بعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل quot;العشق الممنوعquot; ما الذي من الممكن أنّْ تحضِّره الدراما التركيَّة لإرضاء المشاهد العربي وجذبه؟


الرياض: شاهدت الجماهير العربية أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل quot;العشق الممنوعquot; الذي تابعوه منذ بداية عرضه على قناة الـquot;إم بي سيquot; بشغف تام وبإصرار على معرفة ما تخفيه الأحداث، على الرغم من الإطالة والمطّ فى الأحداث، وإختلاق أحداث فرعية داخل العمل لإطالته، ولجذب المشاهد إلى معرفة ما سيفعله الأبطال غدًا، ماذا ستلبس quot;سمرquot; غدًا في quot;ديفيليهquot; المسلسل الذي تنافست فيه مع أمها quot;فيروز خانمquot; وانضمت الصغيرة quot;نهالquot; اليهما سريعًا على حين غرة من الجميع، فبعدما كانت تلبس ملابس الأطفال فى بداية المسلسل فجأة أصبحت في كامل أنوثتها.

انضمت قناة quot;ميلودي دراماquot; إلى هذا السباق المهني لجذب أكبر عدد من المشاهدين، وشرعت في عرض المسلسل بعد عرضه على الـquot;إم بي سيquot;، لتعطي الفرصة لمن لم يتابعه باللحاق بركب السفينة الرومانسية التركية وعلى متنها آل عدنان.

في الحقيقة ليس هذا ما نعنيه هنا بالتحديد، بل ما يعنينا هو الحلقة الأخيرة من المسلسل التيشهدت إقبالاً جماهيريًا من كل صوب وحدب متابعين لتلك الأحداث التي سنسرد ملخص لها.

تبدأ الحلقة بوقوف quot;عدنان بيكquot; أمام قبر زوجته الاولى ليخبرها ان ابنتهما كبرت، وهي على ابواب الزواج، وذلك قبل يوم واحد من زواجها بمهند.

في هذا الوقت تلتقي سمر ومهند في البستان القريب من القصر بناءً على طلبه، فتحضر ومعها بطاقات السفر للهروب من الجميع، لكنه يرفض، بحجة انه لا يريد كسر قلب quot;نيهالquot; وقتلها حزناً، ولأنه لايستطيع خيانة الرجل الذي رباه وهو طفل، ووصل به الامر للركوع على قدميه أمامها، كي لا تفضح كل شيء وينتهي اللقاء المؤثر بينهما بتمزيق تذاكر السفر.

بشير، الذي يصارع المرض، يطلب التحدث الى مربية الاولاد على انفراد، ويخبرها بانه يعلم بهذه العلاقة التي تجمع ما بين مهند وسمر، وتمنّى عليها ان لا تسمح بنقله الى المستشفى و تبقيه في المنزل يومًا إضافيًا على الرغم من صعوبة حالته الصحية وخطورتها ليرى quot;نيهالquot; عروسًا، فالحياة بالنسبة إليه تعني نيهال.

وفي حفل العزوبية الخاص بالعروس، تلبس كل الصبايا اقنعة تمثّل وجه مهند، في حين يكون هو في مركبه برفقة اصدقائه الشباب الذين اقاموا له ايضًا حفلًا لتوديع العزوبية.

وقبل ساعات قليلة من موعد الزفاف، تخبر سمر نيهال انها خسرت كل شيء، حتى كرامتها وشرفها، فتتفاجأ نيهال من حديثها هذا، وبعد اقفال الخط بينهما، تحذّر سمر والدتها ان تغادر البيت لان زلزالاً قويا سيصيبه في الساعات المقبلة.

ومن خوفها ترسل والدةسمررسالة الى مهند تطلب فيها قدومهبسرعة قبل ان تخبر سمر السيد عدنان بالحقيقة، في هذا الوقت تكون المربية وبشير قد اخبرا السيد عدنان بالحقيقة، فيتوجه الجميع الى المنزل، حيث سمر ومهند وجهًا لوجه في غرفتها والباب مقفل من الداخل، فيخلع عدنان باب الغرفة قبل ان تطلق سمر النار في صدرها وتموت، وتقع المواجهة بين عدنان بيك ومهند، ويسأله عن سبب خيانته بعدما كان بمثابة ابن له، ويتحول الزفاف الى مأتم كبير، والفرح يصبح حزنًا بعد موت سمر وبشير.

والدة سمر، التي كانت تتحضر للزواج بعد مهند ونيهال، تصاب بجلطة وتنقل إلى المستشفى، وتمضي الايام ويبقى مهند يتحسّر على ما اصابه واصاب عائلته امام قبر سمر، ويبقى يتحدث معها ويستعيد الذكريات الجميلة التي جمعتهما سويًا، ويتندم على ما فعله بعائلة عمه ساعة لم يعد ينفع الندم بشيء، ويتحسر على كل شيء ويعتبر نفسه قاتلاً، ويترك وردة حمراء قبل رحيله عن قبرها.

امّا عدنان وعائلته فينتقلون الى منزل آخر وحياة اخرى، ويقفلون باب قصرهم، ليفتحوا الابواب على حياة جديدة.

تلك هي النهاية المأساوية لمسلسل quot;العشق الممنوعquot;، تلك كانت قصة حب مهند وسمر التي شغلت المشاهد العربي لأكثر من 160 حلقة متتابعة، لكن السؤال حقًا يطرح نفسه، لماذا كل هذه المتابعة للمسلسل مع العلم أنه مطروح على الإنترنت ومتاح والغالبية العظمى من المشاهدين يعلمون النهاية؟.

في الحقيقة بعد انتهاء المسلسل راودني سؤال وهو: ماذا بعد سمر ومهند؟ أو بالأحرى ماذا تستطيع أن تقدم الدراما التركية للمشاهد العربي حتى يتابعها بالطريقة نفسها؟.

فقد لاحظنا أن الفنان التركي المعروف بـquot;مهندquot; بعد نجاحه الساحق فى مسلسل quot;نورquot; ظهر ثانية بشخصية quot;مهندquot; جذبًا للجماهير المتعطشة لرؤية الرومانسية ثانية مجسدة في تلك الشخصية المعروفة بمهند.

لكن إلى متى سيظل هناك مهند؟ وهل ستُبقى الدراما التركية عليه وعلى لون الرومانسية الذي تنتهجه لجذب المشاهد العربي؟ أم عليها التغيير، وعلينا الإقتناع أولًا ثم المتابعة؟؟

فى الحقيقة السيل الرومانسي الذى سال علينا بفضل الأعمال التركية أثر تأثيرًا واضحًا على الدراما في الخليج، بحيث انتشرت الأعمال الرومانسية بشكل كبير، واصبحت سمة أساسية في رمضان، ونرى قبولًا عند الجماهير المشاهدة لهذه الأعمال، لكن هل سنظل محاصرين بهذا اللون الرومانسي الذي حول الجميع إلى مراهقين ينتظرون الحب المستحيل والعشق الممنوع؟.