:
- الوصول لنهائي كأس أمم آسيا
- الوصول لنهائي كأس العرب
- التأهل إلى كأس العالم.
وهذا هو الدليل الأكبر على أن منتخب "النشامى" ليس مجرد صدفة، بل هي تجربة كروية إدارية ناجحة بكل المقاييس.
وفي المقابل هناك من يقول إن منتخب الأردن يعتمد على الحماس دون قدرات كروية أو مهارية، حيث قال مغرد :"للأمانة منتخب عادي وكأس العرب ليست معياراً أبداً، الأردن أمام أول اختبار حقيقي في مواجهة العراق ما عمل أي شيء ولا صنع فرص ولا تسديدات إلا ركلة الجزاء، و أمام السعودية 90 دقيقة كاملة في الدفاع، هذي هي الحقيقة لا غير".
وما بين معجب بالتوهج الكروي الأردني وهم الأغلبية، وبين هؤلاء الذين يرفضون الاعتراف بأن منتخب الأردن أصبح من بين الأفضل عربياً وقارياً، تظل تجربة النشامى مثيرة ومدهشة، وباعثة على حالة من الشغف والحماس الذي يدفع الآلاف من عشاق كرة النشامى في الداخل الأردني وخارجه إلى الرد بقوة على أي أصوات تقلل من شأن الكرة الأردنية، ويظل الآلاف في منطقتنا في حالة من الدهشة من تجاوز حماس البعض من جماهير الأردن في العالم السوشيلاوي حدود المقبول باعتبارها لعبة ترفيهية وليست كرامة وطنية في نهاية المطاف.























التعليقات