تحدَّثت الفنانة السوريَّة، أصالة نصري، في مؤتمرٍ صحافيٍّ مصغَّرٍ عقدته مساء أمس عن تفاصيل برنامجها الجديد quot;صولاquot;، كما تحدَّثت عن آرائها السِّياسيَّة، وتأييدها لثوار بلدها.


القاهرة: عقدت الفنانة السورية، أصالة نصري،مساء أمس مؤتمرًا صحافيًا مصغرًا داخل قاعةأحد الفنادق الكبرى، لم يحضره سوى عدد محدود من ممثلي وسائل الإعلام المكتوبة، بينما لم تحضر أي وسيلة إعلامية مرئية، حيث تحدثت أصالة عن برنامجها الجديد quot;صولاquot;.

أصالة، التي طلبت من الحضور منادتها بـquot;صولاquot; أو quot;أصولة،quot; وليس الفنانة أصالة، كانت رحبة الصدر، واستمعت إلى كل أسئلة الصحافيين، في أول ظهور إعلامي لها منذ بداية الربيع العربي، وتأييدها الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد.

المؤتمر، الذي بدأ متأخرًا عن موعده لأكثر من ساعة، بررته أصالة بوجود حادث على الطريق، وبُعد منزلها عن مكان الفندق، حيث أدت الحادثتين إلى تأخر وصولها إلى قاعة المؤتمر، على الرغم من خروجها قبل موعد المؤتمر بأكثر من ساعة وربع ساعة، واعتذرت للحاضرين، وبدأت في استقبال أسئلة الصحافيينحول برنامجها الجديد.

وقالت أصالة إن برنامجها quot;صولاquot; برنامج فني بحت ليس له أي اهتمامات سياسية، مشيرة إلى أنه فرصة للجمهور لكي ينسى ما يتابعه على شاشات الفضائيات، لافتة إلى أنها كانت حريصة على أن تخرج أفضل ما لدى الفنانين، وهي بسطاتهم من خلال تنفيذ ديكور للبرنامج يشبه ديكور منزلها، حتى يشعروا بالراحة والاسترخاء خلال الحديث، وهو الأسلوب نفسهالذي تعاملت به معهم، لكنها لم تستطع أن تتأقلم مع 4 من ضيوفها وتخرج منهم شخصيتهم البسيطة على مدار كل الحلقات، التي قامت بتسجيلها، إضافة إلى ضيفة واحدة لم تشعر بالراحة معها خلال التسجيل، رافضة الكشف عن اسمها.

وأشارت إلى أن البرنامج لم يتطرق إلى السياسة إلا مع فنانة واحدة تمسكت بالحديث في السياسة، موضحة أن البرنامج حاول تقديم الفنانين كما هم، لأن الغالبية العظمى من البرامج الفنية لم تقدم الفنانين بشكلهم الحقيقي، وهو ما حاولت تجاوزه في البرنامج.

وأكدت أنها فوجئت بسلوكيات وطبيعة بعض الفنانين، على الرغم من معرفتها السابقة بهم، ومن بينهم نبيل شعيل، الذي تحدث بحرية، وذلك على الرغم من أن فناني الخليج تكون لديهم حساسية من الحديث بحرية، كذلك صابر الرباعي، الذي اكتشفت تفاصيل أكثر عنه خلال تسجيل الحلقة، على الرغم من العلاقة الممتدة بينهما، لافتة إلى أن حلقات عدد من أصدقائها كانت ممتعة للغاية بالنسبة إليها، ومن بينهم أحمد سعد، ورامي صبري، اللذين يظهران في أكثر من حلقة.

وأشارت إلى أنها قامت بتسجيل حلقة قبل أيام معفنانة يمنية تدعي بلقيس، تغني منذ منتصف التسعينات، واكتشفت أنها تجيد الغناء بشكل احترافي هائل وأفضل منها بكثير، فضلاً عن ثقافتها الأخلاقية، معتبرة أنها أفضل موهبة غنائية استمعت إليها بحكم خبرتها الغنائية، موضحة أنها اعتمدت على اختيار المواهب الفنية ليكونوا ضيوفها في حلقات البرنامج، وليس المشاهير فحسب، نظرًا إلى أن المواهب الجديدة دائمًا ما تظلم في كيفية التعامل لدى ظهورها على الجمهور، حيث يتم التعامل معهم على أنهم مبتدئون عند استضافتهم.

وأكدت أن الجانب الإنساني في حياة الفنان جزء لا يتجزأ من حياته، وهو ما حاولت إخراجه من الفنانين في البرنامج، لافتة إلى أنمعظم الفنانين مرتبطون مع الجمهور بالصوت فحسب، لكنها تعتبر نفسها مرتبطة مع الجمهور كإنسانة وفنانة، خصوصًا أنها أصبحت صديقة لأشخاص كثر لم يلتقوها.

ولفتت إلى أن علاقاتها بالفنانة شيرين عبد الوهاب كانت قوية قبل تسجيل الحلقة، وأن سبب الخلافات بينهما أن كلاً منهما تقول ما لديها ولا تخبئ شيئًا، ولذلك تكون الخلافات بسيطة وسريعة الزوال. أما عن الملحن حلمي بكر فقالت إنه كان متزوجًا بإحدى قريباتها، فضلاً عن وجود ذكريات جميلة متعددة بينهما، وهو ما كان له دور في عودة المياه إلى مجاريها بينهما والصلح.

وردًا على سؤال لـquot;إيلافquot; حول ما تردد عن صحة وجود خلافات بين فريق الإعداد والمخرج طارق العريان، ومدى تأثير ذلك على البرنامج، ردت أصاله بعفوية: quot;هو انت شفت حد بيتكلم قديquot;، مشيرة إلى أن البرنامج لم يعتمد على فريق إعداد، ولكن على تحقيق التناغم بينها وبين الضيف قبل بداية التصوير فحسب.

واعترفت أصالة بأنها شخصية يسهل استفزازها بسهولة، ومن ثم تتورّط بعفويتها في العديد من المشاكل، خصوصًا وأن البعض يتعامل معها على أنها تدرس كل كلمة جيدًا ولديه نظرية المؤامرة، وهو ما نفته تمامًا، مؤكدة أنها مثلاً عندما تحدثت عن الثورة السورية تحدثت بشكل عفوي وعبّرت عن وجهة نظرها، فهي تساند الثورة في مصر وليبيا واليمن وسوريا، كي يأخذ كل المواطنين حقوقهم.

ورفضت الرد على التصريحات التي أطلقها الفنان وديع الصافي، التي هاجمها فيها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد تسجيل حلقة البرنامج، موضحة أن الأستاذ وديع الصافي له الحق في أن يقول أي كلام في حقها، ومسموح له بالغلط، لكنها لن ترد عليه، لكونها تربت على أغانيه وتعشقه، فضلاً عن أنها استمتعت بالحلقة التي قامت بتسجيلها معه، وكانت حلقة حميمة بينهما، وقامت بتقبيله، مؤكدة أنهفهم موقفها السياسي بشكل خاطئ، ويعتبرها quot;مجرمة سياسيةquot;.

وأكدت أن غياب الفنانين السوريين عن برنامجها جاء لاعتقاد البعض أنهم سيتورّطون في تصريحات سياسية، وكانوا خائفين من ذلك، لافتة إلى أن كل من سيشاهد الحلقات سيكتشف أن البرنامج ليس quot;مصيدةquot; للفنانين، بل جلسة ود وحب بينهم.

وعن الأغنية التي كانت ستقوم بغنائها لمهاجمة الرئيس السوري بشار الأسد عما يحدث، قالت أصالة إن كلمات الأغنية قام الشاعر بنشرها قبل تسجيل الأغنية، لافتة إلى أنها فكرت بالفعل في الأغنية، لكنها عادت وتراجعت عن القيام بتسجيلها.

وأشارت إلى أنها لا تحمل أي مشاعر كراهية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ولا تحمل مشاعر الكراهية لأي شخص قام بإيذائها، لكن تأييدها للثوار جاء بسبب إحساسها بهمومهم، مؤكدة على ضرورة حلّ مشاكلهم والاستماع إليهم وإلى مطالبهم.

ونفت أصالة أن يكون هناك خلاف بينها وبين الفنانة آمال ماهر، لافتة إلى أن أسرة البرنامج اتصلت بها لتكون ضيفة إحدى حلقاتها، لكن لم يتم الاتفاق معها لانشغالها بتصوير فيديو كليب جديد من ألبومها، مؤكدة أنها لا تعرف مصدر شائعة الخلاف، على الرغم من أنها لم تلتق بها سوى مرتين فحسب.

وكشفت عن وجود جزء ثان من البرنامج يتم التحضير له، ويستضيف الفنانين الذين لم يظهروا في الجزء الأول لإنشغالهم بارتباطات أخرى، مثل الفنان ماجد المهندس، مشيرة إلى أنه بسبب الارتباط بتصوير البرنامج في مواعيد محددة لم يتم الاتفاق مع عدد من الفنانين خوفًا من أن يقوموا بإلغاء التصوير في آخر لحظة.

وعن تعاونها مع فرقة quot;بساطةquot;، قالت أصالة إنها تعشق هذا الفريق، ليس فقط لأصواتهم الجيدة، لكن لوجود عنصر الحب بين أعضائه، مشيرة إلى أنها سجلت حلقة جيدة معهم.

من جانبه، قال المخرج طارق العريان ردًا على سؤال لـquot;إيلافquot; إن فكرة البرنامج جاءته من جلسة ودية جمعت بين أصالة وشيرين في منزل رامي صبري، وجلسوا يغنون ويتحدثون، وهو ما دفعه إلى التفكير في كيفية تنفيذها في برنامج تليفزيوني من دون أن يغيب الطابع الاجتماعي الموجود فيه بسبب الكاميرات.

وأشار إلى أنه تم اختيار ديكور يشبه ديكور المنزل، وتم إخفاء الكاميرات، وتم تنفيذ الحلقات من دون أي وقفات تقريبًا حتى تكون طبيعية، حتى في الأغاني لم يتم إيقاف التسجيل من أجل الاستعداد لها، حيث كان يتم التصوير لمدة 3 ساعات متواصلة.

وردًا على سؤال آخر لـquot;إيلافquot; قال العريان إنهم يعتبرون أن عرض البرنامج الحقيقي سيبدأ مع عرضه حصريًا على شاشة تليفزيون دبي في منتصف يناير المقبل، لافتًا إلى أن جمهور القناة الخاصة المشفرة، التي يعرض عليها في الوقت الحالي، وجمهور الانترنت الذي سيتابع الحلقات من خلالها قليل، ومن ثم فإن رد الفعل الحقيقي سيكون من خلال الجمهور الذي سيتابع البرنامج علي تليفزيون دبي.

ونفى العريان أن يكون هناك تشابه بين quot;صولاquot; والبرنامج الغنائي الشهير quot;تاراتاتاquot;، لافتًا إلى أن الجانب الإنساني في البرنامج له مساحة كبيرة، فضلاً عن أن quot;تاراتاتاquot; اعتمد على وجود جمهور وفريق موسيقي، وهو ما لم يتحقق في quot;صولاquot;.

وأكد أن اصالة تعاملت بطبيعتها، وكانت ترفض في أول يومين للتصوير وضع السماعة التي تسمعه من خلالها، وبعد موافقتها أصبحت السماعة بلا فائدة، نظرًا إلى كونها لا تقوم بالاستماع إلى أحد من خلالها، وتنفذ ما تراه، وتكون هي كنترول نفسها.

من جهته، قال مسؤول قناة دبي، الذي حضر المؤتمر، إن الاتفاق على البرنامج مع قناة quot;دبيquot; تم فيإجتماع لم يستغرق أكثر من ساعة، مشيرًا إلى أن هناك حملة دعائية ضخمة سيتم تنفيذها للبرنامج قبل بدء عرضه، معتبرًا أن البرنامج بمثابة المهر الرابح على القناة.