القاهرة: أثارت الفنانة عبير صبري الكثير من الجدل قبل نحو أربع سنوات من الآن، عندما اعتزلت الحياة الفنية فجأة، وارتدت الحجاب، بل وقدمت برنامجًا دينيًّا على إحدى الفضائيات، وها هي تثير جدلاً جديدًا بسبب عودتها إلى السينما بطريقة جريئة جدًا، حيث تجسد دور البطولة أمام الممثل فتحي عبد الوهاب في فيلم quot;عصافير النيلquot; الذى كان العرض الخاص له مساء أمس، وتضمنت مشاهدها الكثير من السخونة والإثارة. فيما ترى هي أنها لم تقدم مشاهد ساخنة، بل قبلات quot;موظفةquot; جيدًا في سياق الفيلم، وليست لمجرد الإثارة.

ـ ما الذي جذبك في الفيلم ليكون عنوانًا لمرحلة جديدة من حياتك الفنية؟
وجدت نفسي أمام عمل من نوع خاص، فهو مأخوذ عن رواية الكاتب العظيم إبراهيم أصلان، تحمل الاسم نفسه، وهو كاتب له ثقله في عالم الرواية العربية، وسبق أن تم تحويل أحدى رواياته وهي quot;مالك الحزينquot; إلى عمل سينمائي وهو فيلم quot;الكيت كاتquot; وحقق نجاحًا كبيرًا، إضافة إلى أن من رشحني للدور مخرج صاحب بصمات واضحة في السينما المصرية، وهو المخرج مجدي أحمد علي، الذي يحرص في جميع أعماله على تقديم رسائل ذات مغزى، ويعالج قضايا إجتماعية خطرة بجرأة شديدة، فضلاً عن أن الفيلم يضم كوكبة من الفنانين الكبار منهم، دلال عبد العزيز، محمود الجندي، عزت أبوعوف، والبطل فتحي عبد الوهاب، وهو ممثل رائع، ويستحق جائزة أحسن ممثل التي نالها عن دوره في الفيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وعندما تتوافر كل هذه العناصر في عمل فني، يصبح عملاً ممتاز، ويمثل اضافة إلى رصيدي الفني.
ـ لكن هناك من يرى أن الفيلم تضمّن الكثير من المشاهد الساخنة لك مع فتحي عبد الوهاب بشكل غير مبررة؟
ليست مشاهد ساخنة، بل مجرد قبلات تم توظيفها جيدًا من قبل المخرج، وليست quot;محشورةquot; في الفيلم.
ـ جمهورك لم يتعود منك على هذه الجرأة، خاصة أنك ارتديت الحجاب لفترة؟
أنا قدمت دور فتاة بسيطة في حي شعبي، ليس لها طموحات في الحياة سوى العيش بهدوء وستر مع الرجل الذي تحبه، وينبغي النظر إلى مجمل العمل، وليس كل مشهد على حدة، فالفيلم يناقش قضايا إجتماعية، ويتعرض لأحلام الطبقة المتوسطة في مصر، ويقاوم التطرف والارهاب. يجب النظر إلى مشاهدي في سياق العمل الفني دون أن يتم اقتطاعها منه وتقييمها وحدها. وأعتقد أن الجمهور واعٍ، ويفكر بهذا الاسلوب الصحيح.

ـ ألا تعتقدين أن دورك في الفيلم صغير مقارنة بدور البطل؟
العبرة ليست بعدد المشاهد، ولكن بمدى تأثير الدور في السياق العام للفيلم، وأنا اجتهدت في أداء دور بسيمة حسب رؤية المخرج مجدي أحمد علي، وهو دور صعب للغاية، حيث ظهرت في بداية الفيلم فتاة جميلة، ثم في نهايته، سيدة مريضة تعاني من سقوط شعرها نتيجة الاصابة بمرض السرطان، وهو دور مركب، تتطلب مني بذل الكثير من المجهود، ليخرج بشكل جيد.
ـ لكن بعضهم يصف الفيلم بأنه غامض، وقد لا يصادف هوى الجمهور؟
المخرج مجدي أحمد علي قدم فيلمًا لا يعتمد على نظام الحدوتة، فيلم خارج القوالب السينمائية الثابتة، لأنه عمل غير تجاري، لذك فهو يحتاج إلى تفكير، ويطرح تساؤلات، ويثير حيرة المتلقي، ليحثه على المشاركة الفاعلة في مناقشة قضاياه، لذلك لم يقدم له الحل في النهاية، بل ترك للجمهور مهمة البحث عن الحلول.
ـ ألا تعتقدين أن الفيلم جاء خارج سياق الرواية، وأسقط الكثير من أحداثها المهمة؟
العمل السينمائي يختلف في طريقة المعالجة عن العمل الأدبي المكتوب، فالرواية شيء والفيلم شيء آخر، ومع ذلك فقد قرأت الرواية قبل التصوير، وأعتقد أن الفيلم حافظ على روحها، واضطر المخرج إلى اختصار بعض التفاصيل، حتى لا يتجاوز الفيلم حاجز الساعتين، وحتى لا يمل الجمهور.