دمشق: بعد (ليل المسافرين)، و(طيور الشوك)، يقف الفنان أيمن زيدان وراء الكاميرا ليكون مخرجاً تلفزيونياً في العمل الاجتماعي الثالث له بعنوان quot;ملح الحياةquot; للكاتب حسن .م. يوسف، ومن إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني.
وعن خصوصية العمل، بين المخرج أيمن زيدان quot;يعد عمل quot;ملح الحياةquot; من الأعمال الضخمة إنتاجياً الموجودة حيث تجاوز في مكانه 150 موقع تصوير، ويشارك في العمل ما يقارب الـ 200 ممثل، كما يؤدي أدواره الرئيسة نخبة من نجوم الدراما السورية بينهم: سلوم حداد، ريم علي، جابر جوخدار، سوسن ارشيد، عامر علي، سليم كلاس، صالح الحايك، علي اكريم وآخرونquot;.
وتدور أحداث المسلسل في دمشق بين عامي 1946 و1958، وتسلط الضوء على مرحلةً خاصة من تاريخ سورية عبر مجموعةٍ من الحكايات التي ترصد انعكاسات الحالة السياسية على المجتمع، لافتاً إلى أن quot;المميز في العمل هو البعد الوطني، حيث نتطرق بشكلٍ رئيس إلى قصة quot;وهيب حمديquot; أستاذ في ثانوية التجهيز، يقتل جندياً فرنسياً خلال تظاهرةٍ مناهضة للاحتلال الفرنسي، ويحكم عليه بالنفي إلى غويانا الفرنسية، يغيب هناك لسنوات ثم يتمكن من الهربquot;.
ويضيف المخرج الكبير أن الأحداث تسير بانعطافاتٍ دراماتيكية حادة، ليتعرف بعدها إلى شخصٍ بلجيكي يدعى quot;ليوبولدquot; يصبح سفيراً لبلاده في سورية، وتتطور علاقة الصداقة في ما بينهما، ليكسب من خلالها quot;وهيبquot; تعاطف السفير البلجيكي آنذاك مع قضايانا الوطنية.
وعن تسويق العمل خفف زيدان من قلقه قائلاً quot;المسلسل من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني، وهذا وحده كاف ليعرض المسلسل عبر قناة دراما سورية، لذا فإنني لن أواجه أي مشكلة في مسألة البحث عن عرض لعمليquot;.

وقال الفنان سعد مينا لـquot;إيلافquot; إنه يشارك بشخصية الصحافي ،منوهاً بأهمية دور الصحافة في تلك الفترة خاصةً من ناحية التوثيق لبعض النقاط الواضحة بتلك المرحلة أبرزها التركيز على أماكن الخلل في المجتمع ،معتبراً أن الصحافة لم تكن نزيهة بوجود الأخبار الكاذبة في صحف الإثارة و أن اغلب الصحف كانت تتبع ايديولوجيا وجهات خاصة وممكن ولكن المهم هو أنها في المجمل كانت تخدم المواطن رغم اختلافاتها.
وأشار الفنان إلى أن شخصيته في العمل على مرحلتين يكون فيها محرراً في سن الشباب ويتعرض للكبح من رئيسه كونه لا يزال مندفعاً وتطغى الانفعالية والعاطفة على تقييمه الأمور، وعندما يستلم إدارة التحرير في المرحلة الثانية عند الكبر يدرك أهمية أنه لا يجب على الصحافي بأن يعمل بشكل غريزي عاطفي كونه عنصرا مؤثرافي القراء.

وتجسد الممثلة سوسن أرشيد شخصية فادية، وهي تمثل المرأة الشامية في هذا العمل الذي يتحدث عن دمشق بين 1930 و1950، حيث كان للمرأة حينها رأي مهم، وكانت تعبر عن وجهة نظرها بحرية واستقلالية.
وأعربت أرشيد عن سعادتها بمشاركتها بالعمل، بقولها quot;سعيدة بوقوفي أمام كاميرا الفنان والمخرج أيمن زيدان، فهو على دراية تامة بما يجول في فكر الممثل، والذي يحاول إخراج الأفضل من هذا الممثل، وبالتالي فإن العمل معه ممتع جدًاًquot;.
في الإطار ذاته، لفت الممثل جابر جوخدار quot;أؤدي شخصية وهيب حمدي، وهو يمثل شريحة المثقفين الدمشقيين في مرحلة الاستقلال وما بعده، يـُنفى إلى غويانا الفرنسية بسبب مقاومته سلطات الاحتلال الفرنسي آنذاك، مضيفاً أن quot;الأمور تتصاعد ليصل إلى محنة السجن مرّة أخرى بعد الاستقلال على خلفية نشاطه السياسي، وذلك بتهمةٍ ملفقة هي الاتجار بالآثارquot;.
ولفت جوخدار أن quot;المميز في الشخصية التي يلعبها هي أنها تسلط الضوء على الفئة المثقفة من الدمشقيين البسطاء المثقفين في مرحلة الاستقلال وما بعده، هذه الشريحة التي غيبت مؤخراً عن الدراما السورية، كما يتناول العمل العلاقة الراقية التي تربط quot;وهيبquot; بزوجته quot;فاديةquot; والتي تختلف كلياً عن الصورة النمطية عن علاقة الرجل بالمرأة التي تم تكريسها عبر مجموعةٍ من المسلسلات السورية لاسيما ما يعرف بأعمال البيئة الشاميةquot;.
وقالت الفنانة السورية رغد مخلوف إنها تجسد دور البطولة النسائية في العمل بشخصية (نورا) ،مبديةً تحفظها عن تفاصيل الدور من شدة التعلق بالشخصية، واكتفت بالإشارة إلى إنها شخصية حساسة تستحق لقب (ليدي) بكل معانيها وهي متزوجة من رجل أكبر منها بعشرين عاما ذي منصب وموقع اجتماعي مهم تحقق من خلاله حلما معينا يكشف من خلال المسلسل، وتكون صديقة لإبطال العمل من أمثال الفنانين (سلوم حداد وعامر علي) وهي سيدة صالونات ومجتمعات تفتح بيتها للفعاليات الاجتماعية والثقافية المهمة.
وبيًن الكاتب والسيناريست السوري حسن م يوسف أن مسلسل quot;ملح الحياة quot; يسعى إلى تقديم رؤية سياسية وتفاصيل واقعية موثّقة ، غير معروفة من قبل المواطنين السوريين في مرحلة الأربعينات والخمسينات التي عاشتها سورية في ظل الاحتلال الفرنسي ، منوّهاً بأن العمل لا يعالج الجانب السياسي للاستعمار الفرنسي ، وإنما سيكون الاستعمار بخلفية أحداث العمل ، حيث ستتم معالجة قضية الظلم والقهر الإنساني وكيف تُصاغ مصائر الناس، من خلال قصة شخص يخرج من مكان عمله، ليجد نفسه متورّطا فجأة بمسألة كبيرة تأخذ وقتا طويلا من حياته ، هذا وأشار يوسف إلى أن للمرأة نصيبا من خطوط هذا العمل حيث سيتم تسليط الضوء على نساء مبادرات وطنيات، كان لهن حضورهن الإنساني القوي، كما سيبرز الوجه الحقيقي للمرأة الدمشقية سواء أكانت شريكة الرجل أو أخته أو أمه.