عبَّر الفنان السوري الشَّاب، جوان خضر، عن أسفه لمنع عرض المسلسل، الذي شارك في بطولته مع عدد من الوجوه الجديدة في سوريا. مؤكِّدًا أنَّ مسلسل quot;شيفونquot; كان خطوة جريئة وموفقة من المخرج نجدت أنزور باستقطابه لهذه الشَّريحة المهمَّة من المجتمع.


دمشق: قال الفنان السوري جوان خضر لـquot;إيلافquot; إنه شارك في مسلسل شيفون، الذي يتناول مشاكل المراهقين بين (13 و18) عامًا، ويسلّط الضوء على همومهم ومشاكلهم الخاصة، من خلال دخولهم إلى العالم الافتراضي، المتمثل في الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي وعالم المخدرات، واصفًا العمل كأول مسلسل يطرح هذه الجرأة إلى حد أنه منع من العرض، لكونه تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء، من خلال محاولة المخرج، كما تعودنا في أعماله، في ملامسة الثالوث المحرّم في طرحه لموضوعات الجنس والسياسة والدين، وكانت الحجة مدى تحلي هذا العمل بالجرأة، التي لا يمكن أن يتقبلها المشاهد في شهر.

وجسد الفنان جوان شخصية quot;ربيعquot; الفتى المتحول من شخص خجول لا يستطيع الحديث بحرية، حتى مع أخيه الأصغر، إلى شخص مكتمل الرجولة تماماً بعد إغراء جارته quot;تهانيquot; له.

انتقد جوان نفسه في بعض الحالات النفسية للشخصية التي أداها، وقال إنها تطوّرت بسرعة وبشكل مفاجئ، مما جعل المشاهد يقف باندهاش تجاهها، مؤكداً أن شخصية الرجل، التي تحول إليها، من شخصية الطفل الخجول التي كان عليها وحتى العمر الذي يتطور إليه يبدو فيها أكبر، إلى درجة لا يمكن أن يقتنع المتلقي بأنه في المرحلة الثانوية، معتبراً أن الشخصية المتحولة هي بمثابة مطبّ لأي فنان نجم، وأنه تعلّم من التجربة الكثير.

وأشار الفنان جوان إلى أن هدف العمل بالأساس هو توجيهي لإرشاد الأهل في كيفية التعامل مع المراهقين، وكان يجب مشاهدته من قبل كل فئات المجتمع، نظراً إلى الرسائل التي أشارت إليها كاتبة العمل هالة دياب، خصوصًا في التصرفات السليمة التي على الأهالي إتباعها مع ذويهم من المراهقين، معتبراً أن متابعة العمل كانت كبيرة عن طريق الأقراص المدمجة، مؤكدًا أن الرقابة لم تكن لتسمح بتصوير المسلسل، إن لم تجده مناسباً للعرض، ولفت إلى أن الدراما السورية بالأساس تحترم المشاهد، وأنها لم تحتاج حتى اللحظة أن يكتب على شارة العمل عبارة (فوق 18) على سبيل المثال.

وأشار جوان إلى أن العمل استطاع استقطاب الشباب الموهوب والمتخرجين من المعهد العالي للفنون المسرحية، وعرضهم كأبطال للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة، وهذا ما يعتبر نقطة إيجابية بامتياز لمصلحة العمل ككل، معتبراً أن المخرج نجدت أنزور كان له الفضل على كثير من النجوم، واسمه معروف في الوسط السوري والعربي والعالمي، وأنه يتمنى أن تكون مغامرته قد نجحت حسب رأي الجمهور، منوهاً بثقة المخرج بتلقائيتهم، وكاشفاً عن أن الفنان مصطفى الخاني هو من رشّحه لأداء شخصية quot;ربيعquot;، حيث وجد بعض التقاطعات بينه وبين الدور، خصوصًا من ناحية الشكل.

وعلى الرغم من عدم إيمانه بالصدفة، أكد الفنان جوان على فضل الحظ عليه في أول موسم بعد تخرجه، حيث جعله يعمل مع أهم مخرجي الدراما ومع الفنانين، الذين كان يطمح إلى لقائهم في يوم ما، مشيراً إلى أن المخرج المثنى صبح هو من رشحه لدور quot;عارفquot; في مسلسل quot;جلسات نسائيةquot;، بعد حضوره لبعض الأعمال المسرحية سابقاً، وكشف عن أنه لم يتردد على الموافقة بتنفيذ عدد قليل من المشاهد في مسلسل quot;ملح الحياةquot;، وأنه يعتز بهذه المشاهد القليلة، لكونها كانت مع الفنان أيمن زيدان.

وأشار الممثل جوان إلى أن الدراما السورية لم تصنع أي نجم منذ ما يقارب الخمس سنوات، وأنها تعتمد على الأسماء نفسها منذ زمن بعيد، لافتًا إلى أنه يولد نجم في كل شهر في هوليوود، ومؤكدًا أن صناعة النجم في الوقت الحالي صعبة جداً لكثرة المسلسلات والشاشات، ولأن المنافسة أصبحت صعبة بين الفنانين أنفسهم، مشيداً بالوسط الفني السوري، الذي اقتنع أخيراً بضرورة توظيف الطاقات الشابة، وتم الالتفاف إلى الشباب، ومنحهم الفرص التي يستحقونها، راجياً أن تكون مغامرتهم قد أكسبت الدراما نجوماً جددًا من الممكن الاعتماد عليهم مستقبلاً.

في السياق نفسه، أشار الفنان جوان إلى أن مهنة التمثيل هي ثاني أصعب مهنة في العالم بعد عمّال المناجم، لذا فهي تستحق أن يتقاضى عليها الأجر المريح، مؤكداً أنه لا يمانع بأن يتقاضى الفنان النجم الرقم المرقوم، لكنه ينتقد في الوقت نفسه الظلم الكبير من قبل شركات الإنتاج وتعاملهم مع الوجوه الشابة على منحهم الفرصة بأبخس الأسعار، لافتاً إلى أنهم يبذلون الكثير من الجهود بالتواجد في أماكن التصوير لساعات طويلة، وأن عملهم فيه الكثير من الحرفية والمهنية الأكاديمية.

وكشف الفنان جوان عن أنه في صدد عمل فني كوميدي جديد مع الفنان أيمن رضا، وصرح بأنه سيجسد شخصية quot;هانيquot; في مسلسل quot;سيت كازquot; مع المخرج زهير قنوع، وقال إنه يستعد للشخصية، ويراهن على مخرج العمل، الذي يمنح الممثل الراحة المطلقة في الارتجال، لكون الشخصية غالباً ما تكون فقيرة على الورق، مؤكداً أنه سعيد بأول امتحان كوميدي له، وأنه متحمس لأدائها، ولم يقلل من خوفه منها، لكونه سيقف مع عملاقي الكوميديا السورية أيمن رضا وخالد تاجا.