يحمل المخرج إياد الخزوز راية الدراما باللهجة الإماراتيَّة ومهمة إحقاق مكانا لها على السَّاحة الفنيَّة.

دبي: يستعد المخرج والمنتج الأردني إياد الخزوز لمواجهات جديدة أخرى من خلال أعماله الرمضانية المقبلة التي تنتجها شركة أبوظبي للإعلام، بعد المواجهات التي تلقاها الفترة الماضية عن المسلسل الإماراتي quot;أوراق الحبquot; الذي أثيره حوله الكثير من المجادلات بين بعض الممثلين، بعد تصريحاته الجريئة التي شكلت إعتراضات مختلفة.

ويؤكد المخرج الأردني الحاصلأخيرًاعلى ذهبية مهرجان القاهرة، أنه بات جاهزًا من خلال العملين الكبيرين والضخمين من جميع نواحي الإنتاج quot;الغافةquot; وquot;المرقابquot; الذين وصلا الى مراحل تصويرهما الأخيرة، أن يقدم دراما مختلفة عما قدمت سابقًا.

وقال: quot;مسلسل المرقاب يحمل بين طياته وبعيداً عن السيناريو والإخراج، دراما بدوية حقيقية تدخلك في حياتهم البدوية ومشاكلهم وكأنك تشاهدهم عن قرب، لأن الأجواء الأردنية الأكثر عمقاً في نقل واقع البداوة العربية، واللهجة المستخدمة هي التي عرفها آبائنا وأجدادناquot; وأضاف: quot;باختصار سيشكل هذا العمل نقلة حقيقية في مضمون العمل البدوي وشكله وعرضه للمشاهد العربي، الذي إعتمد على بساطة التلفزيون الأقرب الى الناس بكل فئاتهاquot;.

وماذا تقصد ببساطة التلفزيون؟
من وجهة نظري وخبرتي الطويلة في عملية الإخراج، ولكي تنجح وتحقق الجماهرية لدى المشاهد، يجب أن تقدم بأسلوب التلفزيون وبساطته، وليس بالأسلوب السينمائي الذي إعتمده في الفترة الأخيرة بعض المخرجين، فأنا أو المشاهد عندما أريد أن أشاهد سينما يجب علي البحث عن فيلم سينمائي وأذهب للسينما، وليس الى جهاز التلفزيون، ووبهذه الطريقة حققت هذه النجاحات في الفترة السابقة.

تعتمد دائماً في تصريحاتك على الإثارة أو ما شابه لكسب الأنظار؟
لا يا صديقي أنا أتصنع ذلك ولكنني أتحدث بواقعية، وأقول الحقيقة المجردة أو الناجحة التي تثمر وتنتج وتنجح، فلماذا أخاف من هذا وذاك وأنا أعمل وأنجح وأقدم ما يعجب الجمهور ويثني عليه، فمثلاً عندما مورس على مسلسل quot;أوراق الحبquot; هذا الإنتقاد الكبير لم يكن إنتقادا بناء، بل أعتبره إرهابًا فكريًا وفنيًا، فنحن وكعادتنا في أعمالنا الدرامية في الوطن العربي لا نؤمن بالتجديد ودائمًا نعتمد على ما يفرضه علينا الغير أو ما يأتينا من الخارج، ولا نؤمن بالإبداع المحلي، على الرغم منأنه لدينا كوادر نستطيع رعايتها وإبرازها، ومن هنا يجب أن أكون صريحًا وواضحًا وواقعيًا في تصريحاتي.

هل تعتقد أن الجيل القديم من الممثلين والمنتجين باتوا ذي أفكار بالية لا يريدون سحب البساط من تحتهم؟
ممكن.. ولكن أحب أن أؤكد وأوضح أن هذه هي سياسة الدراما، أجيال تساعد أجيال من أجل إنجاحها، هذا ما يعتمد في كل مكان وأنا أقول لهم بدل من محاربة الجيل الجديد عليهم أن يستفيدوا من أعمالهم لتطوير أنفسهم، ولو ركزوا ونقدوا أعمالهم نقدا فنيا بناءً لتطور مستواهم كثيرًا، فنحن في مسلسل quot;الغافةquot; مثلاً، قدَّمنا أكثر من وجه جديد، وأنا متأكد أنهم سيصبحون نجوما في الدراما الإماراتية والدراما العربية بعد رمضان القادم.

هل هذا ما أخذك لتصرح أنك ستصنع جيلاً من النجوم السينمائيين ونجوم الدراما؟
نعم.. وأنا ما زلت عن كلامي، وأقول للجميع انتظروني في العام 2012 سيكون هُناك خمسون نجمًا إماراتيًا من صناعتي، وسأصنع جيلاً من النجوم السينمائيين ونجوم الدراما بعيدًا عن ممثلي المسرح، فهناك جيل جديد يحاربني، حملت على عاتقي إبرازهم، ومعظم من انتقدني لم يشاهد أعمالي في حياته ولم أعرفه إلاّ بعد انتقادي.

تقول في معظم حديثك أن اللهجة لها دور مهم في إنجاح الأعمال؟
نعم إختيار اللهجة يجب أن يكون له أبعاد، فلهجة العاصمة في كل دولة هي اللهجة الأم للدراما، وهو ما إعتمدته في مسلسل quot;الغافةquot;، ففي أي مكان تجد لهجة العاصمة هي لهجة الدراما، ففي مصر اللهجة القاهرية هي لهجه الدراما، والأردنية اللهجة العَمّانية، وبالسعودية لهجة المناطق الوسطى، ومن بعدها يتجه المنتجون للمناطق الأخرى في البلاد، هكذا هي سياسة العمل المحلي في الوطن العربي.

ماذا يمكن أن تحدثنا عن مسلسل quot;المرقابquot; الذي قمت بتصويره بالأردن؟
يأتي العمل البدوي quot;المرقابquot; من أوائل الأعمال البدوية التي تطرح مضامين سياسية حقيقية لم يسبق طرحها من قبل في مثل هذا النوع من الدراما، ويتكون من ثلاثين حلقة تلفزيونية، وسيعرض في شهر رمضان المقبل على شاشة أبوظبي الأولى وعدد من شاشات الفضائيات العربية، ليشكل بذلك نقلة حقيقية في مضمون العمل البدوي وشكله وعرضه للمشاهد العربي، وهو من إنتاج شركة أرى للإنتاج الإعلامي، ويشارك فيه نخبة من الفنانين العرب من بينهم أردنيين وخليجيين.

هذا على المستوى العربي، ولكن ما التحدي الذي أعددته في مسلسل quot;الغافةquot; الإماراتي الذي يأتي بعد مسلسل quot;أوراق الحبquot;؟
الغافة.. عمل درامي يُعبر عن حقبة زمنية ماضية في تاريخ الإمارات، وأنا سعيد جداً بهذا المسلسل، فبعد التجربة الناجحة لـquot;أوراق الحبquot; التي تثبتها الأرقام وبغض النظر عن انتقادات بعض الفنانين التي لا تعدو كونها انتقادات نابعة من غيرة فنية، لكن نسبة المشاهدة العالية التي لمسناها فيه شجعتنا على استكمال المسيرة والمتابعة في موضوع المحافظة على الهوية واللهجة الإماراتية والتي أعتبرها أنا كمخرج للمرة الثانية لغة الدراما الإماراتية التي سنعتمدها كلهجة لمسلسلاتنا الإماراتية التي تنتشر على مستوى الدراما العربية.

فلكل دراما في الوطن العربي لهجتها الخاصة إلاّ الإماراتية فقد حملت أنا على عاتقي تكوين هوية للدراما الإماراتية، فنحن وتلفزيون أبوظبي وبالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أسسنا نواة انطلاق الدراما الإماراتية للعربية، حيث يتناول quot;الغافةquot; أحداثًا درامية حصلت في حقبة زمنية ماضية في دولة الإمارات يتخلل الأحداث وقائع إنسانية كثيرة، كما سيتخلل مواقف حب تعبر عن الحب العذري في زمن فائت، وسيرى المشاهد مشاكل كثيرة تتجسد في حوار بين الشر والخير وبين الكره والحب، وهذا الخليط سيجعل العمل مميزًا، خصوصًا أن أحداث المسلسل على الرغم من أنها تتحدث عن حقبة ماضية إلا أننا نلمسها حتى الآن في وقتنا الحاضر.