أكد المخرج السوري، فراس دهني، أن لا خوف على الدراما السورية من نظيرتها التركية، مشيراً إلى أن الخوف الرئيس على الدراما يكون من القائمين عليها.


دمشق: أكد المخرج السوري، فراس دهني، أن لا خوف على الدراما السورية من نظيرتها التركية، مشيراً إلى أن الخوف الرئيس على الدراما يكون من القائمين عليها أنفسهم، خصوصًا الذين يستسهلون عملية الإنتاج بلجوئهم إلى ما يسمى الاسترخاص بجمع الصف الثاني من الفنانين والفنيين، مشيراً إلى أن هناك تراجعًا في آليات الإنتاج وتراجعًا في حمايته ذاتياً، حيث إن بعض الشركات في ظاهرها شركات إنتاج، ولكنها تنتج أشياء أخرىغير الفن.

وقال المخرج دهني لـquot;إيلافquot; إن الدراما السورية تنتج برأس مال عربي وخليجي، ونادراً ما تنتج برأسمال وطني سوري، لكثرة إشارات الاستفهام حول المنتج الوطني.

وأضاف دهني أن السوريين لا يستوردون المسلسلات التركية القوية والجيدة، وما نشاهده من أعمال مدبلجة ليست دراما عالية الجودة، مبرراً بأنهم لا ينتجون للسوق السوري، وإنما للسوق العربي، ومن ينتج ويدفع الأموال هو من يملي عليهم ماذا يختارون، وهناك جدل حول تحكمنا بالإنتاج، وعندما تتحول سوريا من بلد انتقالي إلى بلد منشأ عندها يمكن الحديثعن التحكم بالنوعية.

وأشار دهني إلى أن هناك مسلسلات سورية وعربية تعرض في تركيا، ولكنهم يختارون الموضوعات التاريخية والدينية، ولا يقتربون من الموضوعات الواقعية والاجتماعية التي تتطرق إليها الدراما السورية والعربية لكونهم يطرحونها بجرأة أكبر بكثير، كما إنهم يتجنبون قصص الحب والعشق لما عندهم من جرأة اكبر في الطرح، مضيفاً إن الدراما التركية عامل محفز للسوريين كي تنهض الدراما مجدداً، وتخلق حالة وطريقة تقديم تختلف عما يقدمونه لأصحاب المال.

جاء هذا الكلام على خلفية تقديم المخرج السوري محاضرات عدةفي أيام الثقافة السورية في إسطنبول، الذي اختتم في مطلع الشهر الجاري، مشيراً إلى أنه شارك بورقة عمل شاملة عن الدراما السورية، تطرق فيها إلى نجاحات الدراما السورية في السنوات الماضية، والتحديات التي تواجه هذه النجاحات، وعوامل نجاحها، وكيف نشأت الدراما من أول الأعمال المقدمة على الشاشة، مروراً بالفترة الذهبية الأولى التي شهدتها الدراما في أوائل الثمانينات والفترة الذهبية الثانية، التي بدأت في منتصف السبعينات إلى بداية انتشار القنوات الفضائية، كما عرف بالمنتج التلفزيوني السوري بحلته الجديدة.

ولفت دهني إلى أبرز التحديات التي تواجه الدراما في سوريا هو موضوع الإنتاج، متسائلاً عن دور الدولة في دعم الإنتاج السوري، وهل استطاعت أن تكون شريكاً حقيقياً في عملية الإنتاج الدرامي السوري، بعدما كانت الدولة بمثابة الأم للدراما السورية، وهل ستصبح مؤسسة الإنتاج الجديدة العهد رافدًا أساسياً للإنتاج.

ونوه المخرج السوري إلى أن السوريين الذين قدموا الدراما التركية بلسانهم ولهجتهم كانت من أهم أسباب نجاح الدراما التركية مقارنة بتجارب أخرى قدمت الدراما التركية بلهجات مختلفة مصرية ولبنانية وعراقية ومغربية وخليجية، ولكنها لم تنجح إلا باللسان السوري.

واختتم دهني حديثه لـquot;إيلافquot; في الإشارة إلى أهم أسباب انتشار المسلسلات التركية في أنها قدمت للجمهور العربي جماليات عالية من رومانسية ذات مستوى وزخم عال، وحالات حب رائعة، عكس الدراما السورية التي تقدم السوداوية في معظم موضوعاتها القاتمة.