ندي ndash; مدونة العشب : أسأل نفسي دائما , كيف يستطيع الكاتب الكتابة والنشر , ومن ثمّ ممارسة حياته الخاصة وسط الناس الذين يقرؤون ما يكتب. كيف يستطيع مواجهة انكشاف جوانب حميمة من ذاته أمام أناس لا يرتبط معهم بعلاقة حميمة , تجعل من هذا الانكشاف تواصلا
يحتاج الكاتب إلى كثير من القوة , والثقة بالنفس , كي يصمد أمام هذا , أمام قيود الآخرين , وتوقعاتهم , وبحثهم الدائب عنك وعن أنفسهم في نصوصك الاسم المستعار هو الحلّ , إنه يخفي هويتك , ويمنحك بذلك هامش حرية أوسع المدونات لا تعطيك الفرصة كي تختبئ فقط . إنها تمنح شيئا ثمينا آخر , تقدم لك فضاء لا عنوان له عندما أدخل إلى المدونات لأقرأ , لا يعنيني أبدا تصنيف الذي أقرأه ضمن الأشكال المعروفة , إنها كتابة , فقط كتابة ولكن الذي يحدث بعد فترة من إنشاء المدونة , أنك تجد نفسك وسط ما هربت منه . لا يعود الاسم المستعار ستارا يخفيك , بل يصبح اسم الكائن الذي كشفته مدوناته , واحدة بعد أخرى , يصبح لك عند جيرانك في التدوين هوية , يجعلها كل بوست جديد محددة وواضحة أكثر , ووجود هوية يعني وجود توقعات , يجب أن تضغط على أعصابك كي لا تجعلها تحدّ من حركتك كم شخصا ظل بعد أشهر من التدوين محتفظا بنفس التلقائية التي بدأ بها؟ كم شخصا عدل عن إدراج مدونة , لأنه اعتقد أن الآخرين -ربما آخرين معينين - سيعتقدون أنها رديئة او مكررة؟ أريد ان اكتب برداءة , وأريد أن أكرر نفسي ,أريد أن أدوّن لعشر سنوات , وأظل إلى السنة العاشرة , أفكر بهذا المكان بصفته مكاني الذي تسري عليه قوانيني , وأن بإمكاني إذا أردت أن أنزل مدونات فارغة
لزيارة المدون
التعليقات