إفتتح مهرجان quot;رويال أسكوت 2010quot;، الذي يعتبر أولى النشاطات الصيفيَّة وتقليد يحكم المجتمع البريطاني، حيث أنَّ الحدث الأبرز فيه هو سباق الخيول، كما يشهد عرض أغرب القبَّعات وأطرف الأزياء.
يعتبر مهرجان quot;رويال أسكوتquot; لسباق الخيول، أوَّلى النشاطات الصيفيَّة التِّي يبدأ بها البريطانيون الموسم الصيفي، وعلى الرغم من أنَّ مهرجان quot;رويال أسكوتquot; مخصَّص لسباق الخيل ويجذب عشَّاق هذه الرياضة من مختلف أنحاء العالم، إلاَّ مرادف أيضًا لمهرجان القبَّعات الغريبة والأزياء الطريفة، خصوصًا في اليوم المخصَّص للسيَّدات، والذي يقع كل خميس ضمن فعاليَّات المهرجان، والذي يعتبر يوم الموضة.
والتقليد المتبع في هذه المناسبة ليس الموضة التَّي تُحتِم على المرأة أن تنسق بين الألوان وأن تلبس آخر صيحات الموضة والتَّصاميم، بقدر ما هي موضة يحكمها المرح والجرأة وارتداء كل ما يثير الدهشة.
وتميَّزت أولى أيَّام مهرجان quot;رويال أسكوتquot; لهذا العام بالقبعات النسائيَّة المتميِّزة والمزيَّنة بالريش والورود، والغرابة. وطغت الألوان البرتقاليَّة، والبنفسجيَّة، والصفراء، والأخضر على الألوان الكلاسيكيَّة، وزخرفت القبَّعات بريش غريب وإستثنائي ومزيج من الورود الضخمة.
وظهرت الملكة إليزابيث الثانية بمظهر هادئ مرتديةً معطفًا وثوبًا من الحرير باللون الأزرق المائل إلى الأخضر من مجموعة بيتر أنريوني، وهو خيَّاط البلاط الملكي منذ حوالي ثلاثة عقود، مع قبَّعة مطابقة من مجموعة راشيل تريفور مورغان، لتطل في اليوم الثاني بمظهر كلاسيكي أيضًا معتمدةً لون الفوشيا ومعتمرةً لقبعة فوشيا ناعمة مزينة بشرائط بيضاء.
كما أطلَّت سيَّدات المجتمع البريطاني ومشاهيره في أثواب بعضها أنيقة وضيِّقة وطويلة، وبعضها قصيرة وعصريَّة وواسعة، وبعضها تحاكي كأس العالم وتتفاعل مع حمى المونديال حيث إرتدت بعض السيِّدات قبَّعات تمثل أعلام بعض البلاد كألمانيا، وبعضها بألوان صاخبة وأخرى بألوان صيفيَّة هادئة، كما كانت الموضى القبليَّة واضحة هذا الصيّف من خلال الإسراف في إرتداء أنماط النمور والملابس المطبَّعة والمستوحاة من الأعراق والقبائل.
ويشارك عدد من المصممين في فعاليَّات هذا المهرجانالذين سيقدّمون عددًا من التَّصاميم والمجموعات الجديدة، وأبرزهم فيفيان ويستوود، وستيفن جونز، وماثيو وليامسون، وكاري كاترانزو، وأماندا ويكيلي.
وستقدم فيفيان ويستوود مجموعتها لربيع وصيف 2010 مع مجموعة من التصاميم القديمة في حين أنَّ ستيفن جونز سيقدم مجموعة من القبَّعات التي تجمع بين الفن الياباني والجمال الفرنسي، مع الأخذ في الإعتبار الكلفة والأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد .
أمَّا أماندا ويكيلي ستقدم مجموعتها الاولى بعد أنَّ عادت إلى هذه المهنة، وستقدم تصاميم تطغى عيها الألوان الصيفيَّة التي تتراوح بين الأصفر والرمادي، كما ستعتمد على إظهار حجم في التَّصاميم
بينما ماثيو ويليامز سيقدم مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2010 التي تمزج بين الأناقة والعصريَّة مستعملاً قطع معدنيَّة ومرتكزًا على القصّات المحدَّدة اضافة إلى إستعمال الحلي وأقمشة الشيفون، أمَّا كاترانزو سترتكز على موديلات تعود للقرن الثامن عشر وستستعين بالمجوهرات والأحجار لتزيينيها .
ويحضر رويال أسكوت كل عام الملكة إليزابيث الثانية وعدد من أعضاء الأسرة الملكيَّة البريطانيَّة، وأعضاء المجتمع الأرستقراطي، ومشاهير من عدَّة دول، ويعد quot;رويال أسكوتquot; حدثًا رئيسًا في التقليد البريطاني.
وعلى الرغم من تشييد مضمار quot;رويال أسكوت لسباق الخيولquot; في العام 1711 في عهد الملك تشارلز الثاني، إلاَّ أنَّه لم يتم تخصيص يوم السيَّدات في هذا المهرجان السنوي حتى العام 1807 في عهد الملكة آن، حين بدأت سيِّدات القصر الملكي بالحضور إلى السباق لإبداء الإعجاب بالخيول والمتسابقين قبل أن يتطوَّر الأمر ويتحول إلى حفل لاستعراض الأزياء والقبَّعات المبالغ فيها التي تضفي المرح والفرح.
ولربما تكون هذه المناسبة الوحيدة التي يتخلص فيها البريطانيون من تحفُّظهم ويُظهرون الجانب المرح والطريف في شخصيَّاتهم، كما أنَّه اليوم الذي تنزل فيه الطبقة الأرستقراطيَّة إلى جوّ تسوده الغرابة والطرافة، وتلعب القبَّعات في هذا المهرجان الدور الأبرز، وتتبارى السيِّدات في ارتداء كل ما هو غريب وطريف من دون قيد أو حرج.
التعليقات