ترجمة الفصل الحادي عشر من كتاب رامان سلدن Raman Selden:-
Practicing Theory
Reading Literature

ثمة تفسيرات عديدة بشأن تردد هاملت، كثير منها معقول، على سبيل المثال يمكن المجادلة بأن عنده وازع أخلاقي عميق فيما يخص الانتقام، وذلك يماثل الإدانة المسيحية الرسمية له كفعل غير أخلاقي. وبشكل اختياري فرض أن هاملت لديه بالفطرة طبعٌ "تأملي": أي أنه يميل "للفكر" أكثر من الفعل. الاحتمال الثالث: هو انه سوداوي بطبيعته ويعاني من أفكار مُشتتة عن الانتحار وأفكار سوداء عن الخبث الإنساني، وكل هذا جعله عاجزاً ومنعه من الفعل. وفي هذا الفصل سأدرس التفسيرات ذات الطابع النفسي.إعتقد سيجموند فرويد أن أسطورة أوديب تعبر ببصيرة ثاقبة عن مرحلة مهمة من التطور النفسي للمخلوقات بشرية. لقد إقترح أن كل الاولاد يمرون بمرحلة في طفولتهم يرغبون فيها قتل أباءهم والزواج من امهاتهم. هذه الرغبة لا واعية لكن تأثيرها ليس أقل واقعية. إنها تميز مرحلة مبكرة في تطور الطفل نحو البلوغ الجنسي. حتى أنذاك يكون الطفل - في المرحلة ما قبل الأوديببيه - قد وجه نحو الام فقط. في المرحلة الجديدة يصبح الأب غريماً في عواطف الأم وحبها. والخوف من "الخصاء" يجبر الإبن على التخلي عن رغبته المحرمة تجاه الأم (كل ذلك في اللاوعي). والآن يتماهى الإبن مع الأب وينتبه له كقدوة اكثر من غريم. وبهذه الطريقة يتم الإنتقال لفترة البلوغ ولهوية الذكر البالغ. على كل حال كما أظهرت دراسات الحالة الكثيرة التي قام بها فرويد فإن مرحلة الأوديبية لا يتم تجاوزها تماماً لأن التخلي عن حب الأم يتم فقط بكبت الغربة اللاواعية. والرغبات المكبوتة لا تغادرنا أبداً: إنها تظل كاملة تنتظر لحظات الأزمة في حياة البالغ. بكلمات أخرى ثمة ثمن للبلوغ الناضج. وإذا لم يتم التغلب على عقدة اوديب بنجاح فإن الإبن سيظل محتفظاً بحب مرضي وسيجد من الصعب الانتقال للحب الطبيعي [ المتبادل بين الجنسين ].
إن صلة نظرية فرويد عن عقدة اوديب بهاملت واضحة بشكل جيد،فرويد نفسه كان اول من أشار اليها في"شخصيات سايكوباثية [ مريضة نفسياً ] على المسرح" (1905)، الفن والأدب، صفحة 119 - 127). يجادل فرويد بأن هاملت مثل كل الذكور البالغين يجب أن يكون قد مر بالمرحلة الاوديبية وكبت بشكل فعال مشاعره الأوديبية ولكن أزمته حدثت في حياته - وجعلت رغباته المكبوتة تطفو ثانية على السطح - هي التي أبطلت كلياً قدرة هاملت عن الفعل. وهاملت غير واع لهذا الصراع الضار داخل نفسه لكنه يكشف عن وجوده للجمهور من خلال أعراض معينة في سلوكه ولغته. في عمله المشهور" هاملت واوديب " (1949). يطور أرنست جونز تناول فرويد المختصر للمسرحية. يخمن جونز ان هاملت كبت مشاعره الاوديبية في فترة بلوغه بنجاح بالغ حتى ان إعجابه وحبه ولوالده كان أكثر بروزاً في عواطفه البنوية. وقرب بداية المسرحية يسمع هاملت من الشبح ان واله قتل. هذا التحقق لرغباته الطفولية مبكرة (قتل والده) - والتي كبتت بالكامل - تبعث فجأة فيه " أفكار" أوديبية عن السفاح وقتل الأب. وفي قراءته للمسرحية يفسر جونز تردد هاملت بمصطلحات نفسية. يماهي هاملت نفسه مع كلوديوس لأنه فعل الشئ ذاته الذي رغب الإبن بلا وعي فعله. إن مشاعره المذنبة (التي عبر عنها الشبح) تدفعه للإنتقام من كلوديوس لكنه يتوقف لأنه في قتل كلوديوس سيقتل نفسه. وتسلط تاملات فرويد وجونز الأضواء بشكل مفيد على التغيرات النفسية الدرامية لكن ينقصها التركيز على النص. هل الممكن أن نطبق مباشرةً مفاهيم التحليل النفسي على النص نفسه؟.
إن الملمح الأساسي في سلوك هاملت الذي يتطلب التفسير هو ما يدعى جنونه. المشكلة انه برغم تصريحه بنواياه (لهوراشيو) إنه سيتخذ " الطابع التهريجي"، فإن ثمة مشاهد في المسرحية يظهر فيها هاملت فعلاً مخبول (خاصة في مقابلاته أوفيليا خلال مشهد حفاروا القبور حين يواجه لرتيس). قد يكون من غير الممكن أن نقرر إذا كان خبل هاملت حقيقياً أم لا في بعض أجزاء المسرحية، على كل حال السؤال ما زال قائماً - ما نوع هذا الجنون (سواء مفترض أو حقيقي)؟ أي أخذ بالحسبان بجنون هاملت - والذي يقلص الأنماط الفريدة والجديرة بالاعتبار لخطابه الى مرض عادي (سوداوية) - ستنقصه قابليته للإقناع. قد يضيف المرء انه ليس من السليم ان نعامل سلوك هاملت المعروض علينا بأنه بأحد المعاني طبعه الفطري. بالإضافة لذلك أن لديه أسباباً مباشرة ليكون سوداوياً وأيضاً يخبرنا بجلاء إنه سيتصرف عمداً بشكل شاذ. ربما ما زال علينا آن نبقى الإحتمال قائماً بأنه كان أصبح فعلاً مخبول في مواقف معينة خلال المسرحية.
ثمة مغزى أبعد مدى لكلماته لهوراشيو (الفصل الاول، المشهد الخامس) يجدر بنا أن نؤكد عليه. أنه يصرح إنه سيتحدث بإسلوب مريب وغامض [ يحمل أكثر من معنى ]. هذه الناحية من جنونه علاقتها ضعيفة "بالسوداوية ".وكما سنوضح لاحقاً فإن الانواع الأكثر حداثة من النقد التحليلنفسي تُعامل خصائص التلاعب والخداع للغة كدليل على الطبيعة المضطربة والمتدهورة للشخصية. وقد خلق شكسبير شخصيات اخرى عديدة مغرمة بالغموض والتوريه،بخلاف الكتاب الإليزابيثين الذين إستطابوا التوريه الجديدة. وتلاعب الكلمات لمهرجي شكسبير غالباً ما كان يأخذ شكل تضليلهم للآخرين لأغراضهم الخاصة. وثمة شئ ما هدام في الإستعمال المتدهور للغة. إنه غالباً يستعمل ليكشف عن حقائق ترفض اللغة العادية تمييزيها. ومن كل شخصيات شكسبير فإن هاملت كان المضلل
[ من خلال التورية ] الضليع. وقد أدرك قوتها حين اشتكى من إستعمال حفار القبر لها ضده: " علينا أن نكلمه بأضبط الألفاظ [ بشكل غير غامض] والا قضى علينا اللبس والإبهام". إن تورياته الخاصه به تربك أو تحير اوز تثير غرترود وكلوديوس وأوفيليا روزنكرانتيز وغلدنسترن. على كل حال فإن من وجهة النظرية التحليلنفسية علينا أن نضيف أن نتلاعب هاملت بالكلمات ليس فقط يقلل من وضع الأشخاص الآخرين لكن - الأكثر أهمية - انه يكشف على الأفكار اللاواعية لدى هاملت.

يُلاحظ بولونوس تلاعب هاملت بالكلمات ويعلق على الترابط بين الجنون والمهارات اللغوية: "ما املأ اجوبته في بعض الأحايين ! فيها براعة كثيراً ما تتفق بالجنون ". على كل حال فإن جنون أوفيليا - والذي يقودها للثرثرة على التبتل المفقود والهروب - لا يشمل هذا التلاعب الماكر بالكلمات. إن السيد الذي يخبر جرترود بخبل اوفيليا يؤكد بشكل بارز على حديثها المتقطع..

[هي] تضرب برجلها الهباء غضباً، وتقول أشياء غير يقينية
لا تنطوي على أكثر من نصف معنى.كلامها لا شئ
بيد أن اللاتماسك فيه يحدو
السامعين الى الاستتباط: فإذا يستهدفون المعنى
يرقعون الألفاظ لتتففق وأفكارهم.
وألفاظها بغمزاتها وإيماءاتها وهزت رأسها
تجعل المرء في الحق يعتقد بأنها تحمل فكراً
قد يخلو من التحديد...

(الفصل الرابع،المشهد الخامس،6-13)

إن نموذج التواصل الشفهي الموصوف هنا هو نقيض لنموذج هاملت. في حين انه يستلم رسائل [ شفوية ] يفسرها ويردها بشكل مغاير من خلال التورية، فإن حديث اوفيليا عبث، وينقص كلماتها الترابط وتتطلب من المستمعين تجميعها معاً لتشكل عبارة ذات مغزى. إن حديث اوفيليا يتطلب من مستمعيه أن يعملوا بنشاط لتفسيره بينما حديث هاملت هو تفسير قوي لحديث الآخرين. إن حديثها تملأه بالفجوات التي تتطلب سدها. لكن حديث هاملت يضاعف المعاني ويشبه ما يسميه بارت "النص المكتوب " الذي يشجع تعدد التفاسير. هذا التعدد للمعاني يجعل من الممكن فك شفرات من رسائل العقل اللاواعي لهاملت.
الحوار التالي بين هاملت وكلوديوس يبين كيف من الممكن أن يكون تلاعب هاملت بالكلمات قاطعاً:

الملك: كيف حال إبن اخي؟
هاملت: ممتازة والله ! طعامي طعام الحرباء: آكل الهواء
محشواً بالوعود، حتى الفرخة لا تستطيع إطعامها كذلك
الملك: إني أنكر هذا الجواب يا هاملت. هذه الكلمات ليست لي.
هاملت: ولا لي...

(الفصل الثالث، المشهد الثاني 92-96)

يقترح هاملت أن الكلمات حين ينطقها المرء تنزع فوراً ملكيتها منه. وإنها تستطيع التملص من سياقها ومقصدها الأصلي وتستعمل لأغراض أخرى، وهذا يعني انها على الرغم من تلاعب هاملت بالكلمات يعطيه سلطة على الآخرين فإنها في النهاية ليست تحت سيطرته. يقول الفرويدي أننا حين نبتدع نكات او توريات -ونتحدث بغموض - فإننا نسمح للأفكار اللاواعية بالتعبير عن نفسها أي أنا نسمح برفع مؤقت للرقابة المفروضة عبر التقاليد والقيود المتحضرة العادية. وغالباً ما لوحظ أن هاملت يبدو مهووساً بالجنس. وقد أذكى زواج أمه المحرم لكلودياس اشمئزازه. هل تلاعب هاملت بالكلمات يتعلق بعقدة اوديب؟ هناك مثالين مبكرين للتورية يركزان على مسألة القرابة.

الملك: والآن يا هاملت، يا إبن أخي وإبني؟
هاملت (جانباً): أقرب من القربى وأبعد من الخلف.

(الفصل الاول،المشهد الثاني 64-65)

وتشتكي غروترود من أنه ما زال يبحث عن أب نبيل في التراب.

الملكة: هاملت، لقد أسأت كثيراً الى أبيك.
هاملت: أماه، لقد أسأت كثيراً الى أبي.
الملكة: إنك تجيب برسائل الهذر واللغو.

(الفصل الثالث،المشهد الرابع، 8-10)

يصرح هاملت انه لا يستطيع ان ينسى أنها زوجة أخ زوجها. هذا الكلام عن الاضطراب في العلاقات اللائقة للقرابة يركز على السفاح. إن المضاجعة الجنسية بين زوجة وأخ زوجها من الممكن إعتبارها كسفاح، في هذه الفترة يشير كلوديوس لغرترود بقوله صراحة “ التي كانت زوجةً لأخينا والتي هي الآن ملكتنا“ إن كلوديوس أكثر من مجرد قريب (إبن عم أو خال)، لقد أصبح قريباً حميماً بشكل مزعج بزواجه بامه، وحتى “ أبعد من خلف “ (ليس والده الحقيقي الذي قد يحس تجاهه روابط عميقة أساسها الشعور العائلي). إن لغة هاملت “العقيمة “ (التورية) تماثل هاملت الكبير وكلوديوس (“ أبيك “ / “أبي “)، هكذا يجذب الإنبتاه للإختلاف، لكنه أيضاً يكشف عن الاختلاف، لكنه أيضاً يكشف عن الشك بوضع هاملت كذات لها جنس (يستعمل المصطلح ذات في النظرية النقدية المعاصرة ليعبر عن "الشخص الأول " انا) إن هوية هاملت الكاملة كذات مذكرة تعتمد على كبته الناجح لرغباته الأوديبية. هذا الكبت الآن الآن يمر بعملية رفعه وتبدده ويصاحب نتائج مدمرة.إن إنشغال هاملت بالسفاح يرتبط بإهتمامه الهوسي العام بالجنس. وإشمئزازه من زواج غرترود المحرم يدفعه أن يرى الجنس كله بدئ ومريض وخاصة إن تعلق بأوفيليا وأيضاً أعبر عن إشمزازه بتلاعب بالكلمات: أأضطجع في حضنك؟... هل تعتقدي أني اعني مسائل تتعلق بالدولة country [ ry + فرج المرأةcunt ] “

هاملت: ما أجمله ظناً مضجعه بين سيقان الفتيات
أوفيليا: ماذلك يا مولاي؟
هاملت: لا شئ

(الفصل الثالث، المشهد الثاني،119-110)
إن التلاعب الغريب لهاملت بالكلمات يشمل بعد ينيره التحليل النفسي. كما يشير المحررين أن عبارة "لا شئ "قد تعني “ نقص الشئ الذكوري “ او" الصفر" O الذي يمتد بين ساقي البنت. وثمة فقرة يحتمل أن يكون لها علاقة هي تلك التي يربك فيها هاملت كلٍ من روزنكراتنز وغلدنسترن بتلاعب الكلمات. حين يسأل أين الحثة (جثة بولونيوس) يجيب هاملت “ الجثة مع الملك لكن الملك ليس مع الجثة فالملك شئ - “ وحين يسأل غيلدنسترن “ شئ يا مولاي “ يجيب هاملت “ من لاشئ “ (الفصل الرابع،المشهد الثاني - 26-29).كلوديوس لديه “ شئ “ ذكوري الذي يتمنى هاملت ان يخصيه ويجعله لا شئ، يشتكي هاملت (الفصل الثالث، المشهد الرابع 101،103) الى غروترود ان الملك إستولى على “ تاجاً غالياً "(أخذ الشئ) وأنه “ ملك من مزق ورقع “ (صورة تمثل الخصاء) على النقيض من الصورة الكاملة عن الرجل التي كانت لوالده.
النقد التحليلنفسي الحديث لا يقبل الطريقة التي عالج بها فرويد وجونز الشخصية كأنها شخصيات حقيقية. الشئ الوحيد التي يمكن للتحليل النفسي دراسته وفقاً للمنظر الفرنسي جاك لاكان هو “ "النصية بحد ذاتها - الخطاب الذي قد تكمن طياته علمية اللاوعي. يقول لا كان بأن الذوات الإنسانية تمر بأوضاع داخل نظام -تشكل مسبقاُ- من الدوال (أم - أب - إبن - إبنة) التي تستيطع العمل فقط داخل نظام لغوي،إن حواافز اللبيدو (الشرجية والفمية وغيرها) في فترة الطفولة تقمع تدريجياً برادع قانون الأب الذي يرتبط بشدة بالدخول للمرحلة الرمزية للغة. على كل حال فإن الرغبات المكبوتة لا تغادرنا، وكبتها يحافظ بشكل دائم على ذات منفصلة. وتظهر عمليات اللاوعي فقط في الأحلام، والنكات وزلات اللسان وهلم جرا. ولا كان في مقالته الغامضة لكن الحافزة أيضاً “ الرغبة وتأويل الرغبة في مسرحية هاملت “ (1977،11 - 52) يُجادل أن تلاعب هاملت بالكلمات ذو أهمية بشكل عميق لفهم البعد النفسي للمسرحية."
إحدى وظائف هاملت أن ينشغل بعمليات دائمة - من التورية والتلاعب بالكلمات والعبارات ذات الوجهين [ أحد الوجهين بديئاً ] وذلك ليتلاعب بالغموض. لاحظ أن شكسبير يعطي دوراً هام في مسرحيته لتلك الشخصيات المسماة بالمهرجين، مهرجي البلاط الذين تسمح لهم مناصبهم أن يكشفوا عن أكثر الدوافع كموناً، عن ميزات الشخصية التي لا يمكن مناقشتها بصراحة بدون إنتهاك لقواعد السلوك اللائق إنها ليست مجرد مسألة وقاحة أو إهانات. ما يقولونه يتأتي أساساً عن طريق الغموض والاستعارة والتوريات والصور المعقدة والحديث المتكلف - تلك البدائل للدوال التي شددت على وظيفتها الهامة. تلك البدائل للدوال تعير مسرح شكسبير إسلوب ولون معين هو أساس البعد النفسي. فعلاً هاملت بمعنى محدد يجب أن نعتبره إحد هؤلاء المهرجين.العقل اللاواعي يظهر نفسه فقط بأشكال مشوهة. ان رغبات هاملت المكبوتة أيضاً تطفو على السطح بهذه الطريقة. هو نفسه يصرح انه واع لشيء ما يجري داخله اكثر عمقاً من حزن سطحي: " غير أن في نفسي ما يعجز عنه كل مظهر" إن مظاهر الحزن الخارجية (الملابس السوداء،النواح،الدموع) تخفق في الدلالة عليه (الفصل الأول،المشهد الثاني، 83) الأشياء الوحيدة التي تدل عليه بصدق هي الدوال (الكلمات الفعلية التي ينطقها، متحررة من أي معاني ثابتة) إن هاملت يعرف ان زواج امه الثاني السريع من أخ زوجها الميت هو شئ مزعج وسئ بشكل مبالغ لكن ذلك يهزه داخلياً عميقاً حتى أن مناجياته الذاتية لا تقدر على رده تماماً للوعي.
لقد إخترت إتباع التعديل اللاكاني على نظرية فرويد لأنه يمكننا من تجنب التفكير في السيرة العائلية لهاملت او في معاملاته كما لو أنه شخص حقيقي. لا يمكننا أن نطلب من هاملت التمدد على سرير المحلل النفسي وإخبارنا عن مشاكله. بأية حال فاننا نستطيع إكتشاف أعراض مشاكله النفسية من الكلمات ذاتها التي يتلفظ بها في المسرحية. وتلاعب هاملت بالكلمات هي المنفذ للاوعيه. بالنسبة للاكاني ما كشفت عنه دراسة تورياته هو صدمة نفسية كامنة [ تعتمل داخله ] مصدرها عقدة أوديب. هذا النوع من النقد التحليلنفسي يستهدف الاعراض اللغوية لعمليات اللاوعي وبالتالي ينسجم مع التركيز النصي الذي هو غاية النقد الادبي المعاصر

ملاحظات:
-اعتمدت في ترجمة المقتطفات على ترجمة جبر ا إبراهيم جبرا لمسرحية هاملت.