ظهرت في الوسط الفني في العام 1995 وهي لا تزال طالبة في معهد الفنون الجميلةمن خلالمسلسل quot;الهرب إلى الوهمquot; بدور فتاة عمياء من إخراج وإنتاج جلال كامل، ومنذ ذلك الحين أسست إيناس طالب اسمًا لها في واقع الدراما التلفزيونية العراقية، وعلى الرغم من تحذيرات البعض والعروض الكثيرة التي قدمت لها خارج العراق، إلَّا أن طالبلحقت قناعاتها الخاصة، لتطلقأول أعمالها بعد الانقطاع الطويل من الدراما العراقية التي تحبها دون غيرها.


دمشق: بعد فراق دام سنوات طويلة، تعود الفنانة إيناس طالب من عمّان مقر إقامتها إلى دمشق بدور ستتذكره كثيرًا، وهو عبارة عن سيرة ذاتية للمطربة العراقية عفيفة اسكندر، quot;إيلافquot; التقت بها وكان هذا الحوار.

كيف تعرّف الفنانة إيناس طالب بنفسها؟
أنا من مواليد البصرة، دخلت مجال الفن في عمر السادسة عشر، فأنا ممثلة عراقية درست في معهد الفنون الجميلة، وفي العام 1995 سنحت لي الفرصة للمشاركة في مهرجان مسرحي، حصلت فيه على جائزة أفضل ممثلة واعدة، فبدأت العروض تأتيني للمشاركة في أعمال تلفزيونية، وكنت مترددة لأكثر من سبب. أما أول مرة وقفت فيها أمام الكاميرا فكانت مع المخرجة رجاء كاظم في مسلسل بدوي من إنتاج عراقي، بعدها شاركت في مسلسل quot;الهرب إلى الوهمquot; الذي أخرجه الفنان جلال كامل.

ما هو سبب انقطاعك الطويل عن الساحة الفنية؟
انقطعت عن العمل الفني لست سنوات بسبب إكمال دراستي في كلية الفنون الجميلة قسم الفنون السمعية والمرئية، فكنت حينها في المرحلة الثالثة عندما جاءت احداث 2003، وما تعرض له البلد من أوضاع صعبة، فقررت مغادرة العراق، وذهبت إلى عمّان، ولم يكن أمامي من خيار سوى دراسة الإعلام، وأنا الآن مقبلة على دراسة الماجستير، كما إن حياتي الزوجية قللت من موافقتي على الكثير من الأعمال.

ما هي حدود الموافقة والرفض عند الفنانة إيناس طالب؟
توجه ومبدأ العمل، وسياسة المنتج في تقديمه، وسياسة القناة في إيصاله، فأنا أحسب حسابًالكل هذه المسائل، وأنا ضد الإساءة لأي شخص أو دولة، وهذه سياستي منذ البداية، وأتمنى الثبات على مبدأي، كما إنني ضد الأدوار الجريئة، والأعمال العراقية خالية من الجرأة، وسبق أن قدمت عملاً جريئًا إلى حد معين في بداياتي، ولكن الجرأة لم تكن باللباس الفاضح، وإنما بالإيحاء، وأنا من الممثلات التي لديها تهيئة نفسية ومادية ومعنوية عند اشتراكي في اي عمل وأعيش حالة من القلق، أقرأ وأتابع ما وراء السطور، وارى ما الذي سيحصل وما سيترتب عند اشتراكي في العمل.

حدثينا عن المسلسل الجديد الذي تقومين بتصويره حاليًا في سوريا؟
حاليًا أنا سعيدة بترشيحي لأداء دور المطربة العراقية عفيفة اسكندر في مسلسل quot;فاتنة بغدادquot; من كتابة علي صبري، وإخراج علي أبو سيف، ومن إنتاج شركة الوركاء، بإشراف المنتج والمخرج صلاح كرم.

وهو أول عمل يقدم في العراق، ويتناول سيرة فنانة عراقية أصيلة، لا تزال راسخة في أذهان الناس، وأنا أجسد شخصيتها في بداية حياتها الفنية، ولم تكن قد وصلت إلى الشهرة بعد، حيث كانت تغني لبعض الفنانات مثل صديقة الملايا، وزكية جورج، وهي شخصية صعبة ومركبة وسنراها متمردة، وعندها إصرار وهدف، فهي مطربة في مجتمع مغلق ومحافظ في تلك الفترة الزمنية، كماإنهامسيحية، ووالدها كان يعزف معها، وكانت تغني في ملهى يرتاده النخبة من طبقات المجتمع، ولن يكون من الضروري أن يركز المسلسل على مسيحية الفنانة عفيفة، لكونها عالقة في الأذهان، وتعتبر من الأدوار المهمة في حياتي الفنية.

كيف تم ترشيحك لهذا الدور؟
الحمد لله إنمعظم المشرفين على العمل كانوا متفقين على اسمي لتجسيد الشخصية، وتم الاختيار على أساس القدرة على الأداء لكون الشخصية تتحمل تحولات كبيرة وانتقالات مهمة، سواء على صعيد حياة المطربة أو على صعيد تاريخ العراق، حيث يتطرق العمل إلى حقبة الثلاثينات، ولا أخفيك أن الشكل كان له دور في ترشيحي.

كيف تتحضرين لتجسيد دور فنانة لا تزال تعيش حتى يومنا الحاضر؟ وهل تم لقائك بها؟
من المهم موافقة المطربة عفيفة على النص، وكان أول طلب لي عند الشركة هو لقاؤها خصوصًا أنها لا تزال حية، وتسكن في بغداد، ولكن للأسف هي حاليًا تعاني الغيبوبة، وهي غير قادرة على الكلام، فاستمعت لأغانيها بكثرة، وشركة الإنتاج وفرت لي مصادر كثيرة من فيديو وأشرطة ولقاءات مسجلة وغناء، فصار عندي مخزون كبير، كما التقيت بالكثيرين ممن عاصروها. أما بالنسبة إلى الغناء فأنا لن أغني في العمل، بل سأكون مؤدية لغناء فنانة عراقية اسمها أصيل كريم هميم، وهي من الأصوات النادرة وصاحبة حضور قوي ومهم.

ما رأيك بالدراما العراقية؟
الدراما العراقية في قيد التطور، نحن عندنا فنانون مبدعون، ونتمنى أن يهتم الإنتاج أكثر بالفنان العراقي لأنه يبدع عندما يحصل على حقه من الرفاهية التي يعيشها فنانو الوطن العربي، والدراما العراقية غير منتشرة بحكم الحصار الذي كان مفروضًا قبل الحرب، كما إننا نعاني من الزمن الصعب لكوننا نعمل خارج العراق، ولو عملنا في داخله سيكون الموضوع أسهل في انتشار الدراما، ونحن نسعى ونطمح في أن تستقطب القنوات العربية الدراما العراقية، وتساعد في تسويق الفنان العراقي.

هل عرضت عليك أعمال فنية أثناء إقامتك خارج العراق؟
لقد عرض علي الكثير من الأعمال الفنية في سوريا، ولكن من دون مبالغة أو غرور رفضتها جميعًا، ولقد كانت لديّ وجهة نظر وقناعة بان تكون عودتي إلى الساحة الفنية من خلال أعمال تنطلق وتنفذ وتنتج بطابع عراقي، ومنذ فترة ليست بعيدة عرض علي عمل سعودي كوميدي، لكني أعطي الأولوية للدراما العراقية لكونها تحتاجني أكثر لافتقارها الوجوه النسائية.

بحكم عملك كفنانة عراقية ودراستك الإعلام هل تفكرين في تجربة التقديم التلفزيوني؟
أنا عملت في مجال التقديم التلفزيوني في بداياتي، وقدمت برنامج لقاءات فنية مع نجوم العراق. أما الآن وبعد الشهرة التي اكتسبتها من فن التمثيل، فأنا أعتبر نفسيأمامي مسؤولية، والتقديم سلاح ذو حدين، إما أن يدفعك إلى الأمام أكثر أو يوقعك بالفشل.

أي من الأعمال كانت نقطة تحول في حياتك الفنية؟
أدواري في quot;رجال الظلquot; وquot;أرجوحة النارquot; الذي كان أول عمل بطولة مطلقة لي، وكذلك دوري في quot;الهرب إلى الوهمquot;، وأيضًا quot;المدن الثلاثquot; وquot;منادي باشاquot; للمخرج فارس التميمي، هذه الأعمال أعتبرها البداية الصحيحة لي لدخول الساحة الفنية، وكانت فعلاً نقطة التحول المهمة والمؤثرة في حياتي الفنية، وأنا دخلت التلفزيونفي عمر الخامسة عشر، وحصلت على فرص مهمة، وقدمت كنجمة إلى الجمهور العراقي، لذا لدي تعاطف كبير مع الشباب الذين يظهرون في الوقت الحالي لأن تعدد القنوات يجعل من الصعب إبراز الوجه الجديد لكونه لا يعلق بذاكرة المشاهد.

هل كان هناك تحفظ من الأهل تجاه عملك في مجال الفن؟
كانت رغبتي منذ البداية أن أكمل دراستي في معهد الفنون لدراسة الموسيقى والعزف على آلة الكمان، ولكن لم تتح لي فرصة القبول في هذا القسم، ووضع اسمي في حقل الاحتياط، وهكذا لم يكن أمامي من خيار سوى أن أتقبل الدراسة في قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون، لذلك لم يكن للأهل أي اعتراض على إكمال دراستي في المعهد ومن ثم الدخول إلى الجامعة، دخلت قسم المسرح، ولم يكن حينها للأهل أي اعتراض على دراستي هذا التخصص، ولكن كان لهم تحفظ تجاه العمل في التلفزيون ليس أكثر.

ماذا عن حياتك الشخصية؟
حياتي طبيعية، وأنا متزوجة بإنسان واعٍ ومثقف، يعمل في مجالات خاصة، وهو متفهم لحياتي وطبيعة عملي.