بيروت: لا نبالغ إذا قلنا إن موسم عيد الأضحى هذا العام في بيروت يعد من أسوأ المواسم التي مرت حتى الآن منذ إستقرار الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان.
فما حذرت منه إيلاف في تقارير عديدة عن الخطر المحدق بسوق الحفلات خلال العامين الماضيين، ظهرت آثاره اليوم بشكل جلي.
وفي وقت كانت تشهد فيه بيروت ما لا يقل عن 8- 10 حفلات كبيرة يجمع كل منها عدداً من نجوم الغناء في كل موسم، لم يُسجل في عيد الأضحى سوى حفلين كبيرين، الأول جمع الفنانة نجوى كرم والموسيقار ملحم بركات في فندق ريجينسي بالاس في أدما شمال بيروت، والثاني جمع الفنانة هيفاء وهبي والفنان فارس كرم في الحفل الوحيد الذي أقيم في وسط بيروت في فندق الموفينبيك. بينما قدم بعض الفنانين حفلات متفرقة في بعض المرابع الليلية التي لا تدخل ضمن نطاق سوق الحفلات الكبرى، نذكر منهم وليد توفيق وباسمة وملحم زين ومعين شريف.
الأزمة قد تشمل حفلات رأس السنة
وبحسب رأي بعض المتابعين لواقع السوق، الأزمة ربما تستمر لتلقي بآثارها على موسم رأس السنة كذلك، فرغم اقترابه لا يوجد حديث حتى الآن عن حفلات مرتقبة كما تعودنا من الفنانين كل عام في هذا الوقت حيث كانوا يتسابقون لنشر أجندة حفلاتهم خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة.
ما أسباب انهيار سوق الحفلات في لبنان
هل هي الأزمة المالية ؟ أم هو أنعكاس آخر جديد لسوء سياسة روتانا التي إحتكرت سوق الحفلات بشكل شبه كامل خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فإنهارت مع انهيارها، كما إنهارت سوق الإنتاج التي إحتكرتها تقريباً مع انهيارها؟
الجواب هو مزيج من الإثنين، فروتانا التي إحتكرت أغلب نجومها بعقود إدارة أعمال وحفلات حصرية، وأغلقت سوق الحفلات في وجه المتعهدين الآخرين الذين رفضوا العمل تحت عباءتها، وحاربتهم بشكل علني وبأسلوب بعيد كل البعد عن المنافسة العادلة، كانت مجبرة على تأمين كم من الحفلات لهؤلاء النجوم لضمان سكوتهم، فكدستهم كل نجمين، أو 3، وأحياناً 4 في حفل واحد، ما أدى بالتأكيد الى رفع أسعار البطاقات، وتكرار الأسماء نفسها في كل موسم، وتغييب أسماء أخرى، ما أدى الى حرق هؤلاء النجوم الذين لم يغيبوا ليشتاق لهم الجمهور، وتكرروا في كل موسم وأحياناً بأكثر من حفل.
نافست نفسها فخسرت
كما أن كثرة عدد الحفلات في الموسم الواحد كانت تتسبب بتشتيت الجمهور ومنافسة روتانا نفسها، ما أدى الى خسارة أغلب هذه الحفلات لعزوف الجمهور عنها، وإضطرار المنظمين إلى ملء المقاعد بجمهور الدعوات المجانية حفظاً لماء الوجه في أغلب الأحيان، والأمثلة كثيرة وسبق أن تناولناها في أكثر من مقال ولا داعي لتكرارها مجدداً.
فيروز لقنت الجميع درساً قاسياً وأجبرتهم على إعادة حساباتهم
وفي الوقت الذي خشي فيه نجوم اليوم من مواجهة المقاعد الفارغة، كانت فيروز قبل أسابيع قادرة على ملء صالة البيال بجمهور تراوح بين 7 الى 8 آلاف شخص في كل حفل على مدار يومين متتاليين، فلماذا؟
علماً بأن أسعار البطاقات لحفل quot;ريسيتالquot; من دون مشروب وعشاء لم تكن رخيصة بأرقام السوق المتعارف عليها، ولكن الجمهور المشتاق لها كان مستعدا لدفع التكلفة، فهو مشتاق لها لندرة حفلاتها، ولندرة إطلالاتها التلفزيونية، فلم يمل منها الناس، ولم تحرق كل ما لديها لتقدمه، وهي بذلك أعطت هؤلاء النجوم درساً قاسياً، وأجبرتهم كذلك على إعادة حساباتهم من جديد، فحججهم الواهية إنكشفت ولم تعد تنفع، فلا أزمة مالية أثرت فيها، ولا غلاء أسعار أثر فيها، ولا أي عامل من العوامل التي كنا نسمعها طوال الوقت أثر فيها، ناهيك عن أنها أقامت حفلها في فترة عادية وخارج مواسم الذروة.
الحل يكمن في الحفلات quot;الكبرىquot;
وكنا قد ذكرنا في تقارير سابقة أن جمهور الحفلات الواسع يتركز أغلبه بين الشباب من عمر 16 - 35 وهؤلاء لا يقدرون على أسعار التذاكر الغالية، وأغلبهم محروم من حضور الحفلات التي تقام في فنادق الخمس نجوم، ونصحنا متعهدي الحفلات بالعودة الى الجمهور اللبناني، وعدم الإكتفاء بالجمهور العربي والسياح، واللجوء الى الحفلات العامة الكبرى بتذاكر قليلة، ولكن في المقابل بجمهور كبير يقدر بالآلاف بدلاً من المئات بأسعار تذاكر معقولة لنسبة الدخل في لبنان.
وبالإمكان حجز الصفوف الأمامية للأثرياء، وتهيئة الجو المناسب لهم، ورفع أسعار تذاكرهم بشكل يتناسب مع المميزات التي سيحصلون عليها، وتحقيق المعادلة المناسبة لهذه المرحلة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وبالتالي من جازف اليوم وراهن على نجوميته، وكان واثقاً من شعبيته، وإٍستغل الفراغ في السوق،تقدم وقطف ثمرة الموسم.
هيفاء وفارس
وبالعودة الى وقائع حفل هيفاء وفارس، فقد شهد تغطية كثيفة من قبل وسائل الإعلام، إضافة إلى حضور شخصيات إجتماعية وفنية بارزة، وحضور لافت لجمهور من مختلف العواصم العربية إحتشدوافي الصالة.
وبعد أن وجّهت تحياتها ومعايداتها للجميع بمنتهى العفوية، إفتتحت هيفاء الحفل، وغنت باقة من أجمل أغانيها القديمة والجديدة بدءًا من quot;أقول أهواكquot; وصولاً إلى أغنية quot;ياما لياليquot; التي تحتل منذ أربعة أسابيع متتالية المراتب الأولى على إذاعة روتانا اللبنانية...
هيفاء ختمت سهرتها الأولى بمناسبة الأعياد لتتوجه إلى مصر ثاني أيام العيد حيث أحيت حفلة ثانية في فندق quot;الماسةquot; في القاهرة حضرها أكثر من 3000 شخص من مختلف الجنسيات والعواصم العربية، إضافة إلى شخصيات سياسية وفنية بارزة، وقد بيعت جميع تذاكر هذا الحفل منذ أكثر من عشرة أيام .
ثم إعتلى الفنان فارس كرم المسرح ليكمل معه الساهرون ليلتهم، بعد أن أشعل الصالة بغنائه باقة من أنجح أغنياته. ليطير بعدها مباشرة الى أميركا لإحياء حفلتين الأولى في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر في مدينة نيويورك، والثانية في 20 الشهر في مدينة نيوجرسي.
ومن جهة أخرى يسافر الفنان فارس كرم في الأسبوع الاخير من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الى أستراليا حيث سيقوم بجولة فنية هناك تستمر حتى نهاية الاسبوع الاول من كانون الاول/ ديسمبر يحيي خلالها خمس حفلات للجاليات العربية هناك.