72 % من الشباب الكويتي لدفع المهر !
كونا: كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن هناك رؤية اجتماعية ناقدة لواقع المهور في المجتمع الكويتي، بسبب المغالاة في قيمة المهر وتكاليف الزواج نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية كونا ndash; أن الدراسة التي أعدها مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت د.فهد الناصر أن الرجال هم الأكثر تعبيرًا عن رؤية نقدية لواقع المهور في المجتمع الكويتي، مقارنة بالنساء وأنه من أهم القضايا التي تكون محل جدل بين أهل العروسين وقضية أساسية تشغل بال المقبلين على الزواج.
واستعرضت الدراسة التي حملت عنوان quot;القيمة الاجتماعية للمهور في المجتمع الكويتيquot; واقع المهور في المجتمع الكويتي والأهمية النسبية لقيمة المهور والآثار الاجتماعية لارتفاعها، مع الأخذ في الاعتبار الفروق بين الجنسين والمتغيرات الاجتماعية والثقافية ذات العلاقة المحتملة في هذه الجوانب.
المهر الأكثر تكلفة
وأفادت الدراسة التي أجريت على عينة قوامها 700 مواطن ومواطنة تراوحت أعمارهم بين 20 و56 سنة من مختلف المناطق في محافظات الكويت الست أن 78 في المئة من إجمالي العينة يرون أن المهور مرتفعة أكثر من اللازم و 4. 82 في المئة من العينة يرون أن المهر هو الجانب الأكبر في تكلفة الزواج بينما يرى 1. 38 في المئة منهم أن الفتاة الكويتية تهتم بالمهر أكثر من اللازم.
وأشارت إلى أن غالبية أفراد العينة أعربت عن إدراك يعكس عدم الرضى عن المهور، إذ أكد 7. 85 من الرجال مقابل 70 في المئة من النساء أن المهور مرتفعة أكثر من اللازم كما يرى 7. 72 في المئة من الرجال مقابل 1. 64 في المئة من النساء أن عددًا كبيرًا من الشباب يستدين من اجل دفع المهر. وأضافت أن 3. 62 في المئة من الرجال مقابل 7. 53 في المئة من النساء يرون أن الأسرة الكويتية تتشدد في مهور بناتها، فيما أكد 8. 75 في من الرجال مقابل 7. 64 في المئة من النساء أن معظم المهور يتم إنفاقها على الكماليات.
تفاخر في غلاء المهور
وأوضحت الدراسة أن أكثرية أفراد العينة تضفي على المهر المرتفع قيمة عالية، إذ ذكر 79 في المئة منهم أن الفتاة الكويتية تفتخر بالمهر المرتفع، كما قال ما يقارب 75 في المئة منهم إن قيمة المهر تحدد إتمام الزواج أو إلغاءه ولا يقتصر الافتخار بالمهر المرتفع على الفتاة وإنما يشمل أسرة الفتاة كما أكد ذلك 1.72 في المئة منهم.
ورصدت الدراسة عوامل داعمة لارتفاع المهور في المجتمع الكويتي، أهمها خروج المرآة للعمل، الأمر الذي أيده 6. 73 في المئة من إجمالي العينة يلي ذلك عامل تعليم بنسبة 43 في المئة ثم ضعف المعرفة بين طرفي الزواج بنسبة 6.42 في المئة فالمقارنة بين العائلات بنسبة3.39 في المئة وأخيرا صغر سن الفتاة بنسبة 3.39 في المئة. وأوضحت أن هناك نوعًا من الوعي الاجتماعي المشترك بين الجنسين في ما يخص مجمل الآثار الاجتماعية المترتبة على ارتفاع المهور في المجتمع الكويتي، إذ تراوحت نسبة القائلين بذلك بين 53 في المئة إلى 70 في المئة تقريبا.
الزواج بأجنبية أو عزوف
وأضافت أن من الآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك هي زواج الشباب الكويتي من غير الكويتيات يليه عزوف بعض الشباب عن الزواج ثم تأخر سن الزواج ثم التوتر بين أهالي العروسين والتأثير السلبي في العلاقة بين الزوجين وتوتر العلاقة بين الطرفين قبل الزواج وأخيرا كثرة الزواج السري والعرفي. وقال معد الدراسة د.فهد الناصر في لقاء مع quot;كوناquot; إن المقابل المادي الذي يتم دفعه مقابل الزواج وهو المهر يعتبر من التقاليد الثقافية المتعارف عليها وتأتي أهميته من كونه ليس مجرد جانب أساسي في الزواج فقط، بل لكونه يرتبط بقيم اجتماعية في مختلف الثقافات.
المهور أعباء ضاغطة
ورأى الناصر أن أهمية نتائج الدراسة تتمثل في التناقض البائن في القيمة الاجتماعية للمهور في المجتمع الكويتي فهناك إدراك للآثار الاجتماعية السلبية لارتفاع هذه المهور وهناك رؤية تنتقد واقع المهور باعتبارها أعباء أو عوامل ضاغطة على العروسين وأسرتيهما، وعلى الرغم من ذلك ما زالت هناك معتقدات وأفكار تضفي تقديرًا اجتماعيًا عاليًا للمهر المرتفع.
وأضاف أن المهور المرتفعة عندما تشكل أعباء وعوامل ضاغطة يمكن أن تستثير النزاع بين الأطراف وحينئذ توضع البذور الأولى لتوتر العلاقات الأسرية والقرابة، ومن ثم تصبح المهور عوامل غير مباشرة تسهم في التفكك الأسري أو اضطراب العلاقات الداخلية والخارجية للأسرة الكويتية. وقال الناصر إن هناك إمكانية لتخفيض المهر، على أساس أن معظمه ينفق في أمور مالية، إلا أن هناك صعوبات تواجه ذلك في ضوء ما ذكره أفراد العينة بشأن الاهتمام الزائد بالمهور سواء من جانب الأسرة أو من جانب الفتاة الكويتية.
ارتفاع المهر يدل على مكانة الفتاة
وأضاف أن ما يقارب ثلث العينة أفادوا أن المهر المرتفع يدل على ارتفاع مكانة الفتاة لدى الشاب، والواقع أن المهر المرتفع كثيرا ما يكون نتيجة لثراء العريس وقدرته على دفع مبالغ طائلة مهرا، من دون أن يعني ذلك بالضرورة ارتفاع مكانة الفتاة لديه. وأوضح أن الدراسة كشفت أن عمل الفتاة هو العامل الأول الداعم لارتفاع المهور، حيث أكد ذلك قرابة ثلاثة أرباع العينة وهذا يعني أن العمل يجعل المرآة أكثر تقديرًا للذات ومن ثم قد تنظر إلى المهر المرتفع على أنه يعكس هذا التقدير.
ثقافة وسطية بعدم المغالاة
واقترح الناصر في دراسته نشر ثقافة الوسطية وعدم التشدد في المهور والاستناد في ذلك إلى ما جاء في الشريعة الإسلامية بشأن المهر، كما يمكن أن يستند إلى معطيات الواقع الذي يؤكد الآثار الاجتماعية السلبية لارتفاع المهور في المجتمع الكويتي.
التعليقات