أكَّدت الممثلة السوريَّة، دانة جبر، لـquot;إيلافquot; أنَّها تعتز بعائلتها الَّتي قدَّمتها للفن، مشيرةً إلى أنَّ أدوراها تنتقيها بعنايةٍ شديدةٍ حفاظًا على إسم عائلتها وإحترامًا للدين وسعيًا منها لإثبات إسمها في هذا المجال.


دمشق: فنانة شابَّة تخطو بهدوء وتوازن نحو النُّجوميَّة الَّتي تستند إلى موهبة حقيقيَّة، وتعمل بجد ليكون لها اسمها على الخارطة الفنيَّة السوريَّة الَّتي كان جدُّها واحدًا من أبرز مؤسسيها، وعلى الرغم من إنَّها تنتمي إلى أرقى العائلات الفنيَّة في سوريا إلاَّ أنّْ إنطلاقتها كانت من الخليج فهي تعتمد على نفسها لإبراز قدراتها، وخلال العامين الأخيرين بدأ المشاهدون بالتعرف على ممثلة من طراز مختلف، وربما بدأت للتو رحلة استكشاف عميقة لهذه الموهبة من قبل المخرجين، وتؤكِّد الممثلة، دانة جبر، في حديثها مع quot;إيلافquot; أنَّها راضية تمامًا عمَّا وصلت إليه حتَّى الآن.

ماذا عن عملك السينمائي quot;دمشق مع حبيquot;؟
تبدأ حكاية الفيلم في الثمانينات وأجسِّد فيه فترة شباب بطلة الفيلم الفنانة، مرح جبر، وأنا موجودة بالفيلم لتمثيل شخصيَّة حبيبة البطل، ومشاهدي تقدِّم صورة الفتاة الرومانسيَّة، وهي محرِّك أحداث الفيلم الأساسيَّة بسبب الوعد الذي تقطعه لحبيبها قبل أنّْ يأتي الوداع، لتلتقيه ثانيةً في عمر الأربعين.

هل كان خيار ترشيحك للدور بناءً على الشبه بينك وبين خالتك الفنانة، مرح جبر، أم لأسباب أخرى؟
تمَّ ترشيحي بشكل بسيط وعفوي بخيار من مخرج الفيلم، محمد عبد العزيز، وربما لمعرفته بالصلة بيني وبين الفنانة، مرح جبر، وأنا لا أخفي بأنني أشبهها لذا أرى أنَّه من الطبيعي أنّْ يتم ترشيحي للدور، وأنا أتشرف بالتجربة كون الفيلم سوري، وبصراحة دعني أقول لك بأنني كنت سأغار كثيرًا لو سمعت بأنَّ هناك ممثلة أخرى ستلعب هذا الدور لأنَّ المنطق يقول إنني الأحق به، وأشكر المخرج محمد عبد العزيز لثقته بموهبتي.

في ظل ندرة الأفلام السوريَّة إلاَّ أنَّه لديك ثلاثة تجارب سينمائيَّة فهل تعتبرين نفسك محظوظةً؟ وما تعني السينما لك؟
السوريون هم روَّاد صناعة السينما، ولكن يجب أنّْ نبرهن للمنتقدين بأننا قادرين على التصدي للأعمال السينمائيَّة بعد وصول الممثل السوري إلى مرحلة الألق في مجال الدراما التلفزيونيَّة، وأتمنى تطوير هذه الصناعة بجدية، وأنا لا أعتبر نفسي محظوظة ولا أؤمن بالحظ أصلاً، فالنية والإيمان بالعمل والاجتهاده هم الأساس، وأنا دائمًا أتفرغ لأدواري وأعمل بالضمير الفني، ومسؤوليَّة عائلتي الَّتي أحمل اسمها هي من تقودني بالنهاية، وما سأضيفه للفن في سوريا هو المقياس.

ما رأيك بأعمال اللوحات بعد مشاركتك بمسلسل quot;بومب أكشنquot;؟
بدايةً أنا كنت أبحث عن هذا النوع من الإعمال لأنني أحبها لعفويتها، والكوميديا الَّتي فيها تغريني، وارتاح كثيرًا لنوعية الشَّخصيَّات الَّتي سأقدِّمها، ولأني أحببتها فأنا أقرأ كل شخصيَّة على حدا واجتهد عليها حتَّى أتمكَّن من خلق شيء جديد لها وتغييرها لأنَّ هناك الكثير من الفنانات المؤهلات لتجسيد الأدوار، كما إنَّ الممثل يجمع الكثير من الشَّخصيَّات ويتعامل معها في وقت واحد مما يجعله يتجنَّب التكرار والروتين في باقي الأعمال ويزيد من متعته.

رأينا أثناء التصوير بأنَّ المخرج يعيد تصوير مشاهدك أكثر من مرَّة فما هو السبب؟
نعملأنني أرتجل كثيرًا أثناء التصوير مما يسبِّب الإرباك للممثل الذي يقابلني حيث أكثر من الكلام الإضافي، ولأنَّه يعرف من خلال الورق أنَّ كلامي سينتهي فيبدأ هو ليفاجأ بأنني لازلت أتكلم مما يسبِّب الإعادة والتكرار أكثر من مرَّة، وأنا في أحيانٍ كثيرة أقوم بالاتفاق مع الممثل على الارتجال ولكنني في أحيانٍ أخرى أنسى الإتفاق معه.

بداياتك كانت بالدراما الخليجيَّة وبأدوار البطولة، والآن نراك على السَّاحة السوريَّة فما هي الأسباب؟
بصراحة ومند بداية دخولي إلى مجال الفن كنت أتمنى العمل ببلدي فهو الأحق بالنسبة لي، وقرار بدايتي من الخليج لم يكن بيدي حيث أنَّ فرص العمل كانت تأتيني من الخارج وكانت مغرية جدًّا من حيث مساحتها ومضامينها ولم تكن تشبه بعضها أبدًا، وبالتالي لم يكن هناك ما يوجب الإعتذار عنها، وهذه الأدوار هي الَّتي عرَّفت المشاهدين أكثر على دانة جبر، ولكن يبقى الحضور في الوسط السوري هاجسي الأوَّل خصوصًا من خلال تصوير الأعمال الإجتماعيَّة المعاصرة كي لا أكون منمَّطة فقط بأعمال البيئة الشَّاميَّة أو البدويَّة، وحبِّي للوسط ليس له حدود وعملي لا يتوقف عند نقطة معيَّنة، وبالنسبة إليَّ الإستمراريَّة هي الأساس وهي أهم من الشهرة، ودائمًا كلما زادت صعوبات الوسط الفني كل ما زادت حلاوته وطعمه ومتعته.

أنت من عائلة ليست غريبة عن الفن، ماذا يشكل quot;بيت جبرquot; لك، وبماذا أفادتك نشأتك في هذا البيت؟
أوَّلاً أنا أفتخر باسم العائلة الفنيَّة الكبيرة وكوني من هذه العائلة يعني أنني خريجة معهد تمثيل حيث عشت بأكبر مدرسة فنيَّة في سوريا وكنت أتتلمذ على يد جدي الفنان، محمود جبر، وأخذ دروس الفن منه، ومنذ طفولتي لم أكن بعيدة وغربية عن الوسط الفني وكنت أسمع النقاشات الَّتي تتم داخل العائلة حول الأعمال الفنيَّة، وأرى غالبًا كل الامور الفنيَّة وطرق التَّصوير من خلال زياراتي المتعدِّدة لأماكن التَّصوير خصوصًا مع خالتي الفنانة، مرح جبر، الَّتي اعتبرها quot;المعلِّمة الأولىquot; وكنت قريبة منها كثيرًا، ولشدَّة حبي وتعلقي بها أحببت المهنة أكثر وكنت أحلم أنّْ يأتي يوم من الأيَّام لأصبح ممثلة.

هل ستغيبين عن الوسط الفني مثل ما حدث لخالاتك ليلى ومرح جبر؟
أتمنى أنّْ لا يحدث الغياب فأناأسعى للإستمراريَّة في الوسط الفني وليست هناك أيَّة مؤشرات تجعلني أترك المهنة الَّتي أحببتها، لذا أحب أنّْ تأتيني الأدوار الَّتي أستحقها كي لا أبتعد عن الجمهور، أمَّا بالنسبة لخالاتي فأنا أحترم خياراتهن لأيَّ سببٍ كان، وربما أتى قرار الغياب لأسبابٍ شخصيَّةٍ منهن أو إنهن تعبن بعد وصولهن إلى القمة، وإمَّا الأدوار الَّتي عرضت عليهن لم تعد مناسبة لهن أو لأعمارهن وهو بالنهاية قرار شخصي يجب احترامه.

هل من موقف حصل معك وجعلك تندمين على دخولك عالم الفن ؟
مشكلة الوسط الفني أنَّه لا يوجد فيه حل وسطلدى المنتجين، فإمَّا أنّْ ترى منتجًا يعمل ليلاً نهارًا ليرتقي بالفن السوري، وبنفس الوقت ترى بعض المنتجين التُّجار الدخلاء على الفن، مما يجعل الفنان يمر بكثير من المواقف ويندم على الوقت الذي مرَّ وعلى الجهد المبذول على عمل معيَّن، وهؤلاء المنتجين لن يكملوا المشوار وفي النهاية لن يصح إلاَّ الصحيح، وعلى فكرة أنا أعزف وأرسم وأنا من النوع الذي يتفوَّق في كل المجالات لتكوين الإسم الذي يليق بـquot;دانا جبرquot; ولكني اخترت الأصعب لأنني أحب وأعشق تحدي الصعاب.

إلى أي مدى أنت مع الجرأة ؟
أنا جريئة ومستعدة لتقديم كل الأدوار والشَّخصيَّات البعيدة جدًّا عن دانة جبر الإنسانة، كما إنني جريئة لتقديم بعض الشَّخصيَّات الَّتي تسبقني بمراحل كثيرة عمريًّا وفكريًّا، أمَّا المشاهد الجريئة الَّتي تحمل إيحاءات جنسيَّةٍ، حتَّى الَّتي يعرف الجمهور أنَّها تخدم الدور، فأني أرفضها احترامًا للدين والمجتمع واحترامًا لإسم عائلتي الفنيَّة الَّتي أحس بمسؤوليَّة كبيرة تجاهها.

أين أنت من الخطبة والزواج؟
هذا الموضوع بعيد جدًّا عن أحلامي الحاليَّة وأنا مؤمنة بالنصيب والصدفة في هذا الموضوع، وحاليًا لا أفكر سوى بعملي.