أكَّد المنتج الموسيقي، محسن جابر، أنَّ الهدف من الدعاوى القضائيَّة الَّتي يقيمها ضد الفنانين هو الحفاظ على حقوق الملكيَّة الفكريَّة، مشيرًا إلى أنَّها غالبًا ما تنتهي بالتَّصالح.


القاهرة: أشار المنتج الموسيقي، محسن جابر، في الجزء الثاني من حواره مع quot;إيلافquot; أنَّ المقارنة بين عمرو دياب وتامر حسني لا تصح، مبررًا ذلك بأنَّ كلاهما يمثل جيلاً مختلفًا عن الآخر، وأشار إلى أنَّ تامر حقَّق نجوميَّةً تضاهي نجوميَّة عمرو في خلال خمس سنوات، في حين حقَّق دياب ذلك في عشرين سنة.

ورفض جابر القول بأنَّه تخلى عن سميرة سعيد، مؤكِّدًا أنَّ علاقةً وطيدة تجمع بينهما، ونوَّه بأنَّه لا يفضِّل تامر على غيره من المطربين المتعاقدين مع شركاته، لأسباب عاطفيَّة، بل لأنَّ تامر يحقِّق له مكاسبًا، ولأنَّه مطرب نشيط جدًّا.

أصبحتشركاتك ضيفًا دائمًا على المحاكم بسبب الدعاوى القضائيَّة الكثيرة الَّتي تقيمها ضد فنانين ونذكر منهم عمرو دياب؟
لم يعد هناك قضايا عالقة مع عمرو دياب حاليًا، انتهت جميعها بالتَّصالح، وعلاقتنا لها طبيعة خاصَّة، وتشهد شدًا وجذبًا، لكنَّها مبنية على الود والحب والإحترام.

وماذا عن القضية المقامة ضد أنغام؟
صدر ضد أنغام حكم في الدعوى المقامة حول اعتدائها على المصنَّفات الفنيَّة المملوكة لنا، وكان التعويض في أوَّل درجة 120 ألف جنيه، ثمَّ خفض المبلغ إلى 20 ألف جنيه في الإستئناف، وهناك دعوى تعويض مدني ما زالت منظورة أمام القضاء.

وفيما يخص شيرين، ماذا حدث في القضايا المقامة ضدها؟
هناك قضيتان ضد شيرين، الأولى حول أغنية quot;عينك كدابينquot; وحصلت فيها على البراءة، بعد ثبوت اعتدائها على حقوقنا الفكريَّة، ولكن من دون قصد جنائي، والأخرى قضية اعتدائها على أغنية quot;بتونس بيكquot;، وهي ما زالت منظورة أمام القضاء.

وماذا عن قضية سميرة سعيد؟ وقيل إنَّك تخليت عنها وفضَّلت عليها المطربين الجدد، حتَّى اضطرت للإنتاج لنفسها؟
سميرة سعيد حبيبتي وصديقتي، وتربطنا علاقات أسريَّة، ولم أتخل عنها أبدًا، وكل ما قيل في هذا الشأن كان عاريًا من الصحة، ولكن الشركة كانت مظلومة جدًّا في الإنتاج للمطربين بتكاليف عالية في ظل قرصنة الإنترنت، مما يكبدها خسائر فادحة، ومعظم شركات الإنتاج تخلَّت عن الكثير من فنانيها، وفي حال قدمت سميرة أيَّة أغنية سيكون لنا معها تعاون بأي شكل من الأشكال.

ألا تخشى أنّْ تجد نفسك متهمًا بمعاداة الفنانين ومناهضة حريَّة الرأي والتعبير، بحيث يتكرر معك سيناريو الرحابنة عندما منعوا فيروز من الغناء، فتخرج ضدك مظاهرات وتنظَّم وقفات إحتجاجيَّة؟
أستطيع أنّْ أقول لك من خلال خبرتي الطويلة أنَّ جميع قضايا وخلافات الفنانين تنتهي بالتَّصالح، وكذلك خلافاتهم مع الصحافة أيضًا، إلاَّ أنَّ المنتج يحتاج من وقت لآخر أنّْ يظهر للآخرين أنَّه لا يتهاون في حقوقه حتَّى لا يضيع حقَّه ويتعرض للإفلاس، وعندما أقيم دعوى قضائيَّة ضد فنان فأنا أحافظ بذلك على حقوقي في الملكيَّة الفكريَّة وحقوق كل من تعاون في إنتاج المصنَّف الفني الذي تمَّ الإعتداء عليه، وفي أحيانٍ كثيرةٍ أقيم دعوى ضد أحد الفنانين بسبب غنائه لإحدى الأعمال الَّتي أنتجتها من دون أخذ الإذن مني، وأنا لا أقصده هو تحديدًا، بل أوجه رسالة تحذيريَّة لكل من تسمح له نفسه بإرتكاب الجرم نفسه، والدليل أنَّ غالبية الدعاوى اَّلتي أقمتها أنتهت بالصلح.

وفي حال عدم استيعاب الدرس اضطر للمضي في الدعوى حتَّى النهاية، وسأضرب مثلاً بالدعوى الَّتي أقمتها ضد شيرين، فبعد أنّْ حصلت على البراءة لعدم توافر القصد الجنائي، خرجت للصحافة ووسائل الإعلام وقالت أنَّ المحكمة برأتها، وأنَّه من حقِّها غناء أيَّة أغنية بما في ذلك الأغاني المملوكة لمحسن جابر، وهي بذلك لم تستوعب الدرس، ونسيت أنَّ المحكمة أدانتها بالإعتداء على حقوق الملكيَّة الفكريَّة وبرأتها لعدم توافر القصد الجنائي، واضطررت لإقامة دعوى تعويض ضدها، ينظرها القضاء حاليًا، quot;لأنَّ الموضوع دخل في سكة العندquot;.

ما تعليقك على ما يقال حول تفضيلك فنانين على آخرين من بين المتعاقدين مع شركاتك، مثلاً تفضِّل تامر حسني على خالد عجاج وآمال ماهر؟
لا أفضِّل فنانًا على آخر، بل أتعامل مع الجميع بلغة quot;البيزنسquot; والمصالح، فإذا كان لدي مطرب نشيط مثل تامر حسني يقدِّم لي باستمرار موادًا إعلاميَّةً رائعةً يتمُّ بثها على قناتي quot;مزيكاquot; وquot;زوومquot;، ويحقِّق لي مكاسب كثيرة تعوض خسائر الآخرين، هل أعاقبه بعدم التفاعل معه وعدم إذاعة أغانيه وحفلاته؟ ولأنَّ باقي المطربين كسالى، ويريدون الحصول على ملايين الجنيهات من دون تعب أو بذل أي جهد؟ بالتأكيد، لا، أنا لا أتعامل وفقًا للعواطف في العمل، بل بلغة المصالح، فمثلاً قدَّم تامر حفلات في مارينا، وبعدها بأسبوعين قدَّم حفلةً في المغرب ورفض ركوب الطائرة إلاَّ بعدما أحضر المواد الإعلاميَّةالخاصَّة بتلك الحفلات لإذاعتها، في حين أنَّ أحد هؤلاء المطربين سافر معه للمغرب، ولكنَّه لم يقدم لي أيَّة مادة فنيَّة، ولم يحقِّق أيَّة مكاسب، ثمَّ سافر إلى سوريا، وفعل الأمر نفسه، ثمَّ حقَّق quot;خبطة كبيرةquot; عندما حصل على جائزة quot;الميوزيك أفريكان أووردquot;، ولأنَّه كان لديه موعد لتصوير إعلان لأحدى شركات المياه الغازيَّة في دبي، رفض السفر إلاَّ بعد التأكد من حصوله على المادة الإعلاميَّة الخاصَّة بحفل استلامه الجائزة لتوصيلها إلي، ثمَّ يقولون أني أفضِّل تامر عليهم، نعم أفضله عليهم لأنَّ بعضهم كسالى، ولا يتعاطفون مع أنفسهم.

وهل كنت تتعامل بالطريقة نفسها مع عمرو دياب؟
عمرو كان نشيطًا جدًّا، وكان هناك العديد من المطربين الذين يردِّدون الكلام نفسه، ويقولون إني أفضِّله عليهم، لأنَّه كان مميَّزًا جدًّا، ويحب العمل، ومبدع في كل شيئ، وكان يتابع كل تفاصيل الحفل بدءًا من كيفية الدخول، مرورًا بالإطمئنان على الميكروفونات، والتَّصوير، ولذلك استحق كل هذا النجاح الذي يحظى به الآن.

كيف ترى العلاقة بين عمرو دياب وتامر حسني؟ ولماذا تتسم دائمًا بالتوتر؟
لا تصح المقارنة بين عمرو وتامر، كما لا تصح المقارنة بين محمد هنيدي وعادل إمام، كل منهما يمثل جيلاً مختلفًا عن الآخر، تامر الآن يصعد للنجوميَّة بقوَّة الصاروخ، في حين أنَّ عمرو وصل إليها بقوَّة الطائرة، وإذا كان عمرو قد استغرق 20 سنة ليصبح ذلك الإسم الضخم، فإنَّ تامر لم يستغرق سوى خمس سنوات للوصول إلى جماهيريَّة تعادل أو تقارب جماهيريَّة عمرو، وكل ذلك يعود إلى معطيات كل عصر، فالإنترنت والفضائيات المتعددة لم تكن موجودة في عصر عمرو، وهو الأمر الذي استغله تامر جيِّدًا، فضلاً عن أنَّ تامر لديه كاريزما وما يحدث من التفاف الجمهور حوله في الحفلات شيئ طبيعي وغير مصطنع، إنَّه يحظى بحب جنوني من جماهيره. وهذا ما لم يحدث مع عمرو. ويعود ذلك إلى أنَّ جمهور تامر تتراوح أعماره ما بين 9و30 عامًا وغالبيته في مرحلة المراهقة، في حين أنَّ جمهور عمرو تتراوح أعماره ما بين الثلاثين والأربعين.

إذا كنت تفتخر بعمرو وتامر وهما يتربَّعان على عرش الأصوات الرجاليَّة، في إعتقادك، لماذا تعاني مصر من عدم توهج الأصوات النسائيَّة؟
نحن لدينا فقر في الأصوات عمومًا، والنسائيَّة خصوصًا، فضلاً عن أنَّ هناك كساد في صناعة الموسيقى، ولم يعد أحد يبحث عن أصوات جديدة، لتقديمها للجمهور، لأنَّ ذلك سيكبده خسائر فادحة، والجميع يفضِّل التعاقد مع النجوم المطلوبين للحفلات، حيث يحصل المنتج على نسبة من الإيرادات، لتعويض خسائره في الألبوم، الذي يتم قرصنته بمجرد طرحه في الأسواق، وأذكر ذات مرَّة عندما كنت أجلس لدى أحد أصدقائي، كانت لديه مطربة شابَّة، وطلب مني الإستماع إليها، وصوتها كان رائعًا، وعندما أوشكت على الإنتهاء هاجمتني الهموم، إذ أني لا أستطيع تبنيها، وإنتاج ألبوم لها، فبمجرد إعلان تحمسي لها، سأخسر نصف مليون جنيه، وفي الوقت نفسه، لا أستطيع أنّْ أظلمها وأقول لها أنَّ صوتها رديئًا، فوجدت نفسي في حيرة شديدة، خصوصًا بعد إعجاب الموسيقار الكبير محمد سلطان بصوتها وهي تغني quot;وحياتي عندكquot; للفنانة الراحلة ذكرى، لكني في النهاية لا أستطيع المجازفة بأموال الشَّركة، واتخذت قرارًا بعدم الإنتاج لها، لأنَّها عمليَّة خاسرة.

يتهافت الفنانون على التعاقد مع شركة quot;روتاناquot; وبعد أنّْ تتخلى عنهم يغضبون ويحزنون، لماذا؟
كل هذا سببه الدولارات، فبعد أنّْتذهب السكرة تأتي الفكرة، ويجدون أنَّهم لم يجنوا ما كانوا يحلمون به، وفي أحيانٍ كثيرةٍ أؤيد الفنانين الذين ينتقلون من شركاتهم الأم إلى quot;روتاناquot; بسبب الإغراءات الماديَّة الضخمة، فمثلاً فوجئت بالمطربة الإمارتيَّة أحلام تتصل بي، وكانت متعاقدة معي، وأخبرتني أنهم عرضوا عليها مبلغًا سخيًّا جدًّا، يوازي خمسة أضعاف ما أعطيه لها، فنصحتها بالموافقة وعدم التَّردد، وانتقلت بالفعل، وتجمعنا معًا علاقة طيِّبة للغاية.

اتجه فريق كبير من المنتجين للإنتاج الدرامي، بل إنَّ بعض القنوات تنتج بنفسها أو تساهم في الإنتاج، لماذا لم تتجه بقناتيك quot;مزيكاquot; وquot;زوومquot; للدراما؟
كنت صاحب تلك الفكرة منذ البداية، واتخذت خطوات فعليَّة نحو الدراما، لكني تأخرت بعض الوقت، بسبب انشغالاتي، ولكن الفكرة ما زالت مطروحة.

كيف ترى المنافسة بين quot;مزيكاquot; وquot;زوومquot; من جهة وقنوات المنوعات اللبنانيَّة من جهة أخرى؟
المنافسة لصالحي، ولكي تعلم الفارق عليك أنّْ تعرف من يقف وراء تلك القنوات، وغالبيتها لا تقف وراءها شركات إنتاج تغذيها دائمًا بكل جديد أو بالتراث، فهناك مكتبتان موسيقيتان في العالم العربي الأولى هي مكتبة شركة quot;عالم الفنquot;، والأخرى مكتبة شركة quot;روتاناquot;، والأولى تغذي قناتي quot;مزيكاquot; و quot;زوومquot; بالأغاني الجديدة أو التُّراثيَّة باستمرار على مدار الأربع والعشرين ساعة.