جدل الحجاب والحرية الجنسية والأناشيد الإسلامية
متابعة - إسماعيل دبارة من تونس: ألقت أحداث غزّة بضلالها على حركة التدوين في المغرب العربيّ، فانبرى العشرات منهم يدلون بآرائهم و يتجادلون فيما بينهم عن الهجوم الإسرائيلي وأسبابه الحقيقية وما يترتّب عنه لاحقًا من تداعيات على القضيّة الفلسطينيّة برمتها وعلى الدول العربيّة كذلك، في حين رأى بعضهم الآخر أن نشر صور ضحايا الفلسطينيين ومقاطع الفيديو الدمويّة سبيل لنصرة أهل القطاع.
وتحدّث المدوّنون المغاربة عن معاناة صحافيي غزّة وظروف عملهم والوضع الإنساني في القطاع منتقدين بأشدّ العبارات ndash; تصل أحيانًا حدّ الشتم- مواقف الدول العربيّة المُشتّتة بين قطبين وكتبوا في عدد آخر من المواضيع الشبابيّة و الاجتماعيّة.
محمّد الطاغوصي من المغرب ، كتب عبر مدونات quot;إيلافquot; http://www.elaphblog.com/tarhoussi:quot; إن كانت إسرائيل تقود حربا بشعة خسرتها منذ البداية (سياسيا و دبلوماسيا), فان الدول العربية للأسف لم تقف بقوة بحجم المأساة و الإبادة التي تتعرض لها غزة, بل الأخطر من دلك أصبحت المصالح هي المحرك الأساسي في الدفاع عن القضية الفلسطينية بعيدًا عن كونها قضية إنسانية و قومية بالدرجة الأولى.
أما صاحب مدوّنة quot;نمشيها خطى كتبت عليناquot; http://www.elaphblog.com/ouadnoni
فاعتبر أنه ومهما كانت خلفيات مبادرة الدوحة فإنها على الأقل أطلقت في ظرف تبدو غزّة محتاجة إليه، السعودية ومصر يعلقان القرار العربي على قمة الكويت الاقتصادية، ودول عربية علقت قراراتها في مكاتبها ورفضت الحضور.ويتابع:quot; صراحة لا يزعجني أمام هذا الحابل والنابل وهذه المواقف سوى شعب غزة الذي تتساقط عليه الصواريخ من كل حدب وصوب، إنهم صامدونquot;.
النادي الجزائري للتدوينhttp://njt.maktoobblog.com/ أطلق منذ بداية الهجوم الإسرائيليّ على قطاع غزّة نداء مستعجلا لكل المدونين جاء فيه quot;ندعو جميع المدونين الجزائريين إلى الكتابة وفضح جرائم اليهود ومن يدعمهم بالموقف والسلاح والصمت وهذا أضعف الإيمان الذي يمكن أن يشارك به المُدون الجزائريquot;.
رشيد نيني من المغرب استهجن القيام بصلاة الغائب بعد صلاة الجمعة في كامل مساجد المملكة ترحما على أرواح الشهداء الذين سقطوا في غزة.و قال إنّquot; صلاة الغائب يجب أن تكون أيضًا على ضمائر القادة والزعماء العرب، وليس فقط على أرواح الشهداء الفلسطينيين، لأنه من العار أن يغضب ويهدد ويصف ما تقترفه إسرائيل في غزة بالبقعة السوداء في تاريخ اليهود والإنسانية رئيس دولة علمانية كتركيا، ويطرد رئيس دولة مسيحية كفنزويلا سفير إسرائيل من بلاده، بينما قادة الدول العربية لا يكلفون أنفسهم سوى المطالبة بوقف العنفquot;.
ابو عبد الله عمر العامري من الجزائر http://benlaiter.maktoobblog.com/ هاجم حزب الله اللبنانيّ و اعتبره حليفًا لإسرائيل وكتب: نعرف كيف دخل - ما سمي فيما بعد - حزب الله الإيراني جنوب لبنان في بداية الثمانينات و نعرف كيف تمكن هذا الحزب من دعم الشيعة في لبنان على حساب السنة زاعمين أن التمثيل الإسلامي أقل مما هو عليه التمثيل المسيحي. إننا جميعًا نعرف المذهب الذي عليه حزب الله و لو كان قتاله في سبيل تحرير القدس لكان بدأ بتحرير كربلاء التي في نظر الشيعة جميعا تحت احتلال ظالم .وكربلاء في عقيدتهم أعلى مكانة من مكة نفسها فما بالك بالنسبة إلى القدسquot;.
المدوّن رؤوف شبابيك http://www.shabayek.com/blog/ لم يهاجم الزعماء العرب ،بل اعتبر ذلك quot;خطأ تكتيكياquot; على حدّ تعبيره وقالquot;خرج الجميع وسب وشتم وقدح وخاض في أعراض الزعماء العرب، لكن، وبعد أن تضع الحرب أوزارها قريبا ونبدأ في إزالة آثار العدوان، ستحتاج غزة إلى أموال طائلة لتعود كما كانت، ولتدور عجلة الحياة فيها، فمن أين؟ إن هؤلاء الزعماء هم من بأيديهم الأموال التي ستساعد على إحياء مدينة غزة، وهم من بأمرهم تفتح المعابر وتغلق، رضينا أم غضبنا، ولهذا يجب أن ننظر إلى بعيد، ننظر إلى المستقبل ونخطط لهquot;.
قناة الجزيرة القطرية و تغطيتها quot;التعبويّةquot; خلال أحداث غزّة على حدّ تعبير عدد من المدونين لم تسلم من النقد، واتهمها المدوّن التونسيّquot; trap boyquot; بالإكثار من quot;تحاليل الشيوخ ورجال الدينquot; و استنادا إليه فإنّ الجزيرة quot;تمهّد إعلاميّا لانقلاب إسلامي يبدأ من مصر وينتشر لبقيّة الدول نظرا لتلاعبها بمشاعر المشاهدين وتوظيف المعلومة لضرب أطراف معيّنة وتقوية أطراف أخرىquot;.
صاحب مدوّنة أفكار ليليّة http://tareknightlife.blogspot.com/ قال إنّ إسرائيل تخوض حربًا إعلامية خاسرة quot;لا يمكن أن تربحها ببعض الكتاب في quot;إيلافquot; و quot;شفاف الشرق الأوسطquot; أو بعض الصبية في مجموعات تتعلق بأوساط عربية على شبكة quot;فايسبوكquot; أو المعلقين العسكريين الناطقين بعربية مخنوقة في الفضائيات العربية... الإسرائيلي يعرف جيدا أين يجب أن يركز قواه، تحديدا في المجال الغربي.. المشرف على العملية الدعائية الإسرائيليةquot;.
غزّة و إن كانت الموضوع الأهم للمدونين المغاربة خلال الأيام الماضية ، إلا أنّها لم تمنع بعضهم من الخوض في قضايا عدّة و شائكة ، فصاحب مدوّنة quot;خواطر مسلم سابقquot; فتح نقاشا حول quot;الحجاب و الحرية الجنسية في العالم العربيquot; وكتب: quot;كانت مفاجأة بالنسبة إلي أن تكون أولى المنقّبات اللواتي تعرّفت عليهن و أكثرهن تحمّسا لتربية المساجد و للتنظيم، أي القاعدة كما يسمّونها في اليمن، أن تكون أكثر المتفتّحات إن جاز التعبير جنسيّاquot;.
ويرى quot;المسلم السابقquot;http://exmouslem.blogspot.com/ إنّ المحجبات اللواتي عرفهنّ مباشرة أو عن طريق أصدقاء يعشن حياة جنسيّة أكثر تفتحا وإثارة و ليس بالضرورة مع شباب ملتح أو متديّن. وهو لا يرى عيبًا في ذلك فهذا حقّهن. مبديًا تفهّمًا quot;لهنّ و لضغوط مجتمعاتهن الذكورية المريضة وهوس الرجال حولهن بالحجاب و قشور التدين و تحويل حياتهن لجحيم حتى يلبسن الحجاب، في مجتمع صار مفتوحا على العالم و على مجالاته الإيروسية المتعددةquot;.
وعبر مدونات quot;إيلافquot; كتب عبد العزيز راجل عن الأناشيد الإسلامية التي تعمّ أرجاء العالم العربي وقال:من خلال هذه التسمية نلحظ إلباسًا لهذه الأناشيد صفة الإسلامية أو الدينية وهذا يعني أن ما عداها من الأغاني عموما غير ديني ومن خلال المركب الإضافي يتم إضفاء صفة الإقصاء والطائفية عليها وكان بالإمكان ترك لفظ الأغاني وحدها وتلف طبعا برؤية إسلامية عندئذ تصبح العبرة بالمعاني وليس بالمباني.. فالهاجس الدعوي، جعل الأنشودة عوض أن تطرب وتعرض له الفائدة في صيغة بديعة وتروح عنه، نجدها تحولت إلى الأغاني القديمة، لتستمد منها الكلمات والعبارات والمعاني، وتصاغ في قالب عصري أفسد المعنى الأصيل لهاquot;.
التعليقات