دخل الإنترنتإلى حياة كل شخص، فهو عالم واسع يجمع الغث والسمين، وللشبكة العنكبوتيَّهأبعاد واتجاهات مختلفة سلبيَّة وإيجابيَّة، تجمع أفرادًا من جنسيَّات وعقول واهتمامات وأعمار مختلفة.


دمشق: بعد أن كان موقع quot;فايسبوكquot; مجرد موقع للتواصل الاجتماعي فقط، أصبح موقعاً يستطيع أن يجمع الملايين من البشر في وقت واحد تحت هدف واحد وهذا ما فطن إليه عدد كبير من الفنانين الذين كان اهتمامهم محدودًا بأهميته، بل إن كثيرا منهم لم يكن له صفحة أو حساب خاص به، لذا يشهد الفيسبوك مؤخرًا ثورة فنية تتمثل في قيام عدد كبير من الفنانين وخصوصًا الباحثين عن الشهرة والنجومية بخلق حساب لهم ليتمكنوا من التواصل مع كل شباب الفيسبوك الذين يصل عددهم إلى الملايين.

فكيف يتعامل الفنانون السوريون مع الانترنت بشكل عام ومع موقع الفايسبوك بشكل خاص.

يعتبر الفنان باسم ياخور علاقته بالانترنت، علاقة متوسطة غير وثيقة، ويعتبر أن حياة الفنان المهنية تقتضي السفر والتصوير المستمر خلال العام فلا تتيح له عند عودته للبيت أن يطلع على الأخبار من خلال الانترنت، ولكن عندما يتاح له الوقت الكافي يتصفح ويقرأ الأخبار والمستجدات لما فيها من مساحة واسعة للأخبار والآراء الفنية والسياسية، مشيداً ببعض المواقع الفنية التي يستشف من خلالها آراء العديد من الناس والمشاهدين، معتبراً أن بعض التعليقات القاسية تكون مفيدة جداً وربما تكون أكثر أهمية وحرفية من بعض الأقلام النقدية.

وأضاف الفنان ياخور لـquot;إيلافquot; أنه ليس من رواد كافة مواقع التواصل الاجتماعي لأنه يفضل التواصل المباشر، معتبراً العين البشرية أكثر أهمية من كاميرا الويب وأن عائلته الصغيرة أولى بالدردشات الخفيفة التي يتواصل الناس من خلالها.

وعن الصورة المنشورة له ولابنه على صفحته الرسمية على موقع الفايسبوك والتي أثارت العديد من ردود الأفعال، قال الفنان السوري إنه نشرها تحت طلب مديرة صفحته وهي الآنسة، لانا البدر، التي ألحت عليه في طلب الصورة خصوصًا وأن عمره أصبح قرابة السنتين، مشيراً إلى أن الحالة الطريفة للصورة هي التي أثارت الاهتمام.

من جهتها، أعربت الفنانة السورية، تولاي هارون، عن محبتها لموقع الفيسبوك والمواقع المماثلة، معتبرةً أنها أصبحت مواقع لنقل الأخبار أيضاً، إضافة لكونها مواقع للتواصل، لكنها أعربت عن انزعاجها من وجود الكثير من البروفايلات باسمها، وبأسماء الكثير من الفنانين الآخرين، لأن الفنان نفسه لم يعد يعرف صفحته الشخصية.

وأكدت تولاي أنها تدخل إلى صفحتها على الفيسبوك بشكل يومي منذ عامين ونصف عندما بدأت استخدامه، كما أن موقعها كممثلة يفرض عليها إضافة أشخاص أكثر من الذين تعرفهم فقط، وهي ترى أن من يطلب صداقتها فهو بالتأكيد يحبها ويحب متابعة أخبارها.

وأشارت الفنانة صفاء رقماني لـquot;إيلافquot; إلى الفوائد التي يجنيها الإنسان من إطلاعه على الأخبار من خلال النت ولكن عند حسن استخدامه، ووصفت بعض القلة من الجمهور الذين لا هم لهم سوى الدخول لنشر التعليقات البذيئة بأنهم quot;ذوي عقد النقصquot;، لافتة إلى استيائها من تجريح الفنانين بهذه الطريقة وانزعاجها الأكبر يكون عند تطبيق مقاطع الفيديو والصور لتشويه صورة النجوم.

وأكدت الفنانة رقماني أنها لم تعد تقوم بأي ردة فعل تجاه أولئك الناس إلا بالضحك، ونصحت الذين لا يحبون الفنانين بعدم الاهتمام بأخبارهم وعدم الدخول إلى صفحاتهم، مشيرةً إلى أن هناك الكثير من الجمهور الحضاري خصوصًا عندما تجد في التعليق الإشارة إلى النصح التي تجعل الفنان يتشجع لتقديم المزيد من العطاء.

وانتقدت الفنانة صفاء رقماني بعض الفنانين الذين يكلفون غيرهم بإدارة صفحاتهم على مواقع التواصل، مؤكدة أن الجمهور يود التواصل مع الفنان لأنه يحبه ولا يجوز اللعب بمشاعره.

وأشار الفنان باسل خليل إلى أهمية العلاقة بين الإعلام والفنان لأنها تسهل عملهم في معرفة الأخبار، مشيراً إلى أن علاقته مع موقع الفايسبوك لا تتعدى الهواية ولا يدخلها إلا في أوقات فراغه ولأهداف فنية بحتة لإقامة علاقات صداقة مع الفنانين فقط.

وقالت الفنانة السورية أريج خضور لـquot;إيلافquot; إن علاقتها بالانترنت كانت فاشلة جداً، وإنها كانت تستغرب هوس أصدقائها بمواقع التواصل الاجتماعية، إلى أن نصحها أحد الزملاء بأن موقع الفايسبوك يعد بمثابة السيرة الذاتية لأي شخص على الانترنت خصوصًا الفنانين فبدأت ترتاده، واكتشفت صدق المقولة عندما تعرفت إلى أحد مديري الإنتاج عبر الموقع ليرشحها إلى أحد الأدوار الرئيسة في مسلسل quot;الانفجارquot;.

وقال الفنان بشار إسماعيل إن علاقة أي مواطن سوري بالانترنت أصبحت مثل علاقته بالطعام والشراب لأنها فرضت نفسها كوسيلة للاتصال وقلصت حدود الكرة الأرضية إلى ما تسمى بالقرية الكونية من خلال العلم والمعرفة في نقل وتوصيل المعلومة.

وأشار الفنان السوري إلى أنه ليس من حق أي فنان أن يكون له موقع خاص به إلا إذا كان يملك أحد المشاريع الفكرية أو الثقافية أو حتى السياسية وتوصيلها كرسالة أخلاقية تحديداً، معتبراً أن بعض المواقع هي تحريضية تهدف إلى رفع شأن سلطة أو شخص كما تساعد في هدمها.

واعتبرت الفنانة جيهان عبد العظيم أنه من المهم جداً وجود مواقع للتواصل الاجتماعي والعربي والعالمي، وأضافت جيهان أنها تفتح الفايسبوك بشكل دائم ولكن ليس بمواعيد محددة، وهي تقبل صداقة كل شخص يحبها، ولهذا فقد أغلق حسابها عند خمسة آلاف صديق تجمعوا على صفحتها على مدى نحو أربع سنوات.

وقد تجاوز العدد 5000، على الرغم من أن جيهان تنتقي من تضيفهم، فهي لا تقبل صداقة أشخاص يظهر من حساباتهم أنهم مسجلون في الفايسبوك من أجل التسلية فقط، كما أنه لا مانع لديها من إزالة أي شخص يتجاوز الحدود معها.

وعبرت الفنانة السورية عن سعادتها في ما يتعلق بوجود البروفايلات الكثيرة الموجودة باسمها، معتبرةً ذلك في أنه دليل على محبة الناس لها.

ويعتبر الفنان الشاب يزن السيد نفسه من الناشطين على الفايسبوك، فهو يدخل يومياً، منذ سنتين تقريباً، ويقبل يزن كل من يطلب صداقته فهو يعتبر التواصل ظريفاً جداً، ويقرّب الفنان من معجبيه، كما يعتبر نفسه اجتماعياً ويتحدث إلى أصدقائه عبر خدمة الدردشة عندما يكون لديه وقت، وأعرب عن استيائه من البروفايلات المزيفة التي تحمل أسماء فنانين، مشيراً إلى أنها مسيئة للفنان نفسه، كونها تُعتبر انتحال شخصية.

هوس بعض الفنانين بعلاقتهم مع الانترنت واستخدامه من قبل البعض في أوقات الفراغ لم يمنع من وجود أحد الفنانين الذين لا يستعملون الانترنت بالمطلق وهو السوري مروان أبو شاهين.

وقال أبو شاهين لـquot;إيلافquot; إنه يحس بالإحراج كثيراً عندما يطلب منه الميل الخاص به، مؤكداً أن المسألة ليست في إيجاد الوقت للنشاط الإطلاعي على الانترنت ويختصر الموضوع في عدم محبته لهذا الاختراع نهائياً، وأنه ليس من رواد الفايسبوك على الرغم من التشجيعات التي يلاقيها من زملائه وأصدقائه في التعارف والتواصل مع المنتجين، مؤكداً أن حالات الإحباط الكثيرة التي لاقاها شخصياً من الكثيرين في التعارف الطبيعي وأنه لا يريد المزيد من الإحباطات في التعارف الافتراضي.