أول quot;ميني البومquot; طرح في الأسواق

القاهرة: وكأن فكرة quot;الميني ألبومquot; قد جاءت في توقيتها الصحيح بالضبط، لإنقاذ صناعة الموسيقي من حالة الإحتضار التي كانت تمر بها، وجعلتها قاب قوسين أو أدنى من الموت، حيث منحها بعض الإنتعاش، والقوة لمواجهة غول الإنترنت الذي يلتهم أي إنتاج لها.
ويرى المنتجون والموسيقيون والفنانون ـ في التحقيق الذي تجريه quot;إيلافquot; ـ أن quot;الميني ألبومquot; منح قبلة الحياة لصناعة الموسيقى التي كانت تعاني من التدهور، ويعتبر فرصة للفنانين لإثبات تواجدهم على الساحة من حين لأخر، بدلاً من الغياب لمدة ثلاثة أو أربعة أعوام، والسقوط في بئر النسيان.
أثير الكثير من الجدل حول صاحب الفكرة، فبينما يرى كثيرون أنها موجودة منذ سنوات طويلة، يؤكد الفنان quot;عمرو مصطفىquot; أنه صاحب حقوق الملكية الفكرية لها، وكان أول من طرح ألبوماً في الأسواق يحمل كلمة quot;ميني ألبومquot; على غلافه، وهو ألبومه quot;الكبير كبيرquot;، وذلك قبلما يزيد على العامين.
وأعترف الكثير من الفنانين والمنتجين بالفضل لعمرو مصطفى في إختراع الفكرة، ولكن الصورة لم تكن واضحة تماماً، حيث أعتقد الصحافيون لاحقاً إن الفنان عمرو دياب الذي أصدر quot;أغنية منفردةquot; في الصيف الماضي، وكانت بعنوان quot;أصلها بتفرقquot; بالطريقة الغربية، جدلاً واسعاً حول الفكرة، وإعتقدوا أنه quot;ميني البومquot; خاصة أنه ضم أغنية واحدة بتوزيعات مختلفة، ولاقت نجاحاً كبيراً.
مما سلط الضوء أكثر على فكرة الميني البوم وإستدعى ذلك توضيحاً من quot;عمرو مصطفىquot; أن الميني البوم يضم بين 3 ndash; 5 أغنيات جديدة وليس أغنية بتوزيعات مختلفة، بالإضافة الى أن سعره يكون أقل من تسعيرة الألبوم العادي في السوق.
وفتح نجاح فكرة الميني ألبوم شهية العديد من الفنانين، على خوض التجربة، وكان من بينهم أنغام التي طرحت في الصيف الماضي quot;محدش يحاسبنيquot;، ثم سميرة سعيد التي صرحت أنها بصدد طرح ميني البوم، وكذلك المغنية ساندي، وأخيراً مي سليم التي قررت طرح مينى ألبوم يضم 3 أغنيات باللهجة الخليجية تزامناً مع الإحتفالات بـ quot;عيد الحبquot; في شهر فبراير المقبل.
ووفقاً للموسيقار حلمي بكر، فإن quot;الميني ألبومquot; فكرة جيدة للخروج من الأزمة التي تمر بها صناعة الموسيقي حالياً بسبب القرصنة الإلكترونية على الألبومات الجديدة، وأوضح أن quot;الميني ألبومquot; يمنح الفنان فرصة للتواجد والتواصل مع جمهوره في العام مرة أو مرتين، لافتاً إلى أنه في الوقت نفسه غير مكلف إنتاجياً، وبالتالي لن يتكبد المنتج خسائر فادحة في حالة السطو عليه ونشره على شبكة الإنترنت، إذ يمكن تعويض تلك الخسائر من خلال حفلة أو أكثر يقوم بها الفنان، أو من خلال رنات الموبايل. غير أن بكر يؤكد أن الحل الأمثل لإنقاذ صناعة الموسيقي هو السيطرة على مواقع الإنترنت، ووضع إطار تشريعي لإيقاف إلتهامها للألبومات الجديدة بصورة تكبد المنتج خسائر فادحة، و تفقده القدرة على مواصلة الإنتاج وتقديم أصوات جديدة، وإثراء الصناعة العريقة.
وحسبما يرى الموسيقار صلاح الشرنوبي فإن فكرة الميني ألبوم كانت موجودة منذ سنوات طويلة، ولكنها لم تكن بهذا الإسم، حيث كان الفنانون يطرحون أغان quot;سينجلquot; أو يجمعون أغاني الأفلام ويطرحونها في إسطوانات أو شرائط كاسيت، وكانت في الغالب لا تزيد على خمس أغنيات كما هو الحال في التجربة الوليدة.
ويشير الشرنوبي إلى أن تطوير الفكرة القديمة أو إختراع فكرة جديدة أمر جيد، ويدل على أن هناك محاولات جادة من الفنانين الشباب لإنقاذ صناعتهم المهددة بالإنهيار. منوهاً بأن القرصنة الإلكترونية هي التي أجبرت الفنانين والمنتجين على اللجوء لـ quot;الميني ألبومquot;. معتبراً أنه بمثابة حل أو مسكن وليس حل حذري لمرض صناعة الموسيقى، الذي يتطلب تكاتف الجميع من أجل مواجهة السبب الاساسي فيه.
أما الفنانون، فيعتبرون أن quot;الميني ألبومquot; محاولة لتذكير الجمهور بهم من حين لآخر، خاصة أن الألبوم الكامل يستغرق عامين أوثلاثة لإعداده وطرحه بالأسواق. ويقول الفنان سامو زين إن quot;الميني ألبومquot; فكرة رائعة ستعمل على إنعاش سوق الموسيقى، وعودة الروح لها من جديد. وبرر زين لوجهة نظره بالقول: إن الميني ألبوم لا يحتاج لمجهود ضخم من قبل الفنان أو المنتج، لأنه يضم أربع أو خمس أغنيات على الأكثر، يمكن الإنتهاء منها في ستة أشهر، كما أن التكلفة لن تكون مرتفعة جداً، وفي المقابل سيكون سعره في متناول أيدي الجمهور، مما قد يحفزه على شرائه بدلاً من تحميله من على شبكة الإنترنت. وأضاف زين أن quot;الميني ألبومquot; يمنح الفنان فرصة للتواجد باستمرار على الساحة الفنية، حيث إن الألبوم الكامل الذي يضم 12 أغنية، يحتاج إلى عامين على الأقل ليكون جاهزاً للطرح في الأسواق. وخلال تلك الفترة يتعرض الفنان للنسيان من قبل جمهوره. وقال quot;أنعم بها من فكرةquot;.
وتؤكد الفنانة مي سليم التي تستعد لإصدار quot;ميني ألبومquot; باللهجة الخليجية، أن إقبالها على خوض تلك التجربة جاء إيماناً منها بأنها فكرة جيدة تفيد الفنان والمنتج والصناعة معاً. وتقول إن سوق الموسيقى يعاني من ركود شديد، ويرجع ذلك للقرصنة على الألبومات الجديدة بمجرد طرحها في الأسواق، مما يكبد المنتج خسائر فادحة، الأمر الذي ترتب عليه إحجامهم عن إنتاج ألبومات أو تبني أصوات صاعدة. لافتة إلى أن quot;الميني ألبومquot; يتيح للفنان التغلب على تلك المشكلة وضمان التواجد في الساحة الغنائية، ويشجع المنتج على العمل، وتقديم ألبومات جديدة، لأن تكلفته لن تكون باهظة.
حتى الآن الفكرة تسير في الطريق الصحيح، وتساهم في تطوير شكل الألبومات الغنائية بما يتناسب مع روح العصر الذي يتسم بالسرعة، وتمثل محاولة لتقليل خسائر المنتج، وتعمل على وضع الفنان في دائرة الضوء بإستمرار بدلاً من الغياب لسنوات، ثم العودة بألبوم دسم. إنه رأي الفنان محمد حماقي الذي يضيف أنه لم يجربها حتى الآن، مشيراً إلي أنه يتابع الجدل الدائر حولها حالياً، ويرصد ردود الفعل حولها، ومدى نجاحها.
ويقول المنتج الموسيقي محسن جابر ورئيس إتحاد المنتجين الموسيقيين، وأول من تبنى الفكرة، وقدم ألبوم quot;الكبير كبيرquot; للفنان عمرو مصطفى بعد الحاح وإصرار من الأخير، وبعد أن قدم له دراسة تسويقية كاملة لإقناعه بجدوى الفكرة: quot;الميني ألبومquot; له العديد من المميزات، أهمها قلة التكلفة مقارنة بالألبوم الكامل، حيث تصل التكلفة إلى النصف تقريباً، فإذا كان الألبوم الذي يحتوي علي 12 أغنية، يحتاج إلى نصف مليون جنيه حتى يتم طرحه في الأسواق، فإن الميني ألبوم الذي تترواح عدد أغنياته ما بين واحدة وخمس أغنيات، لن تزيد تكلفته عن 250 ألف جنيه أو أقل حسب عدد الأغنيات. ورغم أنه سوف يتم السطو عليه ونشره على الإنترنت، إلا أن الخسائر ستكون بسيطة مقارنة بالألبوم الكامل، ويمكن تعويضها من عائدات الحفلات.
وأضاف: هناك فوائد أخرى سوف تعود على الفنان أهمها ضمان تواجده فنياً، والإستمرار في العمل، وكل ذلك ينعش صناعة الموسيقي بشكل جزئي. ونوه جابر بأن quot;الميني ألبومquot; لن يقضي على أزمة تدهور الصناعة، ما لم يتم مكافحة قرصنة الإنترنت بشكل جدزي. وهذا يتطلب حزمة من القرارات أو القوانين، وتكاتف جميع الجهات الرسمية ذات الصلة من أجل منع المواقع التي تتيح تحميل الأغاني والمصنفات الفنية بالمجان من ممارسة هذا العمل غير الشرعي.