تجتاح الأغاني الهابطة والركيكة أثير الكثير من الإذاعات، ولكن صدرت منذ فترة أغنية quot;حرام تكوني معوquot;، حيث يُراهن على كاتبها وملحنِّها بتقديم العديد من الأعمال الناجحة المقبلة.


بيروت: لم يعد جديدًا الحديث عن الأغاني الهابطة، الَّتي تفتقر إلى أدنى شروط الرقي، والكلمة الجميلة الهادفة، واللحن المهذَّب، والَّتي تجتاح الإذاعات، وتعاد مرارًا وتكرارًا طيلة النَّهار، في عمليَّةٍ تهدف إلى غسل الدِّماغ بها، خصوصًا بعد المستوى المتدني الذي وصل له الفن، وغيره من المجالات في حياتنا اليوم.

ولكن ومنذ أيَّام صدرت أغنية جديدة تحمل عنوان quot;حرام تكوني معهquot; للفنان اللبناني الشَّاب، وخرِّيج ستديو الفن، روني كسَّار، من كلمات أريج ضو، وألحان أيمن قميحة، وتوزيع جورج جريش.

والأغنية بكل تفاصيلها تحمل كل متطلبات الأغنية الناجحة من ناحية الكلام واللحن والتَّوزيع، إضافة إلى الغناء الذي يشدو به كسَّار وصوته الجبلي المميَّز.

علمًا أنَّ هذه الأغنية ليست الأولى له، إلَّا أنَّها تمتاز عن ما قبلها وتحمل نفسًا جديدًا، كما أنَّها ليست الأولى للشَّاعر أريج ضو، فهو سبق وكتب أغنية quot;بالروح بالدمquot; للفنانة اللبنانيَّة، نجوى كرم، وقبلها أغنية quot;كيف بدي عيشquot; للفنانة اللبنانيَّة، كارول سماحة، وغيرها من الأغاني، الَّتي تمتاز بالرقي والجرأة معًا في طرح المواضيع، والوصول إلى ذهن المستمع بسلاسةٍ، دون جرح أذنه بعباراتٍ غريبةٍ وتافهة وتفتقر للثقافة، كالَّتي نسمعها يوميًّا عبر الإذاعات، وكذلك الأمر بالنسبة للملحن، أيمن قميحة، إذ قدَّم لحنًا مهذَّبًا وقريبًا في نفس الوقت إلى الأذن، صعودًا ونزولًا بين الطبقات المختلفة، والمقامات الموسيقيَّة.

ويقول في مطلع الأغنية:
حرام تكوني معه، حرام عينكي بعينو يطلعو، حرام عليكي
شوفي الفرق بيني وبينو، شوفي أنا ويني وينو
هوي على غيرك عينو لعباني، وأنا عيني عليكي
حرام تكوني معو

وتحمل الكلمات الكثير من المعاني المعبِّرة، وتحمل لحنًا وتوزيعًا سريعًا يماشي العصر، ولكن بطريقةٍ راقية بعيدة عن التَّجريح والعبارات الفارغة، وتوصل رسالة يعاني منها العديد من الشَّاب اللبناني، إذ تمتاز الأغنية بواقعيتها، إذ بات العديد يلهث وراء الأمور السَّطحيَّة والماديَّة، بغض النظر عن الأخلاق العالية.

علمًا أنَّ الثنائي المحلن والشَّاعر يحضِّران للعديد من الأغنيات، فهل يكونان ثنائيًّا جديدًا، يعيد للأغنية اللبنانيَّة عزَّها، وإلتزامها بالفن الراقي؟